هل المعارضة ديمقراطية أم لا؟ / الأستاذ أحمدو ولد شاش (تدوينة)

filemanager(1)

إنَّ مُقتضياتِ اللعبةِ الديمقراطية تتطلَّبُ أن نكونَ ديمقراطيِّين في رُؤانا ومسلكياتنا…وهي وإن كانت منَ المستحضرات المستجلبةِ منَ الغرب ـ شأنها شأنُ الأدويةِ وغيرها ـ

إلاَّ أنَّنا قبلناها ومارسناها… ولكنَّ اللعبةَ لها قواعدُها وآليَّاتُها، وليستْ مآربَ للأفرادِ والشخوصِ وإنْ طال بهمُ الأمدُ أوِ انتهتْ أعمارُهم الافتراضيَّة. وبناءً على هذه القواعدِ وآليَّاتِها،نتقدَّمُ بجملةٍ منَ التّوصيَّاتِ نوجِزُها فيما يلي:

1) إنْ لم تُشاركْ المعارضةُ فيما هو دستوريٌّ وشرعيٌّ، فهي لاتمثل معارَضةً شرعيَّةً وديموقراطية! هي عندئذ أقْرَبُ للديكتاتورية والميكافيلية منها إلى غيرها.

2) إنَّ معارَضة ترفضُ أنْ يكونَ الشعبُ مصدرًا للسلطةِ لاغيةً عرضَ الحائطِ ما أقرَّه الشعبُ في انتخاباتٍ مجمعٍ على شفافيَّتِها وعلى قبولِ نتائِجها ـ وطنيا ودوليا ـ لا تعترِفُ ولا تُؤمِنُ بأنَّ الشَّعْبَ هو مصدرُ السلطةِ .

3) إنَّ معارَضةً تسعى جادَّةً لخلُقِ عدمِ الاسْتقرارِ ولا تعيشُ إلاَّ في الأجواءِ الموبوءةِ، هي معارضةُ انقلابيَّةٌ بامتيازٍ لاتفهمُ السياسةَ الانفتاحيَّة ولا تشْدو السِّلمَ الاجتماعِيَّ.

4) إنَّ معارَضةً لاتُشارِكُ إلاَّ بضماناتٍ مسْبَقةٍ لحصولِها على السُّلطةِ، تكونُ قد قضتْ على نفسِها بالتَّغريدِ خارِجَ المنطِقِ الديمقْراطيِّ.

5) إنَّ معارضةً لا تلتقي ولا تتفقُ إلاَّ في الشِّارع، وإنْ اجتمعتْ كانتْ طرائِقَ قِدَدًا، لا تستطيعُ تقديمَ مرشَّحٍ توافقي، لا يستغرَبُ تباكيها على السلطةِ بقدرِما يُخشى تأثيرُها على المسار الديمقراطي. لهذه الأسْبابِ أقولُ وأردِّدُها: إنَّـا مُشَارِكُون..حِفْظا لمُكْتَسَبَاتِنَا الديمقْراطِيَّةِ ومَنْعًا لأعْداءِ الوطنِ والانتهازيين.

و الله أرجو أن يسدد خطانا ويرعانا وينعم علينا بالأمن والاستقرار والتقدم.

صفحة الأستاذ أحمدو ولد شاشعلى الفيس بوك

 

شاهد أيضاً

من مذكرات الرئيس الراحل المختار ولد داداه

يقول الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله في مذكراته: “ما كان لإنشاء البنك المركزي الموريتاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *