
في جلسة هادئة تنضح بالسكينة هنا في #بلوار تجلس خديجة منت اعلانه ولد محمد ولد سيدي عثمان في محظرتها وهي تدرس إحدى طالباتها
صورة تختزل مسارًا طويلًا من العطاء، وسلسلة متواصلة من حب القرآن والعلم، نسجت خيوطها أسرة حملت لواء التعليم المحظري في عمق مجتمعها التنواجيوي الذي عرف بارتباطه الوثيق بالقرآن وعلومه.
تعود جذور هذه المسيرة إلى الجد الأكبر، سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان 1852م –1939م ، دفين #تادرت الذي أسس نواة هذه المدرسة العلمية، واضعًا اللبنة الأولى لمسيرة تلك المحظرة حاملا لقب “طالبن”، وهو لقب أصبح مرادفًا لإسمه في منطقتي #ترمسه و #أفلة فجميع الإيجازات القرآنية في تلك المناطق اليوم تمر بسنده القرآني المتصل
توارث الأبناء من بعده هذا المشعل؛ فحافظ عليه محمد ولد سيدي عثمان 1890م _ 1957م ، المعروف هو الآخر بلقب “طالبن” في ترمسه ، إلى جانب أخويه أيده ولد سيدي عثمان في ترمسه، وسيدي ولد سيدي عثمان في #أفله، فاستمرت بذلك شعلة التعليم متقدة، تنتقل من صدر إلى صدر، ومن جيل إلى آخر.
ثم جاء الجيل الثالث ليواصل المسار بثبات، فكان من بينهم الراحل الطالب أحمد ولد سيدي عثمان، الذي عُرف بلقب “طالبن” في لمبيحرة بمنطقة أفله، والشيخ إبراهيم ولد سيدي عثمان في عين فربة، وغيرهم ممن حملوا الأمانة مجسدين الوفاء لمسار بدأه الآباء ووضعوا له أسسًا راسخة.
محظرة أهل سيدي عثمان ليست مجرد مكان لحفظ القرآن فحسب، بل هي مؤسسة بدوية عريقة سايرت تطور التعليم المحظري وحافظت على أصالته. وقد ورد ذكرها ضمن المحاظر المتميزة في مجتمع تنواجيو، كما أشار إلى ذلك المؤرخ المختار ولد حامد في الجزء الثقافي من كتابه “حياة موريتانيا”، حيث أوردها ضمن محاظر تنواجيو ( “إجاج بركه” ) مستذكرا شيخيها سيد احمد عبد الله وابنه محمد
من مشهد خديجة في منطقة #اركيبة وهي تراجع مع تلميذتها، نستذكر تاريخ أسرة كاملة كرست حياتها للعلم، بدء من منطقة #ترمسة مرورا #بأفله وصولا الى #اركيية تتجلى صورة المحظرة في أنقى معانيها:
عطاء لا ينقطع، وسند متصل، ورسالة أبدية.
محمد غالي سيدي عثمان
منصة القافلة