كانت كلمة البداية مختصرة إلى أبعد الحدود والوحيد الذي يفهم منها هو تركيز السيد الرئيس على الخطوط الحمر المقترحة في العلم وذالك يتضح جليا في ترحمه على شهداء الوطن عند بداية حديثه
أهم شيئ في الخرجة وهو هدفها الأول والأخير الإعلان عن اللجوء إلى الإستفتاء الشعبي لتمرير التعديلات التي إستعصى تمريرها عبر مجلس الشيوخ وذالك باللجوء للمادة 38 التي يرى الرئيس أنها تخوله الإستفتاء دون المرور بالمجلس الدستوري أو أي منظومة قانونية أخرى
عمد إلى توسيع الهوة بينه مع معارضيه وذالك بوصفهم بأنهم في واد وهو وأنصاره في واحد حيث يكاد يجزم أنه لاشئ يجمعه بهم وأن لكل قيمه ومقاييسه التي يقيس بها الأمور
إرتكب خطأ فادح وإن لم يكن عن قصد وهو تبسيطه لقضية وال أمخيطير ولاكنه محق في أن القضية تعني العدالة وهي الوحيدة المخولة للبت فيها
أحسن حين إعترف بأن من معوقات عدم نجاح السياحة في بلدنا هو تمسكنا بالدين وذالك في إشارة ضمنية وواضحة لأن مايحفز السواح على المجيئ هو الإنحلال الأخلاقي والحرية في ممارسة مايخالف شرع الله في هذه وفق 100%
كان يتعمد إهانة الصحفيين والإجابة على الأسئلة التي يرى أنها تصلح لميزاجه والتلاعب بالأسئلة والتغاضي عنها في بعض الأحيان التي تعكر مزاج فخامته
أهم الأسئلة التي طرحت في رأيي سؤالين ويمكن القول أنه تجاهل الرد عليهما الإثنين
الأول انه من لم يتمكن من إقناع 33 شيخ ومن أغلبيته يصعب عليه إقناع شعب بأكمله فكان جوابه باهتا ومرتبكا وبعيدا عن مستوى وأهمية السؤال
السؤال الثاني كان للهيبة وكان هو الآخر في الصميم حيث أراد أن يذكره بالتشابه الذي حصل بين إقحام النواب آنذاك لحسم المعركة لصالح العسكر وتصويت الشيوخ الحالي ضد التعديلات لكنه لم يرد حتى الإنصات للسؤال وتجاهله وحسبه من الماضي ولسان حال السائل يقول ماأشبه الأمس باليوم
ظهر الرئيس بمظهر المجنون بالعظمة والثقة الزائدة في النفس وأراد أن يختصر تاريخ بلد بأكمله في عقد من الزمن حكم هو فيه البلاد والعباد
ظهر مفصولا عن الواقع الحقيقي للبلد والغريب في الأمر انه في بعض الأحيان وكأنه لايفهم شيئا فمثلا جوابه على الأدوية المزورة وعلى مشكلة العقدويين والمهندسين والعطش في النعمة وطريق روصو كلها كانت أجوبة أقرب هي للسخرية من هي للواقع
على العموم لم يأتي السيد الرئيس بجديد ولم يخرج عن المألوف عن القادة العرب عموما وهو كونهم في واد وشؤون مواطنيهم في واد
كان حضور الأغلبية واضح للعيان وكأنهم يريدون التغطية على هزيمتهم النكرى في مجلس الشيوخ
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حاول الرئيس أن يظهر الإستقلال التام في قراراته بعيدا عن الضغوط الأجنبية وكأنه يحكم موريتانيا من كوكب خارج الأرض ومفصول عن الكون ولا ينتمي لعصبة الأمم
كان الله في عون موريتانيا
بقلم : أحمدو ولد محمد صالح