صدر مؤخرا كتاب موريتاني جديد تحت عنوان مئوية كيفه وحدة المسار…. وقوة التنوع
وحمل تقديم للكتاب في خاتمته كلمة للدكتور الحسين ولد مدو جاء فيها
يحصل لي عظيم الشرف بالمشاركة في تقديم هذا الكتاب الذي يجسد احتفال مدينة كيفه بالذكرى المئوية لتأسيسها ويخلد الحدث .ويتجاوز البعد الحدثي الظرفي إلئ تقديم العروض العلمية الرصينة حول المدينةتأسيسا ومسارا وهو مايتقاطع بامتياز مع العنوان الذي خلدت تحته .التظاهرة وحدة المسار وقوة التنوع
نعم…قبل مائةسنة تحولت كيفه (البئر ) إلي مدينة مع انزياح طفيف في الجعرافيا أملته الديموغرافيا
كانت البئر المعطاء تتدفق ماء فأضحت موردا للسقاية يقبل عليه المنمونون وجاءت المدينة لتعكس إرادة البدو في التساكن. ولتعضد تلك الإ رادة بمتطلبات الحرية والإنعتاق فغدت قبلة لجماهير كثيرة تنشد الإستقرار والإعمار
وهكذا أقامت الساكنة من جيل التأسيس نموذجا مصغرا ل (موريتانيا التعايش) جسد الإرادة في استثمار معطي الوحدة في إطار التنوع . ونجحت في بناء رصيد” مائة سنة” من الوحدة والإنسجام وإرادة العيش المشترك في كنف التنوع وكم هو صعب تهجي القرون في اعمار المدن وفي قاموس الإعمار والإستقرار.
ساهمت تظاهرة مائوية كيفه في تعزيز ذاكرة المدينة وفي بعث الإحساس بالوحدة والتاريخ المشترك بما يحمله من معاني التواشج والوحدة والتنوع . ومكنت من تقديم عروض علمية نوعية حول تاريخ المدينة وحاضرها وإقامة معارض متميزة عكست مخطوطات ومحاظر المدينة وإنتاجها الزراعي والحرفي
وكانت التظاهرة بحق عرسا وطنيا مكن من انعاش روح المدينة ومن استضافة أبناء المدينة والعاملين الإداريين السابقين بها اللذين واكبوا نشأتها ومسيرتها وسمح بإبراز دلالات الإنعتاق والتحرر ومضامين التنوع الأخاذ والتعدد البناء الذي يستمد من المدينة قوتها وروحها
كان حلما وتحقق …. أن نحتفل بذاكرة المدينة وأن نعيش بدايات التأسيس في وحدته ووحشته وتطلعات المسار في تنوعه وتصميمه وتساكنه….وتحقق الحلم بإجماع سكان المدينةوبانتقال رواد التأسيس من ضيوف المدينةالذين سكنوها وسكنتهم وساهموا في اعمارها وتسييرها فأرادوا رد الجميل .
للذين بذلوا جهدا مكينا لإقامة هذه التظاهرة من الجمعية الحرة لشباب كيفه والجمعية الثقافية وسلطات عمومية بلدية ووجهاء وشخصيات مرجعية اخلص معاني التقدير والعرفان علي هذا الجهد المقدر .وللوالد سيد ولد بناهي خالص العرفان على الجهد المشكور في تأمين تخليد التظاهرة بطباعة هذا الكتاب الذي سيشكل زيادة على اسهامه العلمي فرصة حقيقية في تخليد الفعاليات ودعوة صادقة لتكريس روح التواصل والتلاقي على قيم المدينة المتساكن اهلها
وللأجيال القادمة والحالية …..لنواصل السير على الدرب في مدينة معتزة بتاريخها فخورة بقيمها ومجسدة لموريتانيا في جوهرها .
يذكر أن مدينة كيفه كانت قدراحتفلت سنة 2007 بمرور مائة سنة علي تأسيسها