التقيت هذا الرجل بيرام ولد الداه اليوم فى المركز الوطني لأمراض القلب حيث كان يجرى بعض الفحوصات الطبية واكدت تلك الفحوصات استقرار وضعيته الصحية خاصة على مستوى القلب والشرايين فقدكانت وضعية ضغطه ونبضه طبيعية ولله الحمد
بيرام صديقى الذى أختلف معه ولا أمارس النفاق فى خلافى معه فأنا أقول له دائما صراحة مباشرة وجها لوجه إن جوهر نضاله يعجبنى لكن القشور والأساليب وطبيعة الخطاب لاتعجبنى إطلاقا نعم يجب تحرير كل الأرقاء السابقين وإعطاؤهم مكانة لائقة بهم فى وطن وقف على سواعدهم وحموه وبنوه بصدق وشجاعة لكن ضمن مصالحة وطنية داخل خيمة موريتانية يؤمن أهلها بأنه لاثالث لعجلاتها فهي تسير على عجلتى المكونة العربية والزنجية ويجب حل مشاكل العبودية لدى العرب والزنوج وإنصاف كل الموريتانيين بغض النظر عن اللون والجنس والثقافة والعرق أما تمزيق لحمة المكون العربي ببيضه وسوده او المكون الزنجي بمختلف اصوله او مسمياته او الاساءة باية طريقة للتعايش بين المكونتين فهو عمل غير وطني يتنافى مع الدعوة لقيام كيان وطني جامع مانع لكل الموريتانيين يجدون فيه حقوقهم ويقيومون فيه بواجباتهم كما أن أي نضال حقوقي وطني لايحترم ثوابت الدين والحضارة والتاريخ والمنظومة القيمية للمجتمع الموريتاني العربي الافريقي المسلم المحافظ هو نضال خارج السياق وليس جديرا بالإحترام التقيت الرجل وهوكما عهدته من اللقاء الأول قبل عقد من الزمن رجل صبور متحمل أريحي مرح وصاحب دعابة قلت له إن كل السياسيين يزورون المستشفيات فقط للتداوى من الحموضة التى تسببها لهم حدة خطاباتهم وعبثية الواقع السياسي المحلي قال لى إن صحته جيدة رغم بعض الإختلالات من حين لآخر وإنه سيهاتفنى قريبا قلت له الرؤساء عادة لايهاتفون العامة وساكون سعيدا بان اتحدث معك فى اي وقت وأبدى أسفى لأننى لم أتمكن من زيارتك طمأننى على وضعية ليلى والأطفال وانتهزت الفرصة لتعزيته ولومتأخرا بعد أن فقد اثنين من أشقائه فى الفترة الماضية الرجل كان بنفس الملامح التى عرفته بها متماسكا صبورا قويا ومرحا لاينسى أصدقاءه رغم السجن والمرض وفقد بعض أفراد الأسرة فقد ظل كما هو صابرا محتسبا مؤمنا بمايراه ويناضل فى سبيله أتمنى أن يطلق سراحه مع نائبه وأن يعانقا شمس الحرية ويعودا لأسرتيهما وينعما بالهدوء والصحة والسعادة التى يستحقانها نعم نناضل معهما وإن اختلفت الدروب والمسالك والطرق والخطابات فلن نختلف على حقنا جميعا فى كيان وطني موريتاني قوي موحد عادل متماسك مهاب لافضل لعربيه على زنجيه ولالابيضه على اسوده إلا بالتفانى فى خدمته والدفاع عنه كيان القريب فيه من قربت مودته لكل أبنائه وليس فقط لأسرته أوقبيلته أوشريحته.
من صفحة الكاتب والمدون الشهير حبيب الله ولد احمد