بحث خاص

من اعلام المحظرة التنواجيوية سيد احمد عبد الله ولد سيدي عثمان #التنواجيوي

في كل زمان من الأزمنة، وفي كل عصر من العصور، يهيئ الله للأمة علماء ربانيين، وفقهاء وزهّادًا، يحملون لواء العلم، وينشرون الهدي القويم، ويصونون تعاليم الدين الحق. ومن هؤلاء العلماء الربانيين، الذين نذروا حياتهم للعلم والعبادة، بحر العلم ومستودعه، سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان التنواجيوي.

لم يكن مجرد شيخ مربٍّ أو مرتّل لكتاب الله، أو فقيهًا تقيًّا فحسب، بل كان شمسًا تضيء الدرب، وقمرًا ينير الطريق، ومثالًا للعالم العامل الذي يُجسّد العلم في سلوكه وأخلاقه.

عالمٌ موسوعي، وفقيهٌ متبحر، ومربٍّ حكيم، ووليٌّ زاهد، اجتمعت فيه صفات العلماء الربانيين الذين جمعوا بين عمق المعرفة، وقوة التربية، وسلامة المنهج، وصفاء القلب. ارتقى في مدارج العلم حتى بلغ أعلى مقاماته، وتحلّى بالزهد حتى صار مضرب المثل في الإعراض عن الدنيا ومتاعها، راغبًا فيما عند الله، وما عند الله خير وأبقى.

كرّس حياته لنشر العلم وتعليم الأجيال، وبث روح الورع والتقوى بين طلابه ومريديه، فكان بحق أحد أعمدة المحظرة التنواجيوية، وعلمًا من أعلامها المضيئة، ترك بصمته واضحة في مسيرته العلمية وبقيت سيرته العطرة نبراسًا تهتدي به الأجيال جيلاً بعد جيل.

كان رحمه الله مثالًا للإخلاص في العلم والعمل، والتجرد عن حظوظ النفس، والتفرغ لما ينفع الناس ويدوم أثره، فوهب حياته للقرآن وعلومه، والفقه وأصوله، فكان من العلماء الذين ينطبق عليهم وصف “العلماء ورثة الأنبياء”.

نسبه والاسر التي تجتمع معه

هو سيد أحمد عبد الله ( سادن القرآن ) او صاحب القرآن كما نقش على قبره في ( تادرت) بن سيدي عثمان بن الطالب محمد بن عبد الرحمن بن الطالب عبد الله بن المختار بن عبد الله السايح بن المختار بن أحمد بن ما يمتس بن أجبرك بن سيدي يحيى الإدريسي الجد الجامع لقبيلة تنواجيو الاشراف

تُعدُّ أسرة أهل سيدي عثمان بن الطالب محمد إحدى أسر آل مايمتس المعروفة في فخظ إيجَاجْ بُرْكَ بمنطقة أرض ترمسة، والتي تضم ستة أفخاظ شهيرة من أفخاظ قبيلة تنواجيو الأشراف، وهم:

فخظ إيجَاجْ بُرْكَ

فخظ أهل آجه

فخظ أهل أوجه

فخظ أولاد المايماس

فخظ أهل التحميد

فخظ أهل الطالب موسى

إضافة إلى وجودها في منطقة أفل بالحوض الغربي، حيث يقيم أحفاد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان في أولاد بو امحمد (عين فربة) وأهل آباتي، وإدابوبك في( لمبيحرة )

وفي الحوض الشرقي في منطقة بنݣو تحديدًا، حيث تقيم أسرة الشيخ أحمد ولد سيدي عثمان، أخ سيدي أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان

كما يمتدّ وجود الأسرة إلى منطقة أرڭيبة، حيث تقيم أسرة أهل أعلانه ولد محمد ولد سيدي عثمان، حفيد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، في بلوار بولاية لعصابة.

وسيأتي لاحقًا توضيح ذلك ضمن سرد مفصل لمسار سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان التنواجيوي، من حيث المولد والنشأة، والامتداد العلمي والمجتمعي، والوفاة، ثم التوزيع الجغرافي لذريته وأحفاده.

وترتبط الأسرة بصلة خُؤولة مع بعض أسر القلاقمة الأدارسة، وقد توارثوا عن أخوالهم تلك الأسماء المباركة: سيدي عثمان، والطالب محمد، والشيخ ماء العينين.

ويُروى أن بعض أسر القلاقمة هاجروا من منطقة توات إلى تِمبكتو، وكانوا من أوائل المشاركين في تأسيس مدينة النعمة، بعد خروجهم من تِمبكتو فرارًا من اضطهاد ملك ساغاي سُنِّي علي، وذلك سنة 872هـ / 1464م.

وتدلّ شواهد تاريخية على قِدَم وجودهم في المنطقة، أبرزها مقبرةٌ قديمة تقع على جانب الطريق المؤدي إلى البهْكَة ثم آشميم. تضمّ هذه المقبرة رفات عددٍ من أجداد تلك الأسر، وعلى رأسهم سيدي عثمان القلقمي المعروف في تلك النواحي بلقب “قضّاي الحاج”، والذي سُمِّي باسمه سيدي عثمان التنواجيوي جدُّ الأسرة الذي حملت اسمه.

والقلاقمة، فرعٌ شريفٌ من الأدارسة، ينحدرون من يحيى الكبير الملقب بـ ( قلقم ) وهو يحيى بن سيدي محمد بن سيدي عثمان بن مولاي أبي بكر بن سيدي يحيى. وقد اشتهر هذا الفرع بلقب “القلاقمة” نسبةً إلى جدّهم الأعلى قلقم، وهو اللقب الذي اختُصّ به يحيى الكبير، فأصبح عَلَمًا على ذريته وأحفاده.

تشترك اسرة اهل سيدي عثمان في إيجَاجْبُرْكَ عمود النسب هذا مع جميع فروع اسر أهل الطالب محمد ولد عبد الرحمن ولد الطالب عبد الله ولد المختار آل مايمتس وهم اسرة كل من (اهل اعل واهل محمد الامين واهل بوبكر) في أرض ترمسة وأفل والمتوزعين جغرافيًا بين مقاطعة كوبني وبلديات لقليݣ وتيمزين وفيرني وبنعمان، في جيݣني و مكاتبة موزعين بين أهل ؤوجه وأولاد المايمتس في ترمسة وأهل محمياي واهل آباتي بمنطقة أفلّ،

إضافة إلى انبيطات بمشظوف حيث تقيم أسرة اعل الكبير ولد الطالب محمد. في ( كادل) بضواحي امرج

1 اسرة اعل الكبير ولد الطالب محمد

أعل ولد الطالب محمد هو والد الشيخ الفقيه والعالم الجليل محمد المهدي الملقب أمهادي ولد الطالب محمد (1843 – 1930م)، أحد أبرز علماء عصره ومقدَّمي الطريقة التيجانية. دُفن رحمه الله في موضع لهليب قرب قيتاني داخل الأراضي المالية، غير بعيد من موضع نعمة الله.

تولّى الشيخ أمهادي الإرشاد والتوجيه في إطار التصوف، وكان قد أخذ الطريقة التيجانية في نهاية القرن التاسع عشر، ثم التحق بـالحموية مع مطلع القرن العشرين، وهو ما كان من أهم أسباب هجرته من قبيلته ومجتمعه التنواجيوي القادري في أغلبه، إلى مناطق أنبيطات ولمزاوير من قبيلة مشظوف.

وقد جاء ذلك قبل الأحداث التي عُرفت لاحقًا باسم. (الديݣة ) 1940 وهي المواجهة التي وقعت بين أنصار الحموية وقومه من تنواجيو، وكان الشيخ أمهادي قد تُوفي قبل تلك الأحداث بنحو عقدٍ من الزمن.

عُرف الشيخ أمهادي بتمكّنه في الفقه والقرآن والتصوف، ووقعت بينه وبين عدد من فقهاء عصره، ومنهم الشيخ أفاه ولد الشيخ المهدي، مناظراتٌ فقهية مشهورة تناولت قضايا التصوف وأصوله.أقام الشيخ أمهادي مكرّمًا مبجَّلًا بين أنبيطات ولمزاوير من قبيلة مشظوف، حيث عاش بينهم مفتيًا ومقرئًا للقرآن الكريم، فكانوا له قومًا وأهلًا، وكان لهم عالمًا يُستفتى ويُرجع إليه، حتى لقّبوه بـالشيخ أمهادي (انبيطي) اعتزازًا به

وقد خلّف الشيخ أمهادي بن اعل بن الطالب محمد أبناءً ساروا على نهجه في العلم والورع، وهم:
محمد يرب (من أمه منت عثمان من اولاد امبارك )، ومحمد عبد الله، ومحمد البشير، ومحمد محمود، ومحمد يحيى، وشيخنا، وأمهم فاطمة بنت محمد عبد الله بن حمادي بن سيدي امحمد بن الحبيب. (من بطن اهل الطالب محمد سيد امحمد آل إدابدهس )

ومنهم تفرّعت أسرة الشيخ أمهادي ولد اعل ولد الطالب محمد، التي واصلت مسيرة العلم والصلاح. وذالك على النحو التالي

  1. محمد يَرْبَ بن الشيخ أمهادي
    كان من حَفَظة كتاب الله، وقد أخذ العلم عن والده وعن غيره من العلماء. والدته بنت عثمان من أولاد أمبارك. وصلت به رحلاتُ طلب العلم إلى النيجر، حيث أقام فترةً على الحدود الجزائرية-النيجرية. تُوفي رحمه الله نحو سنة 1937م. هناك
  2. محمد عبد الله بن الشيخ أمهادي
    كان من حفاظ القرآن الكريم، وقد تُوفي بعد حصوله على الإجازة في القرآن بمدة قصيرة. ووالدته هي فاطمة التي تقدّم ذكرها.
  3. محمد البشير بن الشيخ أمهادي
    كان عالمًا حافظًا متقنًا لعلوم القرآن والفقه واللغة معروف بمقرئ الزاوية ، ومن العلماء البارزين في تنبكتو حيث أقام ودرّس وتُوفي هناك نحو سنة 1969م. وقبره موجود في ازواد
    وقد خلّف ولدين هما:
    العالم الرباني والحافظ المتقن محمد محمود الملقب بـ”محمودي الصغير”، من زوجته فاطمة بنت خَطّار المزوارية، وهي من تلميذات والده الشيخ أمهادي، وقد خلّف محمودي الصغير ابنه حدمين من أمه منة منت الطالب محمد و محمد الأمين، ومحمد، وشيخنا، وإسلمو، والزين.أخوة أشقاء لأمهم ادومها من ( إدا ابلحسن)
    عُرف محمودي بن ابشيري بالزهد والتقوى والورع، وقد اعتزل القضاء تورعًا، واختار العمل ضابطًا في سلك الشرطة. تميّز بكل خصال الفضل والاستقامة، وكان مثالًا في التدين وحسن الخلق.

كما خلّف محمد البشير ولدًا آخر هو شيخنا الصغير من زوجته خديجة بنت أن من أهل امبتن، وله من الأبناء: الزين، ومحمد يحيى، ومحمد البشير إدوم، ومحمد عبد الله الحافظ، وامهادي وأحبيبي.

  1. محمد محمود الملقب بـ”محمودي الكبير” بن الشيخ أمهادي
    كان فقيهًا ورعًا وحافظًا متقنًا لكتاب الله. تُوفي نحو سنة 1967م، ودُفن في مقبرة لويد ببلدية كصر البركة.
    وله ولد واحد هو الفقيه محمد عبد الله، الذي خلّف أبناءه:
    محمد يسلم الحافظ من أهل السند، ومحمد يحيى من أهل السند كذلك، ومحمد محمود إدوم، وهو شيخ محظرة لگليبات سابقًا ومحظرة اقليك أهل بيه حاليًا.
  2. محمد يحيى بن الشيخ أمهادي
    كان عالمًا ورعًا، عُرف في زمانه بلقب “فقيه انبيطات”، لما اتصف به من علمٍ وتقوى. توفي رحمه الله في حدود سنة 1978م بالعاصمة نواكشوط.
    وخلفه ابنه الفقيه الصالح أمهادي بن محمد يحيى بن الشيخ أمهادي، الذي عُرف بالاستقامة وحبّ العلم، ومن ذريته محمد أجوده، الحافظ لكتاب الله تعالى.
  3. شيخنا بن الشيخ أمهادي
    كان فقيهًا حافظًا، درس العلوم الشرعية في محظرة أهل أحمد معلوم الشهيرة ثم انتقل إلى ولاتة، وبعدها إلى تنبكتو طلبًا للعلم، ومنها سافر إلى نيجيريا أو النيجر حيث درّس مدة من الزمن.
    ثم عاد إلى ازويرات وأسس محظرته الشهيرة التي حفظ فيها القرآن جماعات كثيرة.
    تُوفي في حدود سنة 2007م في مدينة كادل ببلدية كصر البركة، مقاطعة جكني.
    وقد خلّف ولدين هما: محمد لمين الفوكاني و سيدي محمد، وهو شيخ محظرة فينيه ببلدية بنعمان.

كما تنحدر من هذا البيت العلمي العريق أسرةُ الشيخ محمد الأمين بن أعل بن الطالب محمد (1840م – 1935م) في الجزائر، وهو شقيق الشيخ أمهادي، ومن العلماء الأجلاء الذين شدّوا الرحال إلى الحج، غير أنّ الأقدار شاءت أن يُعتقل في طريقه إليه من قِبَل سلطات الاستعمار الفرنسي في ولاية إليزي بالجزائر.

وكان الحجاج القادمين من غرب إفريقيا والسودان الفرنسي (مالي حاليًا)، والتي كانت مناطق الحوضين جزءًا منها، يمرون عبر تمبكتو وغاو وأدرار والهقار، ثم يدخلون الصحراء الجزائرية مرورًا بتمنراست كنقطة تجمع للقوافل، وصولًا إلى إليزي التي كانت محطة رئيسية في طريقهم إلى مكة المكرمة.

وبعد فترة من الاعتقال، أُطلق سراحه فانخرط في صفوف المقاومة الشعبية الجزائرية ضد المستعمر، مواصلاً مسيرته العلمية والدعوية متنقلاً بين الزوايا العلمية والصوفية التي كانت تنشط في المقامة عبر منابرها، وصار خطيبًا وإمامًا في تلك الزوايا.

