
بقلوب يعتصرها الأسى، نُعي اليوم رحيل السياسي الموريتاني البارز الخليل ولد الطيب، أحد أبرز الوجوه التي طبعت المشهد السياسي الوطني خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وأحد أكثر السياسيين حضورًا وإثارة للنقاش في الساحة العمومية.
يُعد الخليل ولد الطيب أحد كوادر التيار الناصري في موريتانيا، ومن بين الأطر التي شاركت مطلع تسعينيات القرن الماضي في تأسيس الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي الداعم للرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع. وفي عام 1997 قدّم استقالته، إلى جانب مجموعة من الأطر الناصرية، ليلتحقوا بصفوف المعارضة ممثلةً في اتحاد القوى الديمقراطية بقيادة أحمد ولد داداه.
واصل الراحل مساره السياسي بالانضمام سنة 2002 إلى حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض، حيث أصبح أحد قادته البارزين، وهو ما أهّله لاحقًا لدخول البرلمان نائبًا عن الحزب.
وبعد سنوات، انتقل ولد الطيب من المعارضة إلى معسكر الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، قبل أن يصبح نائب رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية. وقد عاد اسمه إلى الواجهة بعد تنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني، إذ كان من أوائل الذين تحدثوا عن قضية المرجعية داخل الحزب، ما مثّل بداية أزمة سياسية عمّقت الخلاف بين الرئيسين السابق والحالي.
عرف الراحل بمسار سياسي متقلب أثار الكثير من الجدل؛ حسب خصومه
بينما يعتبره أنصاره سياسيًا متمرّسًا واسع التجربة، يجسد مقولة: «السياسة فن الممكن».
رحم الله الخليل ولد الطيب، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. لقد فقدت الساحة السياسية اليوم أحد أبرز رجالها وأكثرهم حضورًا وتأثيرًا.
موقع القافلة الإخباري موقع اخباري موريتاني