من التأسيس إلى اليوم كيف صنع 14 مديرًا عاما ملامح الشركة الوطنية للماء؟

منذ تأسيس الشركة الوطنية للماء، SNDE تعاقب على إدارتها أربعةَ عشرَ مديرًا عامًا خلال ثلاثة وعشرين عامًا، ترك كلٌّ منهم أثره الخاص في مسار المؤسسة. وقد تفاوتت تجاربهم وفقًا لبصماتهم وإنجازاتهم، لا سيما فيما يتعلق بالكادر البشري وحقوق العمال. في هذه السلسلة، نستعرض مسارات هؤلاء المديرين بالاعتماد على تقييمات العمال وما تبقى من آثار ومآثرهم، مع التركيز على ما تحقق لصالح عمال الشركة.

1 ـ المرحوم أحمد ولد الشيخ ولد سيدي (المدير المؤسس)

يُعدّ الأب الحقيقي للشركة؛ إذ أنشأها من الصفر، ووضع أسسها الأولى واستراتيجياتها ونصوصها القانونية والتنظيمية التي ما تزال تُؤطّر عملها حتى الآن. وقد واجه تحديات التأسيس بثبات، ورسّخ دعائم مؤسسة كانت في طور التشكّل.

2 ـ اتيام صمبا

اتسمت فترته ببطء في الإنجاز، ودخول الشركة في دوامة مشاكل العمال غير الدائمين “آموز” التي أربكت الأداء وأثّرت على انتظام العمل.

3 ـ المرحوم الشيخ عبد الله احويبيب

يُجمع العمال على أن فترته هي الأفضل في تاريخ الشركة؛ إذ مثّلت إعادة تأسيس شاملة، وثورة في الرواتب والامتيازات الصحية والاجتماعية. ومن أبرز إنجازاته:

رفع ومضاعفة تعويض النقل

رفع ومضاعفة تعويض السكن

توقيع أول اتفاقية للتأمين الصحي تغطي 90% من تكاليف العلاج.

منح إكراميات في الأعياد الثلاثة تعادل نصف الراتب القاعدي.

دعم الافتتاح الدراسي بمنح راتب قاعدي لأصحاب الأبناء.

وضع استراتيجية قروض لاقتناء السيارات (جُمّدت بعد مغادرته).

منح العمال أولوية شراء الخردة والسيارات بقروض ميسّرة.

إطلاق فكرة إنشاء مقر خاص بالشركة بدل المقرات المستأجرة.

اعتماد نهج إداري يحترم العامل ويشركه كشريك في المؤسسة.

اغلق المجال أمام زيادة العمال غير الدائمين آموز مع وضع خطة لتسوية ملفهم

القيام باكتتاب معتبر لعمال “آموز” مع خطة اكتتاب تدريجي أُوقفت بعد إقالته.

تفعيل ودادية الشركة

4_ ولد سيدينا كانت فترته اقصر فترة من بين جميع الفترات لزملائه وبدون اثر يذكر

5 _ محمد ولد بياه

رسّخ انتظام المسار الإداري للشركة، وتميّزت فترته بالشفافية والصرامة في التعاطي مع العمال، غير أن تقييمها ظلّ متأرجحًا بين الرضى والسخط داخل صفوفهم. ولم تشهد فترته كبير انجازات تذكر على المستوى العمالى

6 ـ فال انكيسالي

أدخل إصلاحات محورية في ملفي التقدمات والتقاعد:

جعل درجة Échelon ترتفع تلقائيًا كل سنتين.

ربط الرتب Catégorie بالوظائف وفق الهيكلة الإدارية.

رفع ومضاعفة سقف تعويض التقاعد

اجراء مسابقة لإكتتاب 12 عاملا من بين العمال غير الدائمين عمال آموز

ويُسجّل عليه إعداد خطة لتسريح عدد من العمال قبل أن تُوقف لاحقًا.

7 اقظفن ولد اييه

كانت فترته قصيرة و شهدت اكنتاب من غير العاملين في آموز وتم الغاؤه من طرف خلفه

8ـ محمد عالي ولد سيد محمد

يُحسب له إيقاف خطة للتسريح وُصفت حينها بالتعسفية، مما حافظ على استقرار العمال وطمأنهم.

9ـ محمد المختار بلاتي

اتسمت فترته بالهدوء الإداري والحرص على عدم الإضرار بالعمال. ومن أبرز إنجازاته:

رفع إكرامية الأعياد إلى 100% من الراتب القاعدي.

إنشاء أول مطعم داخلي للعمال (أُغلق بعد مغادرته).

توقيع مذكرة تضمن احتفاظ الموظف بامتيازاته عند التعيين.

زيادة معتبرة لعمّال relève بقيمة 2500 جديدة.

ويُؤخذ عليه أنه ضاعف عدد العمال غير الدائمين (آموز)، الأمر الذي عقّد وأجَّل حلّ مشكلتهم، نتيجة تضاعف أعدادهم الأصلية وصعوبة تسوية أوضاعهم.

10 ـ محمد الأمين ولد البني

أسس نقطة صحية خاصة بالعمال تعد نواة لمركز صحي متكامل، وحافظ على انتظام مسار التقدمات. وتميزت فترته بانسيابية إدارية واحترام في التعامل.

11ـ سيد محمد ولد الطالب أعمر

كانت فترة قيادته للشركة قصيرة للغاية، ولم تشهد أي إنجازات تُعزى له أو تُسجّل ضده.”

12 ـ محمد محمود ولد جعفر

عالج أحد أعقد الملفات في تاريخ الشركة: ملف العمال غير الدائمين،
ويُسجَّل عليه إيقاف التقدمات الأوتوماتيكية الذي كان يسير بطريقة سلسة وضعف الانسيابية الإدارية.

13 ـ حمزة اتيام

يختصر العمال فترته بجملة واحدة: “حسبنا الله ونعم الوكيل.”

14ـ المدير الحالي: عبد المجيد ولد الريحة

تسلم مهامه بعد إقالة المدير العام حمزة اتيام ونائبه يوم 29 أغسطس 2024 عقب ما اعتُبر “اكتتابًا غير شرعي” أدى لوصول مفتشية الدولة إلى الشركة، ليتم إقالتهما بعد أيام.

بدأ عبد المجيد فترته بانفتاح كبير على العمال والمناديب، قبل أن يشهد هذا الانفتاح منحنى تنازليًا لاحقًا.
كما شهدت الشركة في عهده ارتفاعًا مهمًا في المداخيل، ما جعل العمال يعلّقون عليه آمالًا كبيرة، من بينها:

إعادة التقدمات إلى سابق عهدها.

إطلاق تحفيزات عمالية تتماشى مع المداخيل.

تفعيل الودادية.

معالجة بعض الاختلالات المتراكمة.

ويُحسب له رفع الظلم عن عمال قطاع نواذيبو الذين تعرضوا للظلم من قبل إدارة ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ( حمزة اتيام ) كما يُحسب له صرف زيادة 20 ألفًا التي منحها رئيس الجمهورية لجميع عمال الدولة، وإن تأخر صرفها عن موعدها المعتاد دون تعويض ذلك التأخر.

ولا يزال تقييم فترته مفتوحًا بحكم أنه ما يزال يشغل المنصب حتى الآن.

بقلم:
محمد ولد اعلانه الملقب ( محمد غالي)
أكاديمي وكاتب صحفي
عامل بالشركة الوطنية للماء

شاهد أيضاً

وزيرة الإسكان تستقبل بعثة من البنك الدولي

استقبلت وزيرة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، الناها بنت حمدي ولد مكناس، بعثة من البنك الدولي …