تزوّج الشيخ محمد الأمين في الجزائر، وخلف سبعة أولاد، وعُرف هناك بلقب محمد الأمين الشنقيطي والشيخ المقري لما اشتهر به من إتقان لتلاوة القرآن الكريم وتعليمه. ثم تولّى الإفتاء والتحرير العرفي في القضاء، وأسّس زاوية صوفية أصبحت مناراتها قبلةً لطلاب العلم والذكر، ومركزًا لنشر قيم التصوف السني والتربية الروحية.

ظلّ الشيخ محمد الأمين قائمًا على التعليم والإرشاد إلى أن توفاه الله في حدود 1935م، ودُفن في ولاية إليزي، حيث يُعدّ ضريحه اليوم مزارًا معروفًا يقصده تلاميذه ومريدوه في مواسم الأعياد الدينية لإحياء الذكر، وتلاوة القرآن، والدعاء.

وتُعدّ هذه الزيارة السنوية جزءًا من التراث الديني والاجتماعي المتجذر في المجتمع الجزائري، والمعروفة لديهم باسم ( الوعدات )، وهي عادة تعبّر عن الوفاء للعلماء والأولياء الصالحين. وقد دأب تلاميذ الشيخ محمد الأمين على تنظيم ما يُعرف بـ ( الوعدة السنوية للولي الصالح محمد الأمين الشنقيطي ) تخليدًا لذكراه واستمرارًا لنهجه في العلم والعبادة.

ويُعتبر الشيخ محمد الأمين بن أعل بن الطالب محمد الجد لفروع أسرة أهل الطالب محمد المقيمين في الجزائر، وهم الامتداد الطبيعي لبيت أعل بن الطالب محمد بن عبد الرحمن بن الطالب عبد الله بن المختار آل مايمتس التنواجيوي، الموجودين في أرض الجزائر اليوم.

2 أسرة أهل محمد الأمين بن الطالب محمد اخ اعل الكبير

تميّز أبناءُ وأحفادِ محمد الأمين بن الطالب محمد بحفظِ القرآن الكريم، وحبِّ الخير، ونفعِ الناس. وقد خلّف محمد الأمين ولدًا واحدًا هو اعل الصغير، ومنه تفرّعت فروع هذه الأسرة الكريمة.

فقد أنجب اعل خمسة أبناء هم: سيدي فال، وأمهادي، والطالب، ومحمد الأمين، وإيطول أيام، وكان لكلٍّ منهم أثرٌ طيّب وذرية كريمة حافظت على نهج الآباء.

سيدي فال بن اعل بن محمد الأمين، فكان رجلًا صالحًا كريم الأخلاق، خلّف خمسة أبناء هم: اعل، وأمهادي، وعبد الله، وإبراهيم، ومحمد الأمين، إضافةً إلى أختهم الفاضلة منينة بنت سيدي فال.

ومن ذريته من استقر في المملكة العربية السعودية، وهم أبناء أمهادي ولد سيدي فال: شيخنا، ومحمدو، وأخواتهم بنينة ومنينة.
أما إبراهيم فقد سافر إلى فرنسا، حيث يقيم هناك، وخلف أبناءه اعل، ومنّة، ومنينة، بينما بقي بعض أفراد الأسرة في موطنهم الأصلي، محافظين على تراث الآباء ومكارم الأخلاق التي عُرفت بها الأسرة عبر الأجيال.

أما أمهادي بن اعل بن محمد الأمين فكان من الرجال الصالحين الحفّاظ لكتاب الله، عُرف بالزهد والكرم، وبسط يده بالخير والمعروف. وقد خلّف ثلاثة أبناء هم: احبيبي، وهو رجل صالح كريم السجايا؛ واعل الملقب إدوم الأخضر، المشهور بمكانته بين قومه؛ ومحمد الأمين الملقب (حنن ) والدته التمه منت سيد الننه الذي سار على نهج والده في الصلاح وحبّ القرآن.

ومن أبناء اعل كذلك الطالب بن اعل بن محمد الأمين، وكان حافظًا متقنًا لكتاب الله، له محظرة في اهل أوجه تخرّج فيها عدد من طلبة العلم وحفّاظ القرآن. وقد خلّف الكحلة بنت الطالب محمد، وهي امرأة صالحة ذات سيرة طيبة، معروفة بالخير والاستقامة.

أما محمد الأمين بن اعل بن محمد الأمين فقد كان أيضًا من أهل القرآن، حسن السيرة والخلق، وله ابن واحد هو الطالب. وتستوطن ذريته فخظ أهل أوجه، محافظةً على إرث الجدود في طلب العلم وخدمة الدين (أهل الطالب محمد أهل أوجه).

أما إطول عمرو الملقب “إيطول أيام” بن اعل بن محمد الأمين، فقد كان له ابن واحد يُدعى اعل الملقب الداه، وله ثلاثة أبناء هم: محمد لمين، وأحمد، وحمادي. وتُقيم أسرة أهل إيطول أيام وذريتهم في ضواحي انبيكت لحواش بالحوض الشرقي. مع أولاد سيدي المعروفين بشرفة لقلال في موضع يسمى( العرش)

أسرة أهل ببكر بن الطالب محمد

تُعدّ أسرة أهل بوبكر بن الطالب محمد من الفروع الكريمة المتفرعة عن بيت الطالب محمد العريق، وقد خلّف بوبكر أربعة أبناء هم: سيدي فال، وسيد أحمد فال، ومحمد فال، والشيخ فال

أولًا: سيدي فال ولد بوبكر

من نسل الفقيه سيدي فال بن بوبكر دفين لقليݣ محمد ناجم الملقب الناجي، الذي تقيم أسرته في تيمزين مع أولاد المايمتس، ويُعدّ أحد أعيانها من حفاظ كتاب الله الكبار. اشتهر الناجي بعلمه وتقواه، وكانت له محظرة عامرة بالتعليم والقرآن.

خلّف الناجي أبناءه الحافظين للقرآن: والسائرين على نهجه وهم

سيد احمد الملقب يحي لم يعقب

يمهلو

الطالب

محمد

الفقيه شيخنا

الحافظ والفقيه محمد لقظف (الولي)
إن

إبراهيم

امهادي، أحد المتقنين لكتاب الله حفظًا وتجويدًا، وقد درس في عدد من المحاظر، منها محظرة خوِّصات ومحظرة تيمزين.ومن بناته: المرأة الفاضلة فاطم منت منت الناجي ولد سيدي فال.

سيد أحمد فال بن بوبكر

تسكن ذريته بين أهل محمياي وأهل آباتي. وقد خلّف سيد أحمد فال ابنه عبد القادر الملقب مامي، وهو رجل صالح وأحد وجهاء أرض آفَلّ، عُرف بالكرم، وحبّ الخير، وسعة الصدر. وله تامورت مشهورة تُعرف اليوم جغرافيًّا باسمه: تامورت مامي. في لعوينات

شارك مامي في وقعة ( ام اشݣاݣ ) مع مجتمعه التنواجيوي وشهد له بالإقدام والشجاعة و اعتقلته سلطات الاستعمار الفرنسي على إثر تلك الأحداث، وسُجن في الليوانه مع عددٍ من رجال أهل محمياي.

وقد أنجب مامي ثلاثة أبناء:

محمد: من حفَظة كتاب الله، خلّف ابنه مامي وأخاه الداه، وأختهما سهام المقيمة في المملكة العربية السعودية، لأمها منيتّه بنت سيدي فال.

عبد الله الملقب بناهي: دفين مقبرة لعوينات، وكان رجلًا فاضلًا معروفًا بالكرم وحبّ الخير، وله أبناء وبنات.

إبراهيم الملقب باهي: من حفَظة كتاب الله كذلك، وله عقب مبارك.

ثالثًا: محمد فال بن بوبكر، وقد خلّف ابنتين هما:

أمريم، وهي والدة أهل محمد سليمان في أهل آباتي.
فاطمة، وهي والدة الطالب أحمد ولد سيدي عثمان وإخوته من الأم، أبناء بكّه في أهل آباتي.

رابعًا: الشيخ فال بن بوبكر، وكان من أهل الفضل والصلاح، ولم يُعقّب.

وفي حديثٍ متواترٍ عند أبناء الطالب محمد، كثيرًا ما كان أسلافهم يروونه ويتحدثون به، أن والدهم رحمه الله دعا الله تعالى أن تنتشر ذريته وتتفرق في الأرض، وأن يكونوا أنوارًا وأقمارًا أينما حلّوا، ينفع الله بهم الناس، ويجعل فيهم الخير والبركة

تجتمع كذلك أسرة أهل سيدي عثمان، إضافةً إلى جميع فروع أسرة أهل الطالب محمد المذكورة آنفًا، في هذا العمود النسبي مع أسرة أهل إسليمان بن الطالب أعمر بن الطالب عبد الله بن المختار من آل مايمتس، ومع أسرة عثمان بن الطالب عبد الله بن المختار.

وذلك لأن عبد الرحمن بن الطالب عبد الله بن المختار هو الجد الجامع لجميع أسر أهل الطالب محمد، وهو أخو كلٍّ من:

الطالب أعمر بن الطالب عبد الله بن المختار، جدّ جميع أسر أهل إسليمان،

وعثمان بن الطالب عبد الله بن المختار، جدّ جميع أسر أهل أعمر ولد عثمان.

وبذلك تلتقي هذه الأسر الكريمة في جدٍّ واحدٍ هو الطالب عبد الله بن المختار من آل مايمتس التنواجيويين، ويجمعها أصلٌ شريفٌ وسيرةٌ علميةٌ وعمليةٌ عريقة اتسمت بـالعلم والورع والتقوى وخدمة المجتمع، وهي القيم التي ظلّت سمةً بارزةً في هذه الدوحة الشريفة و الكريمة

كما أن إسليمان والطالب محمد إخوة من الأم، وأبناءَ عمٍّ في الوقت نفسه؛ إذ تزوّج الطالب أعمر وعبد الرحمن من امرأة واحدة، أنجبت من كلٍّ منهما ولدًا:
فقد تزوّجها عبد الرحمن أولًا، فانجبت منه الطالب محمد، وبعد وفاته تزوّجها أخوه الطالب أعمر، فانجبت منه إسليمان.

إسليمان ولد الطالب أعمر

إسليمان ولد الطالب أعمر منه تفرعت أسرة العلم والقرآن: أهل عيسى ولد إسليمان.
وقد دُفن عيسى ولد إسليمان في منطقة أرݣيبة وبالتحديد في مدفن بولنوار بضواحي كيفه، وهو أحد المدافن المعروفة لتنواجيو، يضم عددًا من الصالحين من أبناء عمومته، منهم الفقيه الشيخ ولد سيدي ولد أحمد بن الطالب عيسى بن المختار بن محمد (المايمتس)، وتُعرف ذريته بـ أهل الشيخ ولد سيدي، إلى جانب آخرين كثر.

و نتفرّع أُسر أهل إسليمان ولد الطالب أعمر على النحو التالي

  1. أسرة الشيخ محمد الأمين ولد عيسى ولد إسليمان جدّ الأسر المقيمة في المذرذرة، وضواحيها
  2. أسرة أهل محمد بَّ ولد إسليمان في الترارزة أيضًا، وبالتحديد في بوتلميت وأخوالهم أولاد أبيري.
  3. أسرة أهل أحمد جيد ولد إسليمان في الحوض الشرقي، بمدينة أمرج.
  4. أسرة أهل حمادي ولد إسليمان في باسكنو وفصالة، وأخوالهم أولاد داوود.
  5. أسرة السيد ولد إسليمان مقيمة في تافلالت بضواحي عدل بكرو بالحوض الشرقي.
  6. أسرة يرب ولد أب ولد عيسى في عدل بكرو كذلك.
  7. أسرة أهل محمد ولد إسليمان في موضع إخْطوطت أولاد المايمتس بالحوض الغربي.

من أعلام الأسرة

الشيخ محمد الأمين ولد عيسى ولد إسليمان
أحد أبرز أعلام الأسرة وتنواجيو عامة، ومن أقطابها العلمية والصوفية
وُلد في ولاية الحوض الشرقي في بيت علم وصلاح؛ فأبوه عيسى كان من الزهاد، وجده إسليمان كان إمامًا وقاضيًا لقبيلة الطلابة التي استقدمته طلبًا للبركة والتعليم.
نشأ الشيخ محمد الأمين في بيئة علمية محضة، فحفظ القرآن الكريم وعلومه حتى أثنى عليه القطب الرباني الشيخ سعد أبيه ولد الشيخ محمد فاضل في قصيدة شهيرة قال فيها:

من نازع بن عيسى في القرآن = فقوله يؤول للخسران

ثم رحل إلى الشيخ محمد فاضل بن مامين، فأخذ عنه الطريقة الفاضلية، ولازمه حتى صار من خاصّته. وبعدها هاجر مع ابنه الشيخ سعد أبيه إلى منطقة الݣبلة ، حيث عاش بقية عمره في العبادة والتعليم ونشر الدعوة.
وكان من أوائل من واجهوا المستعمر الفرنسي، وسالت على يده أول قطرة دم في سبيل الدين والوطن. في قصة شهيرة يذكرها الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود في كتابه ( الزوايا في مواجهة الإستعمار )

توفي نحو سنة 1900م في سانت لويس بالسنغال، ثم نُقل جثمانه بعد أربعة عشر عامًا إلى الزيرة قرب كرمسين، فوجد كما هو يوم دفنه، في كرامةٍ ظاهرةٍ دالّةٍ على صلاحه.

خلف ولدين هما

محمد فاضل كان عالمًا جليلًا، أسس محظرة كبيرة أولًا في الضفة ثم في النمجاط، فكانت منارةً للعلم ومركز إشعاع فكري وروحي في المنطقة.
أما أخوه أحمدنَّا، فكان فقيهًا وأديبًا، عُرف برسائله وأنظامه الفقهية والأخلاقية التي جمع فيها بين عمق العلم وحكمة التوجيه.
ومن نسلهما تفرّعت بيوت علم وصلاح في منطقة الݣبلة جمعت بين التعليم النظامي والدور الروحي التربوي، ولا تزال تؤدي رسالتها العلمية والتربوية إلى اليوم.

ومن اعلامها ايضا

العلامة محمد أوجه الملقب طالبن خِينه بن محمد الأمين بن أحمد جيد بن إسليمان.
وُلد سنة 1887م في قرية امزيميد بمنطقة كوش في ولاية الحوض الشرقي.
تلقى تعليمه الأول على والده محمد الأمين حتى نال منه السند، ثم ارتحل إلى عددٍ من المحاظر طلبًا للإجازة، حتى جمع سبع إجازات في العلوم الشرعية والقرآنية.
عاد بعدها ليؤسس محظرة علمية عامرة قصدها الطلاب من مختلف مناطق البلاد، فكانت من أبرز المحاظر في زمانها.


تلقى تعليمه الأول على والده محمد الأمين حتى نال منه السند، ثم ارتحل إلى عدة محاظر طلبًا للإجازات، حتى جمع سبع إجازات في العلوم الشرعية والقرآنية.
عاد بعدها فأسس محظرة علمية عامرة قصدها الطلاب من كل المناطق،

من أبرز تلاميذه:

ابنه العلامة المحفوظ خينه

العالم عموي بن أحمد نلل

العلامة المحفوظ بن ابوه

الطالب أحمد (يب) بن واوح

العلامة يبانه بن جيد

محمد بن حمو

ألّف كتبًا عديدة في الفقه وعلوم القرآن، ونسخ بيده سبعة مصاحف برواية ورش عن نافع.
توفي سنة 1950م، ودُفن في موضع تشليت الگرفافية المعروفة بـ“النورانية”، لكثرة ما شوهد من نورٍ يسطع من ضريحه.

ثم العلامة الشيخ محمد سيديا ولد محمد ولد إسليمان
من كبار أعلام الأسرة، ذاع صيته في. بوتلميت بالورع والفقه والإقراء.
عُرف بعلمه الغزير وخلقه الرفيع، وكان من المربين الصالحين الذين جمعوا بين التعليم والتقوى والزهد، فكان بحق من أعمدة مدرسة أهل إسليمان العلمية التي خرّجت أجيالًا من العلماء والقراء.

ومن نسله المبارك جاء حفيده الشيخ الرباني محمد بن محمد سيديا بن محمد بن إسليمان التنواجيوي الخاجيلي خؤولة (دفين تنيرك)، أحد كبار المقرئين والصالحين، عاش متخفيًا عن الأضواء، متفرغًا لتعليم القرآن وتحفيظه أكثر من ثمانين عامًا في شمال بوتلميت.
كان مثالًا للزهد والصبر والهمة العالية، تتلمذ عليه مئات الحفاظ والعلماء، وكان من أوائل المدرسين في معهد بوتلميت القرآني، جامعًا بين الإتقان والتعليم والتربية.

من أعلام الأسرة كذلك العلامة محمد الأمين ولد الطالب أحمد الملقب “يُبَّ ولد واوح”، أحد كبار علماء القرآن في الحوض الشرقي، وُلد سنة 1935م في بيت علمٍ وصلاح، فشبّ في بيئة قرآنية عامرة بالعلم والعمل الصالح. حفظ القرآن صغيرًا وتلقّى علومه على عمه العالم الجليل طالبن خِينه ولد محمد الأمين، فنهل منه حتى نال الإجازة في سن مبكرة، واشتهر بذكائه وتوقد ذهنه وتمكّنه من علوم الرسم والقراءات.

تلقّى أيضًا عن عددٍ من العلماء البارزين في الحوض الشرقي، من أبرزهم العلامة أحمد جيد ولد اسليمان والشيخ محمد فاضل ولد محمد لمين، فجمع بين التلقي المتقن والرواية المتصلة بالسند. وبعد نيله الإجازة أسس محظرته القرآنية التي أصبحت منارة للعلم والتعليم، وتخرّج فيها عدد كبير من الحفاظ والعلماء، منهم الشيخ محمد الأمين ولد خِينه، والشيخ عبد الله ولد يبّاه، والشيخ محمدو ولد السالك، وغيرهم من حملة كتاب الله الذين نشروا علمه داخل البلاد وخارجها.

عُرف الشيخ يُبَّ بورعه وزهده وتواضعه، وكان لا يرفع صوته إلا بذكر الله، مخلصًا في تعليمه، متفرغًا لخدمة كتاب الله. وتميّز بخطه الجميل ودقته في نسخ المصاحف، فكتب بخط يده ثلاثة مصاحف كاملة وفق الرسم العثماني، وله شروح نفيسة في علوم القراءات مثل ابن بري، ويلا قلا، والإمالة الكحلة، وحذف اجكان. كما احتفظ بمخطوطات نادرة كان يعتز بتدريسها وتوريثها لطلابه.

كان من الزهّاد العُبّاد، متهلل الوجه بنور القرآن، مهيب الطلعة، يُذكّر سمته وورعه بسلف الأمة الصالحين. عاش للقرآن وبه، فانتفع بعلمه خلق كثير، وبقي أثره شاهدًا على مدرسة قرآنية أصيلة أحيت روح التعليم التقليدي في الحوض الشرقي.

توفي الشيخ محمد الأمين ولد الطالب أحمد (يُبَّ ولد واوح) سنة 2023م بعد عمرٍ حافلٍ بخدمة كتاب الله وتعليمه، وبقي ذكره وعلمه نورًا خالدًا في صدور تلامذته ومحبيه.

فهذه مجرد لمحة مقتصرة عن بعض أعلام الأسرة التي تتشابه في مسارها العلمي والديني، إذ تميّزت كلها بالعلم، والصلاح، وخدمة القرآن، وحمل مشعل التربية والتعليم

اسرة اهل اعمر ولد عثمان

عثمان بن الطالب عبد الله بن المختار، هو أحد الإخوة الثلاثة: الطالب محمد والطالب أعمر وعثمان، وينتمي إلى البيت العريق المتفرع عن ذرية الطالب عبد الله بن المختار من آل مايمتس. و عثمان دفين موضع ( أم أظفـرة )بضواحي الطينطان.

خلّف عثمان ابنه أعمر، الذي تفرعت منه فروع أسرة أهل أعمر ولد عثمان، وهي أسرة كريمة عُرفت بالعلم والصلاح والكرم، وامتدت ذريته في أنحاء متفرقة من الحوضين. وقد خلف أعمر ثلاثة أبناء:

  1. محمد عالي: ومن نسله سيدي عبد الله، وتوجد ذريته اليوم في ضواحي آمرج، و أعمر بن محمد عالي ذرية تتوزع بين آمرج والطينطان.
  2. سيدي: خلّف إبراهيم، وتوجد ذريته في ( إكيارن ) بضواحي النعمة.
  3. النفاع: ذريته تقطن في تافلالت

وقد سارت أسرة أهل أعمر ولد عثمان على نهج إخوانها من أسر أهل الطالب محمد وأهل الطالب أعمر في السير على خطى الآباء والأجداد، متمثلة قيم العلم والفقه والتدين وخدمة الناس، وهو النهج الأصيل الذي عُرف به المجتمع التنواجيوي بصورة عامة

مولده ونشأته

وُلد سيد أحمد عبد الله بن سيدي عثمان التنواجيوي في القرن الثالث عشر الهجري، حوالي سنة 1268 هـ / 1852م، في كنف أسرة عريقة في العلم والصلاح، لأمه لاله عيشة منت الشيخ سيد أحمد البكاي حفيدة الشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي (1756م – 1826م)، دفين بولنوار. وقد سُمِّي بسيد أحمد تيمنًا بجده لأمه، سيد احمد البكاي أحد كبار العلماء والأولياء الصالحين في عصره.

نشأ كما ينشأ أبناء الأسر المتدينة والعلمية في صحاري الحوض الشرقي، حيث البيئة التي كانت عامرة بحلقات العلم، ومجالس الذكر، وأجواء التربية الروحية. كما ترعرع في مركز رباط صوفي، حيث كانت الطريقة القادرية تشهد نشاطًا مكثفًا منذ القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، بقيادة جده لأمه الشيخ سيد أحمد البكاي.

في هذا الجو المشبع بالعلم الشرعي والتصوف والتربية الروحية، تلقى تعليمه الأولي، فحفظ القرآن الكريم، ونهل من علوم الشريعة واللغة، وتشرّب مبادئ التصوف القادري، مما جعله منذ صغره مهيأً لحمل لواء العلم والتزكية، والسير على خطى أسلافه في نشر الهداية وبث معالم الدين.

شبَّ سيد أحمد عبد الله في كنف أخواله قبيلة كنته، حيث نشأ في بيئة علمية صوفية مشبعة بالمعرفة والزهد، فأخذ حظه الوافر من العلم والتربية الروحية، متنقلًا بين أشهر المحاظر والزوايا، مستفيدًا من ثراء المدارس العلمية الصوفية التي كانت تشع بنور العلم والدين في تلك الفترة.

انطلق في رحلته العلمية المباركة بين تمبكتو، المدينة التي كانت مهوى أفئدة طلاب العلم، وواحدة من أعظم مراكز المعرفة الإسلامية في غرب إفريقيا، وبلنوار، التي كانت منطلق الورد القادري صوب إفريقيا والصحراء الكبرى، حيث تعمق في علوم القرآن والتفسير والفقه والعقيدة والتصوف. كما قضى فترة في ولاته، أحد أعرق المراكز العلمية والثقافية في المنطقة، و حيث تلاقحت الثقافات والتقاليد العلمية، وازدهرت المحاظر التي شكلت منارات للعلم والتربية الروحية.

هذه الرحلة العلمية جعلت منه عالمًا متبحرًا، وفقيهًا صوفيًا ربانيًا، ينهل من معين العلم الصافي، ليعيد بثه لاحقًا بين طلابه ومريديه، مؤسسًا بذلك مدرسة علمية كان لها أثر عميق في مجتمعه التنواجيوي

وبعد الترحال بين عديد المشايخ و التفقه في الدين وعلومه و حصوله على عدة إجازات في القرآن ضبطا و رسما بعضها على يد مشايخ تنواجويين كما توضح بعض الإجازات القرآنية الحالية و التي يدور عليه سندها بقراءة نافع في مناطق الحوض الغربي أنه اخذها عن شيخه الشيخ سيد عبد الله التنواجيوي والذي اخذها عن شيخه أحمد بن سيد المصطفي بن الطالب مختار (السلطاني ) التنواجيوي عن سيدي المختار بن محمد حبيب الابهمي عن شيخه الخرشي بن كباد عن شيخه سليمان بن لمهاجري عن شيخه الطالب أحمد بن محمد راره عن شيخه سيدي محمد بن عبد الله بن بابا عن الإمام التنواجيوي شيخ القراءات سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي شد الرحال إلى مضارب القبيلة وبالتحديد منطقة ترمسة

الرحلة إلى مضارب القبيلة وأبناء العمومة في أرض ترمسة”

تمتد منطقة ترمسة على حيز جغرافي واسع ومتداخل، يربط بين ولايتي الحوض الشرقي والحوض الغربي ويمتد جنوبًا إلى داخل الأراضي المالية، مما يجعلها منطقة استراتيجية ذات أهمية تاريخية وجغرافية كبيرة.

شمالًا: تبدأ حدودها من منطقتي أم الكرعان وأم لحياظ، حيث تشكلان الامتداد الشمالي لترمسة في عمق الحوض الغربي.

جنوبًا: تصل إلى خط بنعوم في إقليم باغنه داخل الأراضي المالية، حيث كانت امتدادات القبائل والعلاقات التجارية والعلمية تتجاوز الحدود السياسية الحديثة.

شرقًا: تمتد من وادي جڭراكه وبولڭلال، وهي مناطق متاخمة للحوض الشرقي، حيث تشكل الأودية والسهول جزءًا مهمًا من تضاريس المنطقة.

غربًا: تمتد حتى الشڭه وخط لڭليبات، مما يجعلها منطقة ذات امتداد واسع

تضم ترمسة حاليا العديد من القرى والتجمعات السكانية لقبيلة تنواجيو و تتوزع إداريًا بين مقاطعة كوبني ومقاطعة جڭني، حيث تشمل:

بلدية لغليك وبلدية تيمزين (التابعتين إداريًا لمقاطعة كوبني)
وأجزاء من بلديتي افيرني وبنعمان (التابعتين لمقاطعة جڭني)

ويصل امتدادها الجنوبي إلى باغنه في مالي، حيث تتداخل الامتدادات القبلية والاجتماعية مع الأراضي المالية.

تمتاز ترمسة بموقعها الذي يجعلها حلقة وصل بين الحوضين الشرقي والغربي، وبوابة طبيعية نحو مالي. كما أن طبيعتها الجغرافية جعلتها عبر التاريخ منطقة جذب للاستيطان البشري، ومركزًا للحركة التجارية، وميدانًا للنشاط العلمي والمحظري.

تاريخيا جاء ذكر ترمسة في عدد من الحوليات والكتب التاريخية، بوصفها موضعًا ذا أهمية جغرافية وتاريخية في منطقة الحوض الغربي. فقد أشار إليها المؤرخ المختار ولد حامد في الجزء الجغرافي من موسوعته الشهيرة، ضمن مجموعة من المواضع الطبيعية والمواقع ذات الطابع التاريخي، إلى جانب أسماء مثل: إجامرة، وأركيز، وآوكار، والآبار.

كما تناولها أحمد بن الأمين الشنقيطي (المتوفي سنة 1331هـ) في كتابه الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، حيث أدرجها ضمن الآبار والمواقع المعروفة في تلك الربوع. ولم تغب كذلك عن مؤلفات الرحالة والمؤرخ الفرنسي بول مارتي، الذي ذكرها في كتابه القبائل البيظانية، مشيرًا إلى موقعها ومكانتها ضمن المشهد الاجتماعي والروحي لقبيلة تنواجيو

ومن المواضع التابعة لترمسة، والتي ورد ذكرها في ذات المصادر، بولكلال، الذي وصفه المختار ولد حامد في موسوعته بأنه مكان دفن أعمر بن اعل الملقب “آجه”، وهو من أعلام قبيلة تنواجيو المعروفين. وأكد بول مارتي أهميته، واصفًا إياه بأنه أحد المزارات الكبرى عند قبيلة تنواجيو، لما يضمه من قبور رجال صالحين. كما جاء ذكره أيضًا في الوسيط، ضمن المواقع البارزة في الحوض.

وتأسست مقبرة بولكلال في القرن الثاني الهجري، وتضم عددًا من الفقهاء والعلماء والصالحين من قبيلة تنواجيو، منهم أعمر ولد اعل (آجه)، وبعض أبنائه وأحفاده، كما تضم أحد أجداد أسرة أهل اسليمان ولد الطالب اعمر، والولي المعروف أجوه، وغيرهم من أجداد الأسر التنواجيوية، خصوصًا ذرية أبناء ما يمتس.

ولم يقتصر الذكر في هذه الحوليات عن مواضيع ترمسة على بولكلال فحسب، بل شمل عددًا من المواضع التي ارتبطت بأحداث ومعارك ذات شأن في تاريخ المنطقة، منها:

آجويرح : حيث كان مسرحًا لموقعة شهيرة بين أولاد امبارك وأولاد الناصر سنة 1253هـ.

أرقان: شهد معركة بين أولاد امبارك وإدوعيش سنة 1228هـ.

تيمزين: التي كانت بمثابة عاصمة ومركز شبه دائم لسلطنة أهل أعمر ولد أعلي، واحتضنت آخر معارك أولاد امبارك بقيادة المخطار الصغير سنة 1274هـ ضد جيش الحاج عمر الفوتي القادم من بلاد السودان (مالي حاليًا). وقد استُشهد المخطار بعد إصابته إصابات بليغة في ميدان تلك المعركة

العجينگي: شهد هذا الموضع وقعة شهيرة سنة 1220هـ، دارت رحاها بين محمد بن محمد شين، أمير إدوعيش على المثاليث،

لمخيشبة: شهدت وقعة شهيرة سنة 1218هـ بين أولاد بوامحمد وأولاد علوش.

طلي: كان موضع معركة مشهودة بين أهل بهدل وأولاد نون من أولاد امبارك.

اجويرح: شهد وقعة مشهورة بين طائفتين من أولاد امبارك: أهل بهدل من جهة، وأولاد عيشة من جهة أخرى. ويروى أن سبب هذه الحرب يعود إلى وفاة عزي منت أهناتي من أولاد عيشة، ودفنها في اجويرح. وحين بلغ الخبر خطري ولد أعمر ولد أعلي، أمير أهل بهدل، تساءل: “هل دفن معها من يؤنسها؟” فقيل له لا، فرحل بجيشه إلى اجويرح. فعدّ أولاد عيشة نزوله هناك إهانة، فهاجموه، ودارت المعركة بين الطرفين. وبعد سقوط قتلى من الجانبين، انسحب خطري قائلاً: “يكفيني أن يُدفن مع عزي من يؤنسها.”

مما جعل ترمسة أكثر من مجرد موضع جغرافي بل ذاكرة نابضة ومهد تاريخي لقيم الروح والجهاد والانتماء لدى قبيلتي تنواجيو وأولاد امبارك. ففي مقابرها الراسخة، وسهولها التي شهدت معارك ومواقف، تتجلى الهوية المشتركة لقبيلة صاها، حيث يلتقي الولي والمجاهد، والعالم والأمير، والمزار والميدان، في نسيجٍ واحد يجمع المجد والرمز والوفاء للمكان .

في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، شدَّ سيد أحمد عبد الله بن سيدي عثمان الرحال نحو مضارب القبيلة وأبناء عمومته، مستقرًّا بينهم في منطقة أرض ترمسة، وتحديدًا في فخذ إيجَاجْ بُرْكَ. وقد شكّلت هذه الرحلة محطةً بارزةً في مسيرته العلمية والدعوية، إذ جاءت في سياق الانتقال إلى بيئةٍ أكثر ملاءمةٍ لنشر العلم، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وخدمة الدين والمجتمع.

ولم يكن وحده في هذه الرحلة، بل رافقته عدة أسر عريقة تربطها به صلة علمية وروابط قرابة، من أبرزها أسرة محمد المهدي ولد محمد سيدي القلقمية، نسبًا التنواجيوية، سكنًا ومكاتبةً أبناء أخته، وهو الجدّ الجامع لأسر أهل محمد سيدي المقيمين حاليًا في لقليك بمنطقة ترمسة، وهم:
أهل الربيع، أهل إبات، وأهل ببانه.

كان هذا الاستقرار في ترمسة مرحلةً جديدةً في حياة سيد أحمد عبد الله، إذ انخرط بفاعليةٍ في نشر العلوم الشرعية، وتعزيز التربية الصوفية، وترسيخ مبادئ الطريقة القادرية، إلى جانب حرصه على توطيد الروابط العائلية والاجتماعية.
وقد بدأ مسيرته التعليمية هناك بتأسيس محظرته التي عُرفت بنشاطها العلمي المتميّز، فاشتهر بـ صاحب القرآن. وكان محل تقديرٍ واحترامٍ كبيرَين من طرف زعيم إيجَاجْ بُرْكَ وشيخ عامة أفخاظ تنواجيو بأرض ترمسة، الشريف ولد الشيخ، دفين ب بنعوم في إقليم باغنه بدولة مالي، حيث تمتد حدود ترمسة إلى هناك.

وسار سيد أحمد عبد الله إمامًا وشيخًا لمحظرة أهل سيدي عثمان، التي خرّجت المئات من حفظة القرآن و علومه رسمًا وضبطًا، وكانت من بين المدارس القرآنية التي سايرت تطور الحياة الفكرية والدينية في مجتمع إيجَاجْ بُرْكَ، بل وفي منطقة ترمسة عمومًا.

تنقّل سيد أحمد عبد الله بين حمى القبيلة، فكان موضع تقديرٍ وترحيبٍ أينما حلّ، بفضل مكانته العلمية الرفيعة ونبوغه الفقهي. ولم تكن رحلاته مجرّد تنقّلٍ مكاني، بل كانت مسيرة علمٍ ودعوةٍ وإصلاحٍ، ينشر فيها نور المعرفة، ويغرس قيم الدين والإفتاء، حتى أصبحت محظرته مقصدًا للطلبة والباحثين عن التفقه في الدين والسند القرآني المتصل.

وفي منطقة ترمسة، لُقِّب بـ “بطالبن”، وهو لقبٌ يعكس مكانته العلمية والاجتماعية، إذ ذاع صيته كأحد أعلام المجتمع التنواجيوي المتمكّنين من ناصية الفقه والعلم. وكانت محظرته كعبةً علمية تشد لها الرحال

وخلف سيد أحمد عبد الله في إيجَاجْ بُرْكَ ولدَيه محمد وأيدَّه، وهما إخوة أشقاء من والدتهم مناها بنت محمد محمود ولد أحمد جدو، وقد واصلا مسيرة أبيهما العلمية، محافظَين على نهجه في التعليم والتربية وخدمة الدين، وحمل مشعل المحظرة من بعده، وهو ما سنفصّله لاحقًا.
كما خلّف بنتين هما أمريم وأم إسلامه من والدتهما عائشة بنت أحمد عمو ولد سيد أحمد انگي.

الرحلة من ترمسة إلى أفله: وتأسيس وتوريث متداد علمي جديد”

وفي حدود عام 1912م، أوصلته عصا الترحال إلى منطقة (أفلة) غرب الحوض الغربي، حيث نزل بين أهل آباتي وأولاد بو امحمد، ممتدًا بالعلم والتعليم نحو الغرب. هناك، أسس امتدادًا جديدًا لمحظرته، ناشرًا علومه ومعارفه، ليواصل بذلك إرثه العلمي في منطقة جديدة، من مناطق مجتمعه التنواجيوي ويرسخ وجوده كأحد كبار العلماء والمربين

ولم تكن رحلته إلى هناك مجرد انتقال جغرافي بل كانت رسالة علمية وروحية، حملت معها نور العلم، وبركة التربية، وأصالة التراث التنواجيوي وكانت تعزيزا للروابط العائلية والعلمية بين فروع القبيلة وصلة وصل بين تنواجيو أهل ترمسة وتنواجيو أهل افله

تزوج منهم وخلف فيهم ابنه سيد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان (1920م _ 1996) دفين مقبرة لعوينات المركزية المسمات ( صالحيين أهل #محبوبة ) والد أسر أهل سيدي عثمان في تلك المناطق حاليا

رجل القرآن المعروف و الذي خلف أبناءه العارفين بالقرآن حفظا وتجويدا. الحافظين لتراثه العلمي، والسائرين على نهج آبائهم في خدمة العلم والدين وهم على التوالي الطالب أحمد وسيدنا والشيخ ابراهيم أبناء سيدي عثمان

الطالب أحمد ولد سيدي عثمان: عمر في رحاب القرآن ومحظرة خلدها الزهد والعلم

أسرة أهل الطالب أحمد ولد سيدي عثمان في لمبيحرة لأمهم زينب منت بده ولد محمد راره )

عرف الطالب أحمد ولد سيدي عثمان دفين لمبيحرة في #إدابوبك، بالرجل القرآني العابد الزاهد، الذي كرّس حياته لتعليم القرآن ونشره بين الناس، متجردًا من زخارف الدنيا، ومتفانيًا في خدمة كتاب الله وتعليم أجيال متعاقبة من طلاب العلم.

ورث لقب جده (طالبن) عن جدارة، مستمرًا على نهج أسلافه الصالحين، من خلال محظرته الشهيرة في (#لمبحيرة) التابعة لبلدية لعوينات في عين فربة، والتي كانت مقصدًا لطلبة العلم والقرآن، ومركزًا لنشر علوم الشريعة.

قضى ما يناهز التسعين عامًا من عمره في خدمة القرآن وطلاب العلم، لم يعرف الكلل ولا الفتور، فكان مثالًا للورع والتقوى، ونموذجًا للعالم العامل، حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وروحيًا خالدًا في صدور تلاميذه، وسيرة عطرة تُروى بين الأجيال

فكان يوم وفاته فاتح الشهر الثاني من سنة 1446هجري الموافق يوم 5 اغسطس 2024 م يوما حزينا على ساكنة المنطقة و قرية (لمبحيرة ) خصوصا وطلبة العلم و تنواجيو عموما وتم نعيه من طرف كل من عرفه عن قرب أو سمع به من طلاب علم ومشايخ وقادة مجتمع باعتباره بقية سلف صالح شب وشاب على تلاوة كتاب الله وتعليمه لعباده

وفي تعزية لنادي لمبيحرة الثقافي في وفاته جاءت البرقية التالية

تلقينا اليوم خبر وفاة شيخنا الزاهد الورع الشيخ الطالب أحمد سيدي عثمان، شيخ محظرة لمبيحرة العتيقة. فقدت لمبيحرة و حاملو القرآن بوفاته علمًا من أعلامها الأوفياء المخلصين الكرام البررة، صاحب الفضيلة الأستاذ والمعلم والمربي القيم والقامة.

تعلم الجميع منه ونهل الجميع من مدرسته الخاصة في حفظ القرآن وتجويده وتلاوته.

وإذ نتقدم بخالص العزاء لعائلته وذويه وطلابه وأهل لمبيحرة قاطبة فقد فقدت لمبيحرة برحيله علمًا من أكبر أعلامها وقطبًا من أقطابها، وفقدنا جميعًا رجلًا عظيمًا ومخلصًا لمسنا منه الصفاء والإخلاص للقيم التي انعدمت من الجميع.

نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يكرم نزله بما قدمه لبلده ولطلابه، وأن يسكنه فسيح جناته، مع الصديقين والصالحين والأبرار، وأن يلهم عائلته ومحبيه وعارفي فضله الصبر والسلوان

وإنا لله وانا اليه راجعون

نادي شباب لمبيحرة الثقافي

بتاريخ 5 اغسطس 2024 الموافق 1 صفر 1446هجري

وجاءت تعزية منسقة شباب تنواجيو في وفاته على النحو التالي

بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله و قدره تلقينا في منسقية شباب تنواجيو نبأ وفاة المغفور له بإذن الله شيخنا الزاهد الورع “الشيخ الطالب أحمد سيدي عثمان” شيخ محظرة لمبيحرة ولا يسعنا في منسقية شباب تنواجيو إلا أن نتقدم بخالص التعازي و صادق المواساة لعائلته الكريمة وذويه و طلابه و سكان قرية المبيحرة والمجتمع التنواجيوي عموما سائلين المولى أن يرزقه الثبات عند السؤال..
وأن يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ونسأل الله أن يعصم قلوب أهله و طلابه وعارفي فضله بالصبر والسلوان
وإنا لله و إنا إليه راجعون..

*عن منسقية الإعلام سيدي ابراهيم

“سيدنا ولد سيدي عثمان، الابن الثاني لسيدي ولد سيدي عثمان، وحفيد العالم الجليل سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، والد أسرة أهل سيدي عثمان في أهل محمياي
.سار على خطى أجداده في التمسك بالقيم الفاضلة، والاستقامة، وخدمة الدين والمجتمع. مجسدا مثالًا حسنا في الأخلاق، والاستمرار على درب الأسلاف في كل ما هو حميد من القول والعمل

الولي العارف بالله الشيخ إبراهيم ولد سيدي عثمان (ابهاي) المربي القادري والوجه المضيء للتصوف والعلم في عين فربة”

أسرة الشيخ ابراهيم ولد سيدي عثمان في عين فربة لأمهم خدجة ابوه ولد سيد ابراهيم

هو والولي العارف بالله الشيخ ابراهيم ولد سيدي عثمان الملقب ( #إبهاي ) في اولاد بو امحمد أحد شيوخ طرق التصوف والمرجعيات الدبنية المعروفين في المنطقة والموجود في عين فربة وذالك بعد ما أخذ الطريقة القادرية على يد شيخه الولي الصالح الصوفي ولد البان ولد أحمد للحاج وتصدر على يديه شيخا في الطريقة القادرية

عرف الولي المتصوف الشيخ ابراهيم ولد سيدي عثمان حفيد سيد احمد عبد الله ولد سيدى عثمان وتلميذ الشيخ الصوفي ولد البان المقرب بالزهد والتواضع وقد خصه الله بالعلم، والعمل به، فذاع صيته، وعمت خصاله الحميدة، و فضله بين الجميع.

يقول تلميذه محمد الأمين ولد القاسم حفيد ولى الله عبد الله سيد محمود الحاجي الملقب #النهاه في حقه

الفين من شيخ ؤ ؤفلغير @ والشفن و الكط اسمعن@اسغر منهم سنك يقير@اكبر منهم فعل ؤمعن

يا الشيخ اللي مانافع فيك @ذ امن الحساد المايبقيك@الناس لا تنزاد اعليك @ يا سندن يا بلد مرجعن@ يلي خصك فات إناشيك @ بمسايل بيهم تنفعن@كيف احجابك نعرفو ذيك @ ماكط منعدك رجعن @ بل جيناك انحسو يحظيك @ باشتن يا بل اسمعن@ يا خبرن فلكال المليك@ يعظمن شان ؤيرفعن@ مقام وذ فر اماسيك@ يا الشيخ براهيم ارجعن

الفين من شيخ ؤ ؤفلغير@ولشفن ولكط اسمعن@اسغر منهم سنك يقير@اكبر منهم فعل ؤمعن

شيخ اكبير ولا كيفك حد@بيك الي زاهد ومحد@و الناس اتجيك لما تجحد@مانك كيف اشياخ اسمعن@بيهم طاك الواحد الحد@يلي با الذكر اتشبعن@وداوين كلت مقصد @ننجبرو فيه امنكعن@با الظحك وبجوقه والرد@وبلكال الله اتودعن@ذاك الواس لات ينعد@وكعدن فر ؤجمعن

الفين من شيخ ؤ ؤفلغير@ولشفن ولكط اسمعن@اسغر منهم سنك يقير@اكبر منهم فعل ؤمعن

اشتهر الشيخ إبراهيم ولد سيدي عثمان بين تلاميذه ومحبيه بالزهد والتواضع، ودماثة الأخلاق، ولطافة المعاملة، والوفاء، كما تميز بالجرأة في قول كلمة الحق، والحكمة، والغيرة على دين الله ومحارمه. لم يكن مجرد عالم أو فقيه، بل مرجعًا دينيًا ومربيًا روحانيًا، سلك طريق التصوف الملتزم بالكتاب والسنة، جامعًا بين العلم والشريعة، والفقه والعقيدة، والتزكية والتربية.

فكان بذالك رمزًا للعالم الرباني، والداعية الصادق، والمربي المتبحر في علمه، المتجرد في إخلاصه، تاركًا إرثًا علميًا وروحيًا خالدًا، في قلوب تلاميذه، ومحبيه،

ولم يكن الشيخ إبراهيم ولد سيدي عثمان مجرد متصوف منغلق في خلوته، بل كان عالِمًا عاملاً، ومرجعًا دينيًا، ومصلحًا اجتماعيًا، ينشر العلم، ويهذب النفوس، ويربي الأجيال على تعاليم الإسلام الصحيحة بفهم عميق، وقلب نقي، ومنهج قويم.

حمل لواء التصوف القادري في مجتمعه، رافعًا لواء الطريق الروحي الذي يهدف إلى صفاء القلب، والخشوع، والصلة العميقة بالخالق، والروحانية، والحضور مع الله، والرقة والتذلل له، ومداومة ذكره. ولم يكن تصوفه مجرد ترديد للأوراد أو التزامًا شكليًا، بل كان منهجًا متكاملًا يجمع بين العمل القلبي والفقهي، وبين العبادة والسلوك، وبين العلم والسير إلى الله.

وكان بذالك امتدادًا لسلسلة ذهبية من شيوخ التصوف القادري في مجتمع تنواجيو، الذين حملوا مشعل التربية والتزكية، فنهل من معينهم، وسار على دربهم، مستلهمًا حكمتهم ونورهم. ومن أبرز هؤلاء الشيوخ الذين اقتفى أثرهم:

شيخه الشيخ الصوفي ولد البان ولد أحمد الحاج

الشيخ بتار ولد أحمد عثمان

الشيخ أحمد ولد سيدي ولد جدو

الشيخ المهدي ولد سيد محمد الحبيب

العودة إلى ترمسة و توريث المحظرة بعد غرس العلم والبركة في أفله

عاد سيد أحمد عبد الله إلى حمى إيجَاجْبُرْكَ من جديد، بعد رحلته العلمية والدعوية التي قادته إلى أهل آباتي وأولاد بوامحمد في منطقة أفلة، حيث نشر العلم ورسّخ دعائم المعرفة الدينية.

وبعد سنوات من العطاء العلمي والتربوي، بدأ في توريث محظرته لنجليه، محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، وأخيه أيدة ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، اللذين سارا على نهجه العلمي والتربوي، حاملين راية العلم والقرآن.

وقد كان والدهما الروحي في مسيرتهما العلمية جدهما لأمهما، مناها منت محمد محمود ولد أحمد جدو، ابنة رجل التقى والصلاح، الذي أفنى حياته في خدمة القرآن وبثه في صدور الرجال، وكان هو من أجازهما بعد أن أتما حفظ القرآن وأتقناه تلاوةً وضبطًا، ليحملوا بذلك إرثًا علميًا عريقًا، ويواصلوا رسالة آبائهم وأجدادهم في نشر العلم وتعليمه.

مآثر سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان التنواجيوي في مجتمعه

ترك سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان إرثا من العلم في مجتمعه مازال صداه يسمع حيث يعتبر اليوم أحد المرجعيات في السند القرآني المعتمد في منطقة الحوض الغربي ( #الإجازة )

فمنه استمدت عدة محاظر في منطقة #افلة و #ترمسه من بينها محظرة اهل الطالب عبد الله الشهيرة (محظرة أهل #اتلاميد ) حيث أخد عنه السند القرآني محمد فال ولد الراضي والذي نقل السند لولده عبد الرحمن السالم المتوفي 1940 عند ( أضاة”أزميته ) وانتشر سند سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان القرآني ولم ينقطع حيث ما زال متواصلا في ( #الإيجازات) القرآنية التي تمر به اليوم في منطقة أفلة من بينها إجازة المصطفى ولد صالح عن سند ناجم ولد اعلى ( اهل محمياي ) وذالك عن طريق محظرتي أهل صالح وأهل ناجم ولد اعل:

وتعد محظرتا أهل صالح وأهل ناجم ولد اعل من أعرق المحاظر العلمية في بلدية اعوينات الطل التابعة لمقاطعة الطينطان، وقد اشتهرتا بتدريس القرآن الكريم وعلومه، إلى جانب سائر العلوم الشرعية واللغوية والمعرفية، وظل إشعاعهما ممتدًا داخل المنطقة وخارجها منذ تأسيسهما.

محظرة أهل صالح أسسها الشيخ المصطفى بن أحمد جيد بن صالح (1897م – 1987م)، وكان حافظًا متقنًا لكتاب الله، وتولى بعده أبناؤه مواصلة المسيرة، من أبرزهم:

الشيخ دده صالح: مجاز في روايات ورش وقالون وحفص، وله طلاب كُثُر.

الشيخ محمد عمو بن صالح: أشرف على مرحلة التحفيظ التمهيدي.

محمد المهدي بن دده صالح: شاب متقن حافظ، أخذ عن جده وخاله واستكمل تحصيله بإجازات معتبرة.

ومحظرة أهل ناجم ولد اعل ترجع نشأتها إلى منتصف القرن 11 الهجري، واشتهرت بكونها بيت علم وقرآن وفقه وزهد، ومن أبرز رجالها:

الشيخ حمود بن ناجم وال اعل، المدفون بالبقيع الشريف.

الشيخ طالبن امبني بن ناجم وال اعل، من العلماء المبرزين في القرآن والفقه.

تميزت المحظرتان بجذب طلاب العلم من شتى أنحاء البلاد، وأسهمتا بشكل كبير في نشر العلوم وتحفيظ القرآن في منطقة أفله .

سندهما في القرآن الكريم يمر بالعالم القرآني الجليل سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، وهو سند لم ينقطع، بل ظل متواترًا ومتصلاً في محاظر قبيلة تنواجيو في منطقة أفله، يتناقله الخلف عن السلف، جيلاً بعد جيل، حفظًا وإقراءً وتزكية.

كما انتشر سنده عن طريق مدارس ابن عامر الإسلامية والتي
تعد من أبرز المؤسسات التعليمية والدعوية في موريتانيا الحديثة، وقد أسسها العالِم الرباني محمد الأمين ولد الشيخ ولد آيه، الملقب “ميمين”، 1963 م لتكون منارة علم وهداية تنشر القرآن الكريم وعلومه، وتعزز الثقافة الإسلامية واللغة العربية في مختلف أنحاء الوطن.

انطلقت هذه المدارس من رؤية راسخة تهدف إلى إحياء دور المحظرة الشنقيطية في ثوب مؤسسي حديث، يجمع بين الأصالة والتجديد، وسرعان ما امتد عطاؤها ليشمل جميع مدن وقرى البلاد، حيث بلغ عدد محاظرها 63 محظرة، تحتضن آلاف الطلاب من مختلف الأعمار والجهات.

وقد لعبت هذه المدارس دورًا محوريًا في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس الفقه والعقيدة واللغة، وأسهمت في تخريج أجيال من العلماء والدعاة، ما جعلها نموذجًا يُحتذى في مزج التعليم الشرعي بمنهجية منظمة ومستدامة.

وكان مؤسسها، الشيخ ميمين، أحد أعلام الدعوة والتعليم في موريتانيا ، عُرف بورعه وعلمه وتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين،

وقد انتشر السند القرآني المتصل بالعالم القرآني الجليل سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان من خلال هذه المدارس، خاصة عن طريق عبدي فال ولد محمد بانمو،

ومحمد المختار ولد البشير الذي يمر به سند محظرة زيد بن ثابت في الطينطان والمعروفة بمحظرة ولد السيدى

ولم يقتصر دوره في نشر العلم على تدريس القرآن وتدارسه فحسب بل كان فقيها متمكنا من ناصية الفقه وأصوله وكان مرجعية فقهاء عصره وردت له فتاوي عدة من ضمنها تسليم حكم موثق

أورده محمد فال بن الأمانة بن اعبيدي (السلطاني) التنواحيوي في بحث له بعنوان #النوازل و ،#الأقضية في مجال المعاملات منطقة أفل نموذجا عن رسالته لنيل الماجستر بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية

بدء البحث الذي حظي بإشادة وتثمين من طرف الدكاترة المناقشين بأعلى درجة مع إيصاء بالطبع بفصل تمهيدي تناول مفهوم منطقة أفلَّ وحدودها وأبرز معالمها الجغرافية و خاصة تلك التي ارتبطت بوقائع تاريخية

و بلغ عدد صفحاته 384 صفحة و عدد الآثار الواردة فيه أكثر من 230 أثرا ما بين فتوى وحكم ل 80 عالما وفقيها , على امتداد ثلاثة قرون ونصف

متناولا واقع الفتوى والقضاء في المنطقة مترجما لأبرز القضاة و المفتين من أمثال سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان التنواجيوي مبينا آثارهم و فتاويهم الواردة في المعاملات و الأنكحة و الوصايا و الفرائض

كما وردت في ملحق برسالة جامعية أخرى للباحث سيد صالح ولد إفاه في فقه #النوازل تأصيلا و تنزيلا تحت عنوان فتاوى وأحكام سيدي صالح ولد أحمد درجة بكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية

موضوع تسليم الحكم هو أن الفقيه الشيباني ولد البان أفتى في نازلة فقهية ورفع الفتوى والنازلة إلى الققيه سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان الذي أجازها وحكم بصحة الفتوى في النازلة مضيفا لها استدلالات واستنباطات فقهية مفصلة بخط يده تجيز وتثبت الفتوى ختمها بإسمه وإمضائه
من المعروف أن العالم أوالفقيه عند ما يفتي في نازلة فقهية يرفعها إلى فقيه متمكن من ناصية الفقه لإبداء رأيه حولها
مما يؤ كد أن سيدي احمد عبد الله ولد سيدى عثمان كان فقيها متمكنا و مرجعا فقهيا لفقهاء عصره

الشيباني ولد البان المذكور ، هو الفقيه الشيباني الكبير ولد البان ولد الشيخ أحمد ولد سيدي ولد جدو التنواجيوي، المتوفى سنة 1350هـ الموافق 1930م، كان شيخًا لعامة أولاد بوأمحمد في تلك الفترة، حيث تميز بالحكمة والزعامة والتأثير الواسع في محيطه الاجتماعي. ورغم أن حفيده، الشيباني ولد البان، المولود سنة 1914م، اشتهر لاحقًا بالقضاء ونال مكانة بارزة في المجال القضائي، فإن سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان كان معاصرًا للشيباني ولد البان الجد، وليس الحفيد.

وقد جمعت بين الرجلين علاقة وطيدة مبنية على التقدير والاحترام، حيث كان كل منهما يُجل الآخر ويحترم مكانته. ويُروى أن الشيباني الكبير تأثر بشدة عند قرار سيد أحمد عبد الله العودة إلى أرض ترمسه، معبرًا عن حزنه بقوله:( “يعطين خير مشي عن سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان) “، في إشارة إلى المكانة الرفيعة التي كان يحظى بها سيد أحمد عبد الله ، وما كان يمثله من قيمة اجتماعية وعلمية هناك .في منطقة أفلة

ومع كونه ، فقيها متعمقًا و مفتيًا راسخًا فهو عالما لا يبارى في علوم القرآن وخفاياه و داعية رباني إلى الله مخلصًا بعلمه وعمله زاهدا في الدنيا وارثا ميراث الأنبياء محثا على نشر العلم وتعليمه ومن المأثور عنه قوله إن الله فرض الزكاة في كل شيئ ( و زكاة العلم تعليمه ونشره بين عباد اللّه )

ورغم ظروف التنقل الدائم في رحلاته العلمية ومجالس التدرسي والإفتاء والإمامة فقد كان للتأليف جزءا من حياته مؤلفا بخط يده عن خفايا القرآن والفقه والعقيدة والتفسير والفرائض فقد جمع في كتاب له سماه #النزهة تم استنباطه من كتاب (نزهة الراوي وبغية الحاوي ) الشهير للشيخ سيد المختار الكنتي نوازل الفقه والعقيدة بالإضافة الى شرحه لبعض احكام التجويد وتعريف مخارج الحروف وأحكام العبادات

وفاته

بما أن السحابة تختفي بعد ما تروي الأرض بمائها رحل سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان 1939م ودفن بين ذويه في مقبرة الأتقياء الشهيرة مقبرة ( #تادرت ) احدى اقدم وأشهر مقابر تنواجيو والتي تضم عدد كبير من اولياء وصلحاء وشيوخ تنواجيو من ضمنهم احمدنا ولد عثمان ولد محم ولد ينتت و الشيخ بتار ولد احمد العثمان وبعض ابنائه وتلاميذته و عثمان ورش احد تلامذة الشيخ بتار المقربين
و المهدي ولد الطالب صالح القارئ بالسبع ، و البان ولد الشيخ أحمد ولد سيد ولد جدو ، والشيخ ولد اعمر ولد الشيخ ولد أشريف المتوفي1957م زعيم أجاج بركه وشيخ عامة ما يمتس في ترمسه إضافة إلى أبنائه إنه و لد الشيخ والداه ولد الشيخ ويبه ولد الشيخ

و أبهاه ولد أحمد ولد ببان ولد اعليب أحد رجال مدرسة تنواجيو البدوية لتعليم القرآن والعلوم الشرعية ، وعثمان ولد ببان زعيم فخذ أهل أجه ، ومحمد المختار ولد الحاج ببان زعيم فخذ أهل الطالب موسي. وأحمدنا ولد أحمد جدو والمهدي ولد آگية ولد أعمر جدو والديه ولد آگية ولد آجه و إن ولد آكي الملقب بوكه وإباهيم ولد شقالي ولد أعمر و محمد الأمين ولد محمدالصغير و أخوه محمد ناجم ولد اعلاتي و الليليلي ولد أكباد أحد أولياء الله الصالحين الذين وهبهم الله القرآن وخصهم بمناقب عديدة
فكل مدفون بتلكة البقعة الطاهرة مدفن الأتقياء وخفظة القرآن والأولياء كان له حظ من التقى والقرب من الله

وخلف سيد أحمد عبد الله في إيجَاجْبُرْكَ كل من محمد وأيدَّه إخوة أشقاء لأمهم #مناها منت محمد محمود ولد أحمد جدو

وامريم وأم اسلامه لأمهم عائشة منت أحمد عمو ولد سيد احمد انگي

وخلف في أهل أهل آباتي إبنه سيد وشقيقتيه اتويتو والويلة لأمهم منة منت بتار

محمد ولد سيدي عثمان طالبن:( 1890م — 1957م) وريث مسيرة المحظرة والعطاء العلمي على خطى والده” في ترمسة

واصل محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان (1890 م – 1957م ) طريق والده سائرا على نفس المنوال و ارثا اسمه( #طالبن ) بل ازداد صيت المحظرة وروادها ومن بين الروايات الشعبية المتداولة حولها (أن ضوء نارها لا يخمد ) تمضى السنه وهي متقدة بحيث إذا أزيح الرماد وجدت كل جذوة متقدة
من المعروف أن من ما فرضته ظروف البداوة وقلة الوسائل المذاكرة والمراجعة على ضوء النار ليلا

ومن بين أبناء مجتمعه الذين كانو روادا لمحظرته

إنه ولد اسماعيل

والديه ولد آگية

أدو ولد الدو

خي ولد أهل باب

اعلانه ولد أب ولد اشريف

وأعمر ولد شخين ولد بداده

وأبناء شقالي ولد أعمر (اعمر و الشيخ وإباهيم ) وهو والدهم بالتربية حيث كان زوج والدتهم أمونه منت السيد بعد وفاة والدهم شقالي ولد اعمر

وعميره ولد السيد

دام والد أحمد عثمان

وسيد ولد الطالب أحمد

والشيخ ولد إنه

ومحمد ولد الربيع

وأبناء الشيخ ولد اعمر ولد اشريف ( إنه . والداه ويب والدو )
الذي كانت تربطه علاقة صداقة وطيدة مع والدهم الشيخ ولد أعمر ولد اشريف زعيم إيجاج بركه و عامة تنواجيو أهل ترمسه بل تنواجيو عموما حسب بعض الوثائق واامراسلات الفرنسية و تمثيله لقبيلة تنواجيو في اللقاء التاريخي بين الزعامات الموريتانية والرئيس الفرنسي فنسون أوريول (1947م في سيلوي وهو ما سنوضحه لاحقا

وتقول الروايات أن من بين أسباب وفاته حزنه على رحيله بعد ما أخبره ابراهيم ولد اعلي ولد هني بوفاته فقال متحسرا ( ما ابگه حد) أي لم يبقَ أحد، في إشارة إلى عمق الفقد الذي شعر به. وبعد ثلاثة أيام من ذلك الحزن العميق، وافاه الأجل المحتوم بعد ذالك سنة 1957م

زيارة فنسون أوريول إلى سان لوي سنة 1947 ومشاركة قبيلة تنواجيو (الشيخ ولد أعمر ولد الشيخ ولد اشريف)

في عام 1947م ، قام الرئيس الفرنسي فنسون أوريول، أول رئيس للجمهورية الفرنسية الرابعة، بزيارة رسمية إلى مدينة سان لوي (إنْدَر) بالسنغال، التي كانت آنذاك العاصمة الإدارية لموريتانيا ومقر الحاكم العام لإفريقيا الغربية الفرنسية.
جاءت هذه الزيارة في سياق سعي فرنسا إلى إعادة تنظيم علاقتها بمستعمراتها بعد الحرب العالمية الثانية، ضمن ما عُرف حينها بـ الاتحاد الفرنسي (Union Française)، وهو مشروع سياسي أرادت منه باريس تجديد روابط الولاء دون التفريط في سلطتها الاستعمارية.

استُقبل الرئيس أوريول من طرف الحاكم العام برنار كورنو جنتيّ (Bernard Cornut-Gentille) وكبار الموظفين الفرنسيين، وحضر اللقاء عدد من أعيان وشيوخ القبائل الموريتانية الذين وفدوا إلى سان لوي من مختلف المناطق: اترارزة، لبراكنة، آدرار، تكانت، والحوضين، التي كانت قد أُلحقت حديثًا سنة 1944م بالأراضي الموريتانية بعد أن كانت تتبع سابقًا لـ “السودان الفرنسي” (مالي حاليًا) فيما عرف (بحصرةِ السيفات).
كما شارك في المناسبة عدد من الشخصيات المستقلة التي كان لها لاحقًا دور بارز في مسيرة الاستقلال الوطني.

وقد اشترطت الإدارة الاستعمارية آنذاك أن تشارك كل قبيلة بممثل واحد يحمل صفة الشيخ أو الزعيم المحلي المعترف به رسميًا من قبلها. وفي هذا الإطار مثّل الشيخ ولد أعمر ولد الشيخ ولد اشريف قبيلة تنواجيو في هذا اللقاء، وهو حضور ذو رمزية تاريخية، إذ يُستشفّ منه أن الشيخ ولد أعمر كان الزعيم التقليدي العام للقبيلة في تلك المرحلة.

وجاء هذا القرار بعد قرارٍ سابقٍ للإدارة الفرنسية سنة 1946م بدمج عددٍ من شيوخ القبائل في الجهاز القضائي، خاصة الفقهاء منهم، حيث تم اختياره قاضيًا في محكمة دائرة لعيون، تقديرًا لمكانته العلمية والاجتماعية. وقد كرّس هذا الاختيار موقعه كأحد أبرز الزعماء الدينيين والوجهاء الذين جمعوا بين الفقه والقيادة في تلك الحقبة، وهو ما هيّأه لاحقًا لتمثيل مجتمعه بصفته شيخًا عامًا لقبيلة تنواجيو.

وعلى الرغم من أن قبيلة تنواجيو لم تكن تعرف نظام “المشيخة العامة” بالمعنى المتداول لدى بعض القبائل الكبرى، بل تميّزت بتنظيم داخلي يقوم على مشيخات محلية موزعة بحسب الجهات الجغرافية.
وهذا الأسلوب كما تشير القرائن التاريخية لم يأتِ من فراغ، بل استُلهم من النظام الأميري لإمارة أولاد امبارك، نتيجة الروابط القديمة بين المجموعتين اللتين جمعهما الحلف التاريخي المعروف باسم “صاها”.

وبناءً على ذلك، كان الشيخ ولد أعمر شيخ منطقة ترمسة، وتذكر الوثائق الفرنسية أنه شيخ عامة أولاد المايمتس والأفخاظ المنضوية تحتها.
أما الشيخ أحمد ولد البان فكان يُعتبر شيخًا عامًا لمجموعة أولاد بومحمد والأفخاظ التابعة لها، خاصة في منطقة أفله، كما ورد في الوثائق الاستعمارية.
وتبرز كذلك مجموعة أهل بابه، التي قُسمت وفقًا لتلك الوثائق إلى ثلاثة أفخاظ يتزعمها كلٌّ من: القاسم ولد سيدي عبد الله، وشيخنا ولد عالي، والداه ولد لمانه.
كما أوردت الوثائق الفرنسية مجموعة أخرى تحت عنوان ( تنواجيو المستقلون) ، تضم: أهل محمياي، إدابوبك، أهل إبراهيم ولد الشيخ، وأهل جدّو ولد الشيخ.

وتُظهر هذه المعطيات أن قبيلة تنواجيو كانت ذات بنية اجتماعية مرنة ومتنوعة، تجمع بين الاستقلال المحلي والولاء للكيان القبلي الأكبر في آنٍ واحد.
وحسب الوثائق الفرنسية، كانت هذه البنية هي السائدة آنذاك

غير أن الوضع تغيّر اليوم بفعل الانتشار الجغرافي الواسع للقبيلة، إذ أصبحت تتوزع فروعها وأفخاظها بين: الحوضين، لعصابة، لبراكنة، اترارزة، كيدي ماغا، تيرس الزمور، إنشيري، آدرار، أزواد، الصحراء الغربية، والجزائر.
وقد أدى هذا الامتداد إلى ظهور أسرٍ جديدة أصبحت أفخاظا مستقلة، وتوسّعت أخرى لتشكّل افخاظا و فروعًا قائمة بذاتها و بمشيخاتها الخاصة.

وخلال الاجتماع في سان لوي، ألقى الرئيس فنسون أوريول خطابًا دعا فيه إلى تعزيز الروابط بين فرنسا ومستعمراتها تحت مظلة الاتحاد الفرنسي، مؤكدًا أن: فرنسا الجديدة لا تفرّق بين مواطنيها، سواء في باريس أو سان لوي أو في أيٍّ من مستعمراتها

وردّ الشيوخ بخطاباتٍ عبّروا فيها عن تشبّثهم بدينهم وعاداتهم الأصيلة، وتمسّكهم بضرورة احترام خصوصياتهم الدينية والثقافية والاجتماعية في أي نظام إداري أو سياسي قادم.
وقد انعكست هذه المطالب لاحقًا بعد الاستقلال، حين أُضيفت كلمة “الإسلامية” إلى اسم الدولة، لتصبح “الجمهورية الإسلامية الموريتانية”.

لقد شكّلت زيارة فنسون أوريول إلى سان لوي سنة 1947 منعطفًا رمزيًا في التاريخ الموريتاني الحديث، إذ جمعت رموز الزعامة التقليدية الموريتانية برأس السلطة الاستعمارية في لحظة انتقالية حاسمة مهدت لظهور النخبة الوطنية التي ستقود البلاد لاحقًا نحو الاستقلال، وفي طليعتها المختار ولد داداه الذي كان حاضرًا لذلك الاجتماع.
وقد بقيت هذه الواقعة راسخة في ذاكرة قبيلة تنواجيو، باعتبارها حدثًا بارزًا يؤكد مكانة أسرة أهل الشيخ ولد أعمر ولد اشريف ودورها المحوري في الزعامة التقليدية، وفي التاريخ الاجتماعي والسياسي للقبيلة.

الصورة المرفقة تعود إلى اللقاء المذكور، حيث يظهر محمد محمود ولد سيد المختار ولد النهاه ممثلاً عن قبيلة أهل سيد محمود واقفا إلى جانب الرئيس الفرنسي فنسون أوريول، كما ارفقنا الصورة بوثيقة من الارشيف الفرنسي تتحدث عن تنواجيو

مآثره وأثره في نفوس معاصريه

رغم خصائص البيئة الثقافية والاجتماعية التي كانت قائمة على الترحال في تلك الفترة، والتي لم تكن توفر الظروف المثالية للاستقرار العلمي والتدوين، إلا أن محمد ولد سيدي عثمان ( طالبن) لم يقتصر على تدريس القرآن الكريم وتدارسه، بل تجاوز ذلك ليكون فقيها و مؤلفًا، وباحثًا

فكان التأليف والتدوين جزءًا أصيلًا من حياته العلمية، حيث لم يكتفِ بنقل العلوم شفهيًا، كما كانت العادة في المجتمعات البدوية، بل سعى لتوثيقها وتوسيع دائرة الاستفادة منها، فترك لنا مؤلفات قيمة، أبرزها كتابه عن أسماء الله الحسنى، الذي قدم فيه شرحًا وتبيانًا دقيقًا لمعانيها، مستندًا إلى أصول علمية رصينة، ومزودًا بشرح روحي عميق، يعكس غزارة علمه، وعمق تدبره لنصوص الشريعة الإسلامية.

ولم تتوقف إسهاماته عند هذا الحد، بل خلف وراءه مكتبة زاخرة بالكتب النادرة، التي حوت كل ما هو نفيس من علوم القرآن، والحديث، والفقه، والتصوف، والتاريخ، مما جعلها كنزًا علميًا فريدًا، يعكس مدى اجتهاده في جمع المعرفة، وحفظ التراث العلمي، وتدوينه

وهكذا، كان محمد ولد سيدي عثمان عالمًا ومربيًا، مؤلفًا ، حافظًا ومجددًا، لم يدّخر جهدًا في سبيل نشر العلم، ولم يمنعه الترحال من أن يكون منارة فكرية، ومصدر إشعاع علمي امتدت آثاره إلى ما بعد زمانه.في مجتمعه التنواجيوي

هذا بالإضافة الى كونه يعد أديبا ماهرا من بين أدباء مدرسة #إيجَاجْبُرْكَ التي تضم الى جانب

محمد ولد سيدي عثمان

اعمر الملقب لبات ولد اشريف

أمهادي بن أوجه
أحمد فال بن بداده
دام بن أعمر بن اشريف
نور بن محمد الطلبه
أعمر بن بداده
مفتاح بن الطالب السعيد

ونتيجة لغياب ثقافة التدوين في مجتمعه البدوي، ضاع جل إنتاجه الأدبي، و تلاشى ولم يبقَ منه إلا النزر اليسير الذي حفظته ذاكرة بعض الرواة وتناقلته الألسن. ومن بين ما بقي من ذلك الإرث الشعري، بعض الكفان التي خلدت لحظات فارقة في حياته وحياة مجتمعه. التنواجيوي

ومن تلك الكفان هذا الكاف المؤثر الذي قاله حين عاد إلى ربوع أفلة متحسرا و مستحضرًا شهداء وقعة (أم اشكاك، ) ومتوجعًا على فقدان زوجته، ابنة عمه، التي عقد عليها في تلك المنطقة، واستشهدت في أحد أيام أحداث تلك الواقعة سنة 1940م. لقد كان وقع الفقدان حسب الگاف مزدوجًا وعميقا

والف من عام أم اشكاك باري كنت من أخبارو
واعكرني شوفت تيكاك واكف مزال افدارو

عرف محمد ولد سيدى عثمان في مجتمعه التنواجيوي بحمل لواءَ القرآن وعلومه في أيامِ عزه و صُعُوبَةِ التَّميُّزِ فيه لكثرة الماهرين به يومها حفظا وتجويدا خاصة في المجتمع التنواجيوي

وكان مثالًا للصلاح والتقوى، لا يفتر لسانه عن تلاوة القرآن الكريم، قليل النوم ، كثير الصلاة ليلًا، مجسدًا في حياته زهد العلماء، وخشوع العارفين، وانقطاع الصالحين إلى ربهم.

ومن بين الروايات المتداولة عن صلاحه وتقواه، ما حدث في أيامه الأخيرة، حينما اشتد عليه المرض، خاطب قومه و بكل يقين: (“سيصلي عليّ صديقي شيخنا ولد اكبادي.”)

لكن المفاجأة كانت أن شيخنا ولد اكبادي كان قد غادر في رحلة الحج منذ أكثر من سنة ونصف، ولم يكن قد عاد بعد، علمًا أن رحلة الحج في تلك الحقبة كانت تستغرق قرابة سنتين ذهابًا وإيابًا.

وماهي إلا أيام حتى جاء الخبر بأن شيخنا ولد اكبادي قد عاد لتوه من الحج، ووصل إلى المنطقة في نفس اليوم الذي انتقل فيه محمد ولد سيدي عثمان إلى جوار ربه، ليؤدي الصلاة عليه كما أخبر الراحل، في مشهد لم يكن مجرد مصادفة، بل كان تجليًا لكرامة من كرامات الأولياء والصالحين.

ولم يكن محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان حسب العارفين به مجرد عالمٍ أو معلم، بل كان وليًّا من أولياء الله، وقلبًا نابضًا بالإيمان، ونورًا هاديًا في زمنه. فكما عاش حاملًا للقرآن، داعيًا إلى الله، زاهدًا في الدنيا، مؤثرًا للآخرة، رحل أيضًا على بصيرة وطمأنينة، تاركًا وراءه إرثًا روحيًا خالدًا، وذكرياتٍ تفوح منها رائحة الإيمان والتقوى.

وكالعادة، اختفت السحابة من جديد، بعد أن روت الأرض بمائها، وغادرت السماء دموعها، تاركة خلفها أثرًا لا يُمحى، وذكرى لا تُنسى. رحل محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان عام 1957م، لكنه لم يكن مجرد رحيل عادي، بل كان أفول نجمٍ لامعٍ، ونهاية فصلٍ من النور، وبداية فصلٍ آخر من الامتداد والخلود.

لقد كان نجمًا يتلألأ بين القمم، وينبوعًا أروى عطش الأخاديد، ومدّ جسورًا راسخةً بين أجيال الصحراء، تربطها بالحضن المرابطي الأصيل.
هذا الحضن الذي أفرز حركةً دعويةً علميةً واسعة، قائمة على أسس الدين الإسلامي السُّنِّي الصحيح، حيث تمازجت العقيدة الصافية بالفقه المستنير، والتصوف السني بالعمل الإصلاحي، في مشروع متكامل يهدف إلى إعادة نشر وإحياء مبادئ الإسلام الحق.

لم يكن هذا الإصلاح مجرد دعوة نظرية، بل كان حركةً متجذرة في الواقع، يتشابك فيها العلم بالعمل، والحقيقة بالشريعة، والدين بالدنيا، في تداخلٍ لا انفصام فيه، وفق رؤية كونية شاملة، تجعل من الدين منهجًا للتعمير، وبناء الإنسان، وتحقيق الخلافة الراشدة على الأرض.

لقد حمل هذا المشروع المثالي في جوهره رسالةً تتجاوز حدود الزمان والمكان، حيث لم يكن مجرد جهد فردي، بل تيارًا متدفقًا من العلم والتجديد، تواصلت حلقاته جيلاً بعد جيل، ليظل نوره ساطعًا في الأفق، يهدي التائهين، ويعيد للأمة بريقها وبهاءها.

وفاته ودفنه في منطقة الكرفة

وهكذا رحل محمد ولد سيد احمد عبد الله ولد سيدي عثمان لكنه ترك وراءه أمةً ممتدة، ومدرسةً قائمة، ومنهجًا خالدًا، لا يزال يشع نورًا بين منابر العلم ومحاظر مجتمعه

ويوجد ضريحه عند موضع الكِرْفَة المعروف بـ(ﮎِرْفَة لمليحس)، وهو موضع أثري معروف لدى ساكنة المنطقة، تابع لبلدية أم لحياظ، يبعد حوالي 88 كيلومترًا عن مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي، منها سبعة كيلومترات غير معبّدة شمال طريق الأمل، تؤدي إلى موضع الدفن.

وترتبط هذه الناحية بحدود أرض ترمسة الشمالية، التي تصل منطقتي أم الكرعان وأم لحياظ، حيث الامتداد الشمالي لترمسة في عمق الحوض الغربي.

وتفصلها مسافة نحو 25 كيلومترًا عن مقبرة تادرت الشهيرة، حيث يرقد والده سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان.

ويجاور قبره ضريح الشيخ المصلح ولد الدين، أحد أعلام أسرة أهل الدين، الذي سبق أن نهل منه بعض علوم القرآن، وهو أول من دُفن هناك، لتلتحق بهم السيدة الفاضلة الصالحة عائشة منت إبوه ولد اكبادي، زوجة الشيخ ولد أعمر، ووالدة ابنته أم إسلامه، وهي أم كل من محمد الأمين الشيخ ولد إيه الملقب بـ(ميمين)، والشيخ ولد إنه، وأبناء أحمد إربيه وددّه والداه.

كما يجاوره أيضًا قبر الفقيه باب أحمد ولد يوسف التنواجيوي، زوج أخته أمريم منت سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، وهو والد أبنائها أبناء يوسف، مما يضفي على المكان هالة روحانية تملؤه مهابةً وسكينة.

ويُروى أن سبب دفن طالبن في هذه البقعة يعود إلى مرور قومه البدو الرحّل بها في إحدى محطات تنقّلهم الموسمية بين أطراف ترمسة شمالًا (أم الكرعان وأم لحياظ) وجنوبًا (خط بنعوم في إقليم باغنه داخل الأراضي المالية).

وعندما علم الشيخ ولد أعمر بمكان دفنه هناك، تأوّه حزنًا وأسفًا على عدم نقله إلى تادرت، حيث مدافن أسرته ومجتمعه (إجاج بركه) وحيث يرقد والده سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان.

فخفّف من ألمه قول اعلانه ولد أب في حديث دار بينهما:

وما ضرّ طالبن إذا دُفن لوحده؟”

في إشارة إلى مكانته الرفيعة التي لا تتأثر بدفنه في أي مكان.

وخلف محمد في إيجَاجْبُرْكَ كل من سيد أحمد عبد الله و الداه و لبات و امريم و أمات و آمنة إخوة أشقاء لأمهم فاطمة منت سيد الننه والديه ولد سيدي عثمان لامه لعزيزة منت آگية ولد آجه وإعلانه ولد محمد لأمه أمونه منت السيد

الديه ولد محمد ولد سيدي عثمان: سيرة عطرة من الوفاء لمجتمعه إيجاج برك وحمل همومه”

(أسرة أهل سيدي عثمان في المبرك لأمهم امريم منت احمدنا ولد احمد جدو )

الديه ولد محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان (1941م – 2021م) لأمه لعزيزة منت آكية ولد آجه، نشأ في بيئة علمية حيث تلقى تعليمه الأولي في حفظ القرآن الكريم على يد كل من خاله، الديه ولد آكية ولد آجه والمهدي ولد آكية ولد أعمر جدو.

في ستينيات القرن الماضي، شدّ الرحال إلى ساحل العاج، الوجهة التي كانت مقصدًا للعديد من أبناء مجتمعه إجاج بركه بحثًا عن فرص العمل والاستقرار. وعلى مدى أكثر من ربع قرن، كان الديه مركزًا وملاذًا آمنًا لأفراد مجتمعه الوافدين إلى هناك، فاشتهر بكرمه وسخائه وحرصه الدائم على خدمة أبناء مجتمعه مؤكدًا بذلك مكانته كشخصية بارزة وفاعلة في محيطه.

وبعد سنوات من العمل والعطاء، فرضت عليه الظروف العودة إلى الوطن والاستقرار في المبرك، خاصة بعد رحيل زوجته امريم منت أحمد جدو
لم تثنه المحن عن أداء دوره كأب عطوف ومتفانٍ، بل لعب دور الأم والأب معًا، فكان السند لأبنائه والمربي الحنون لهم. بعد رحيل والدتهم

ورغم اعتزاله العمل، ظلّ الديه ولد سيدي عثمان حاضرًا في مجتمعه، مشاركًا في مختلف المبادرات التي تخدم إجاج بركه، وملازمًا لرموز مجتمعه وعلى رأسهم إنه ولد الشيخ وعميرة ولد السيد، طيلة حياته. كان مثالًا للرجل المعطاء الذي لم يدّخر جهدًا في سبيل الخير وخدمة الآخرين، حتى وافاه الأجل المحتوم بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته

اعلان ولد محمد ولد سيدي عثمان، رائد من رواد التعليم الأوائل وامتداد اسرة اهل سيدي عثمان في منطقة اركيبة

أرڭيبة..

تمتد منطقة أرڭيبة على مساحة جغرافية واسعة تبدأ من هضاب تكانت شمالًا، وتنحدر جنوبًا لتتداخل مع الأراضي السنغالية مرورًا بـ كاراكور، وصولًا إلى أطراف التراب المالي شرقًا. وتحدها من الشرق منطقة أفله، بينما تمتد غربًا لتتصل بـ آفطوط، وهو ما يجعلها فضاءً طبيعيًا واجتماعيًا عابرًا لعدة ولايات موريتانية: تكانت، لعصابة، كيديماغا، فضلًا عن أجزاء من السنغال ومالي.

من الناحية التاريخية، ورد ذكر أرڭيبة في عدد من الحوليات والمصادر، من أبرزها موسوعة المؤرخ المختار ولد حامد (الجزء الجغرافي)، حيث عدّها من المواضع التي شكّلت جزءًا من جغرافيا الذاكرة الموريتانية.

لقد كانت أرڭيبة مسرحًا لأحداث كبرى قبل قيام الدولة الموريتانية الحديثة، فارتبطت بمرحلة إمارة أولاد امبارك التي كانت ضمن نطاقها الجغرافي، وشهدت معارك ومواقف خالدة تناقلها الأدباء والرواة جيلًا بعد جيل. كما كانت حاضرة في المشهدين السياسي والاجتماعي قبل دخول الاستعمار الفرنسي وأثناءه، فأنجبت رجال مقاومة وأدب تركوا بصماتهم في التاريخ الوطني.

ومن بين هؤلاء المجاهد والأديب بناهي ولد سيدي ولد محمد الراظي، المولود في منتصف القرن التاسع عشر لأمه فاطم منت أحمد سالم ولد السالك ولد الإمام. كان من أوائل المقاومين للاستعمار الفرنسي، شارك في معركة النيملان سنة 1906م، ثم توجه مع ابن أخته سيد المختار ولد محمد محمود إلى الشيخ ماء العينين بحثًا عن السلاح في رحلة عُرفت محليًا بـ “تسوحيلة”. وبعد وفاة ابن أخته في طريق العودة وبالتحديد عند موضع ( مايعتك ) واصل طريق المقاومة واعتقلته السلطات الفرنسية في تكانت سنة 1907،
فنُفي إلى ساحل العاج حيث سُجن في مدينة دابو، ونال شهادة المجاهدين هناك في حدود عام 1915م.
إلى جانب نضاله، كان أديبًا موهوبًا اشتهر بطلعته الجميلة عن “لمسيله”، التي ما زالت شاهدة على رهافة ذوقه الأدبي.

وقد واصل ابنه سيدي ولد بناهي درب المقاومة من بعده، فأسس معاقل في الجبال مثل “كلب ولد بناهي” في منطقة أفله و“كنتور اشهيب” في لعصابة ، واتخذ منها قواعد عسكرية لشنّ عمليات أنهكت المستعمر الفرنسي وأربكت وجوده في المنطقة.

أما حدود أرڭيبة كما وردت تاريخيًا، فقد لخّصها الزعيم محمد محمود ولد سيدي المختار ولد محمد محمود ولد النهاه، شيخ أهل سيدي محمود، في مجلس جمع شيوخ القبائل بالحاكم الفرنسي فانسون أوريول (Vincent Auriol) في سين لوي (إنْدَر) بالسنغال سنة 1947م، في ما عُرف بـ “حصرة السِّيفات”،

حيث كان المترجم يسأل كل شيخ عن قبيلته وحدود مجالها. الجغرافي وعندما جاء دوره قال عبارته الشهيرة

“من أتمر إلى كَرته”
ويقصد بذلك: من واحات نخيل تكانت (أتمر) شمالًا، إلى مزارع الفستق (كرته) داخل الأراضي السنغالية جنوبًا — وهو وصف بليغ يجسّد اتساع الرقعة التي تمثلها منطقة أرڭيبة. جغرافيا

( اسرة اهل اعلان ولد محمد في قرية بلوار بلعصابة منطقة اركيبة لأمهم عائشة منت سيدي ولد بناهي ولد محمد الراظي )

هو اعلانه ولد محمد ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان، لِأمه أمون منت السيد، مربي أجيال، وأحد رواد التعليم الأوائل في البلاد، ممن حملوا رسالة العلم بكل إخلاص وتفانٍ، فكان من أوائل الذين أسهموا في نشر المعرفة وتأسيس جيل متعلم في البلاد

بدأ مسيرته العلمية في محاظر أهله بترمسه، حيث نهل من معين العلم على يد الشيخين الجليلين إبحيده ولد لمرابط وإن ولد أهل إنه، فتمكن من علوم القرآن، وأخذ حظه من الفقه، واللغة العربية

ورغم حداثة سنّه، برز اهتمامه بشؤون مجتمعه، فكان مرافقًا أمينًا للزعيم إنه ولد الشيخ، الذي أولاه رعاية خاصة، بإعتباره أصغر أبناء السيدة الفاضلة أمون منت السيد، وحفيد عمّته الرابية منت اشريف. حاز ثقته المطلقة، فكان سفيره المؤتمن في مختلف القضايا والمهمات. ومن خلال مرافقته له، نهل من معين الحكمة والصبر والأنفة، واكتسب خبرة واسعة في فهم كل ما يخص مجتمع إجاج بركه بل ترمسة عموما

قبل أن يلتحق بالمدارس النظامية و يواصل رحلته في طلب العلم، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: التعليم رسالة، والنهوض بالمجتمع واجب مقدس.

اختار مهنة التدريس، فانطلق في مسيرة تعليمية حافلة، بدأت في سبعينيات القرن الماضي، أوصلته إلى منطقة (أركيبة) بولاية لعصابة، حيث عمل معلِّمًا في كل من بوگعارة، وقرى مقاطعتي كنكوصة وباركيول، وجميع قرى رأس الفيل، بل بلدية أغورط عمومًا. وكان سفيرًا حاملا لخصال مجتمعه التنواجيوي في كل تلك المناطق.

لم يكن مجرد معلمٍ ينقل المعرفة، بل كان مربيًا، وصانع أجيال، يغرس القيم قبل أن يلقن الدروس. ومع اتساع تجربته التعليمية، تدرج في مهامه ليشغل منصب مراقب ومراقب عام في ثانوية كيفه المركزية وإعدادية أغورط، حيث واصل دوره في توجيه التلاميذ، وضبط العملية التربوية، وغرس روح الانضباط والمسؤولية في الأجيال الناشئة.

ليكون بذلك نموذجًا للمربي المخلص، الذي لم يكن التعليم بالنسبة له مجرد وظيفة، بل رسالة سامية، حملها بإيمانٍ وصبرٍ، متنقلًا بين القرى والمدن، ناشرًا نور العلم في كل مكان حلّ به. تاركًا أثرًا خالدًا في قلوب تلاميذه وزملائه، وصار اسما محفورًا في سجل رواد التعليم الأوائل في البلاد ممن أسهموا في بناء نهضة معرفية شكلت حجر الأساس للأجيال

قبل أن يتقاعد ويستقر به الحال في تلك المنطقة

ورغم مشاغل مهنة التعليم النظامي ظل اعلان ولد محمد ولد سيدي عثمان في بلوار قبلةً للأطفال المبتدئين في دراسة القرآن الكريم، وكل باحث عن رأي فقهي في مسألة ما مجسدا واقعيا ما دأب عليه الأجداد حيث حملت الأسرة على عاتقها دورًا عريقًا في نشر العلم وتعليم الناشئة. وبما أن المحظرة تُشكّل جزءًا أساسيًا من تراث الأسرة العريق فقد واصلت ابنته خديج منت إعلان ولد محمد حمل هذا الموروث، وأسست محظرةً تحمل اسم “محظرة مصعب بن عمير”، لتكون امتدادًا لهذا الإرث العلمي المبارك.

وتعزّز دورها بحصولها على بطاقة رسمية صادرة عن اتحاد شيوخ المحاظر الموريتانيين، توثّق هذا الجهد المبارك وتؤكد مكانة المحظرة ضمن المؤسسات التعليمية الدينية في البلاد.

وخلف اعلانه في منطقة اركيبه ابنه محمد غالي ولد اعلان وشفيقتيه خديج ومون ( سهام) لامهم عائشة منت سيدي ولد بناهي حفيدة المجاهد بناهي ولد سيدي ولد محمد الراظي

أيده ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان امتداد لمسيرة والده وشقيقه محمد في حمل لواء المحظرة

ولم يحد أيدَّه ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان (1896 م – 1964م) عن طريق شقيقه محمد ووالده سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان

و كأنهم أنجم متطايرة في سماء فسيحة تنير حوالك الزمن تُقا و زُهداً في الدنيا وهي صفات لازمت أسلاف المجتمع التنواجيوي

حاملا لواء نشر العلم وتحفيظ القرآن مترجما واقعيا بيت المختار ولد بون الجكني

(( ونحن ركب من الأشراف منتظم ….. أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة ….. بها نبين دين الله تبيــــــانـــا ))

متنقلا بين حمى تادرت. وبو لكلال ومد الل. وعلب الشوفه وباغنة . على تخوم مالي مؤسسا امتدادا لمحظرة أهل سيدي عثمان شرقا

قبل أن يعود إلى حمى القبيلة مستقرأ في (#أهل لات) وهو تجمع يحل ويرتحل يضم عشرات أسر مختلفة قاسمهم المشترك تنواجيو أهل ترمسة من ضمنهم أهل اشريف وأهل أحمد ناجم وأهل بگة وأهل الطلبة وأهل ٱمين وأهل زيدان

منكبا على تدريس القرآن ودراسته حتى سلمت روحه الطيبة إلى بارئها في حدود 1964م ودفن بين ذويه في مقبرة بگنات وهي إحدى مقابر تنواجيو الشهيرة بترمسة

وخلف أيدَّه ولد سيد أحمد عبد الله ولد سيدي عثمان كل. من ابنه محمد بن أيده ولد سيدي عثمان في أهل الحبيب (أسرة اهل محمد ولد سيدي عثمان. لأمهم السالكه منت ادريس ولد اطفيل بقرية #بوـاطليحية التابعة لبلدية حاسيى أهل احمد بشنه في مقاطعة( كوبني )

وإخوتيه امريم واتويتو لأمهم لاله منت أعمر السالم

وابراهيم ولد أيده لأمه ميني منت أحمد زيدان في أهل ؤوجه والويلة وفاطمة لأمهم لقنية منت سيد الننه

الشيخ أحمد ولد سيدي عثمان ونجله الطالب محمد ( الداهم ) : وجه الأسرة المضيء في ربوع الحوض الشرقي

أسرة أهل سيدي عثمان في الحوض الشرقي هم ذرية الشيخ أحمد ولد سيدي عثمان ولد الطالب محمد 1844م _ 1876م أخ سيد أحمد عبد الله ولد سيد عثمان و عم الجميع تقطن في ( بنگو ) بالحوض الشرقي

و خلف الشيخ أحمد الذي تربى مع اخواله تجكانت (الوسرة) في تلك المنطقة ابنه الشيخ أحمد والذي حمل أسمه بعد وفاته قبل ولادته لأمه منت اسليمان ولد الطالب أعمر ولد الطالب عبد الله التنواجيوي والذي خلف ابنه الطالب محمد ( الداهم) ولد الشيخ احمد ولد الشيخ أحمد ولد سيدي عثمان (1910م – 1998م ) لأمه مريم منت أحمد فال ولد اعل ولد محم الوسرية
سائرا على نهج أجداده حاملا مشعل محظرة أهل سيدي عثمان في تلك الربوع

ولد الطالب محمد (الدَّاهِمّ) ولد الشيخ أحمد الصغير ولد الشيخ أحمد الكبير ولد سيدي عثمان التنواجيوي نسبًا، الوسري خؤولة ومقامًا 1910م في أحياء أخواله الوسرة، بالحوض الشرقي وكان وحيد والديه من الذكور، فنشأ مدللًا في كنفهما. إلا أن همته السامية ونفسه الزكية تاقت للعلم، فقاده ذلك إلى الالتحاق بمحظرة شيخه محمد محمود ولد غالي، حيث مكث فيها سبعة أعوام، حفظ خلالها القرآن وأخذ الردفة، ثم عاد إليها وأخذ الإجازة، وكرر القرآن حتى اشتد حفظه. كما نهل من العلوم الشرعية،

ثم التحق بحضرة الشيخ التراد ولد العباس في “لقليكَ”، وتتلمذ عليه، فمكث معه ثلاث سنين، تربى خلالها تربية صوفية خالصة، كان عمادها كثرة الذكر، والزهد في الدنيا، والبعد عن أدران المادة. لكنه لم يتشبث بشطحات الصوفية، ولم يتتلمذ بعد ذلك، بل انتهج السنة شرعة ومنهاجًا، متمثلًا قول القائل:
“وخير أمور الدين ما كان سنةً @ وشر الأمور المحدثات البدائعُ”

بعد أن اشتد عوده، عاد إلى موطنه، واستقر في أحياء الوسرة، حيث كان محل ثقة بينهم، وتبوأ مكانة سامية فيهم. وفي عام 1949، بدأ رحلة تعليمية جديدة، حيث انتقل إلى “حاسي أتيله” وضواحيه، فدرّس القرآن الكريم لأهل الشيخ سيد الخير، ومكث بينهم 13 عامًا، تخرج على يديه عدد من التلاميذ، سواء من حي “الأشياخ” أو غيرهم.

وفي عام 1962، استبد به الشوق إلى ربوعه، فالتحق بمجتمعه، فعُني بالزراعة، حيث عُرفت مزرعته بـ“تامورت الدّاهمَّ”، التي سميت بإسمه وطفق يُدرّس القرآن، ويؤم الناس في التراويح، كما واصل تدريس القرآن الكريم، الذي ظل شعلة حياته حتى وفاته.

وافاه الأجل المحتوم ي1998، فطُويت صفحة من صفحات العبادة والإخبات والتواضع، وانهدّ ركن من أركان المجتمع، تاركًا خلفه إرثًا من البر والتقوى
رحمه الله وأكرم مثواه، وجعل القرآن شفيعًا له يوم القيامة، وأفاض عليه من واسع فضله وإحسانه

ومن صفاته التي لازمته في حياته

إتقان حفظ القرآن:
كان متقنًا لحفظ كتاب الله إتقانًا نادرًا، إذ ختمه في اللوح مرارًا، وقضى عشر سنوات من عمره لا يدرس سوى القرآن الكريم.

القناعة والزهد:
رغم فاقته وضيق ذات يده، كان قنوعًا متعففًا، راضيًا بما قسم الله له، منصرفًا عن الدنيا، متطلعًا إلى الآخرة.

. إغاثة الملهوف ومساعدة الجار:
كان مضرب المثل في التعاون والصبر على اللأواء، يساعد جيرانه، لا سيما في موسم الزراعة، حيث كان يحرس المزارع ويوفر بعض الأدوات لمن يحتاجها.

كثرة العبادة وقيام الليل:
كان مواظبًا على قيام الليل، لم يتركه أبدًا، سواء في الحل أو الترحال، وكان يختم القرآن كل أسبوع، حتى مع كثرة شواغله.
. التلاوة الدائمة:
لم يكن لسانه يفتر عن قراءة القرآن، يقرؤه آناء الليل وأطراف النهار، مستنيرًا بنوره.

. القوة في الحق:
كان قوي البنية، يأبى الضيم، لكنه في الوقت نفسه لين الجانب، حسن العشرة، لا فظاظة فيه ولا غلظة.

الزهد والورع:
رغم مكانته، كان زاهدًا في الدنيا، ممسكًا لسانه عن أعراض الناس، لا يُعرف له تجريح أو غيبة.

. عضو فاعل في مجتمعه:
ظل جزءًا لا يتجزأ من أعيان المجتمع، يسعى في مصالح الناس، ويساند أقرانه، وينافح عنهم ما استطاع.

. الورد الدائم على البردة النبوية:
كان يداوم على إنشاد قصيدة البردة للبوصيري ليلة الجمعة بصوته الشجي، مستفتحًا ببيت:
أمن تذكر جيرانٍ بذي سلَمِ @ مزجتَ دمعاً جرى منْ مُقْلةٍ بدمِ

وخلف الطالب محمد ( الداهم ) ولد الشيخ احمد ولد الشيخ أحمد ولد سيدى عثمان أربع أبناء هم المحفوظ ( محمد الأمين) و حيد ( سيدي عثمان) و محمد يسلم و شيخنا وخمسة بنات هن مختارة و مريم وزينب و فاطمة وأمات

فلئن كانت القاعدة التي أرسى دعائمها ابن خلدون تقول إن الحضارة والتعلم مرتبطان بالتمدن والتحضر، وإن الجهل والتخلف حليفان للبادية والترحال، فإن محظرة أهل سيدي عثمان بن الطالب محمد التنواجيوي جاءت استثناءً صارخًا لهذه القاعدة، وشهادة حية على أن العلوم تزدهر بالعزم والإخلاص، لا بالمكان والزمان.

ففي قلب صحاري الحوض الغربي، حيث لا صروح شامخة ولا مكتبات زاخرة بالمجلدات، استطاعت هذه المحظرة، على يد شيخيها الجليلين، سيد أحمد عبد الله وابنه محمد أبناء سيدي عثمان بن الطالب محمد التنواجيوي، أن تطاول الفرقدين، وتكون مشعلًا مضيئًا، يشع بالمعرفة في أقصى الصحاري، بما تيسر من أدواتٍ بسيطة ولكنها أصيلة.

فبلوح خشبي، وقلمٍ من السيال، وحبرٍ مصنوع من مشتقات معدنية محلية، خرجت هذه المحظرة أجيالًا من الفقهاء، حملوا لواء العلم، وساروا به إلى الآفاق، محققين بذلك ما حققته كبريات المدارس الإسلامية رغم امتلاكها وسائل علمية متطورة.

وكانت مقصدًا للطلاب والباحثين عن المعرفة، وتركت أثرًا علميًا وروحيًا لا يزال صداه يتردد في المنطقة.

ولم يكن هذا التأثير محليًا فحسب، بل وثّقه المؤرخ المختار ولد حامدن في كتابه “حياة موريتانيا”، عند حديثه عن مشاهير تنواجيو ومحاظرهم، مؤكدًا الدور الريادي الذي لعبته هذه المحظرة في إثراء الحياة العلمية والدينية، وصمودها في وجه كل التحديات، لتثبت أن العلم لا تحدّه الصحاري القاحلة، ولا تعيقه ندرة الوسائل، بل تحمله العزائم الصادقة، والقلوب العامرة بحب المعرفة ونشرها.

وهكذا، لم تكن محظرة أهل سيدي عثمان ولد الطالب محمد التنواجيوي مجرد مدرسة تقليدية، بل كانت قلعة للعلم، وصرحًا للمعرفة، وجسرًا ربط بين ماضي الأمة وحاضرها، فكانت بذالك منارة مضيئة في سجل التاريخ العلمي لمجتمع عرف بتميزه في علوم الدين والقرٱن خاصة

محمد غالي سيدي عثمان

شاهد أيضاً

التآزر” توزع 4000 زي مدرسي بتكانت

وزعت المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” 4000 قطعة من الزي المدرسي على التلاميذ …