نبذة تاريحية عن مدينة أطار شمال البلاد

atar

تقع مدينة “أطار” على بعد خمسة أميال من مدينة آزوكي التاريخية بموريتانيا، والتي انطلقت منها دولة المرابطين وبها ضريح الإمام الحضرمي (أبو بكر بن محمد بن الحسن المرادي). وهو الزعيم الروحي للمرابطين والمستشار الأول للأمير أبو بكر بن عمر، وهي كذلك على بعد عشرة أميال من وادي حمدون مقر إمارة “آدرار” ذات التاريخ العريق في مقاومة الاحتلال بقيادة الأمير سيد أحمد ولد أحمد عيده.

وتعتبر “أطار” عاصمة ولاية آدرار التي تضم إلى جانبها مدن “شنقيط” و”ودان” و”أوجفت”، وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد وتسكنها عدة قبائل أهمها قبائل “السماسيد إدشلي” ذات الأصول المرابطية وأولاد الجعفرية وأولاد غيلان والطرشان وتيزقة، وتشتهر بواحاتها الجميلة.

بنى مدينة “أطار” من يسمون بـ”الشرفاء السماسيد” أبناء شمس الدين بن سيدي محمد بن سيدي يحي القلقمي الذين يعودون إلى نسب علي بن أبي طالب في الجزيرة العربية، وذلك في بدايات القرن الثامن الهجري (سنة 720 هـ).

وتعتبر مدينة أطار مركزا تجاريا قديما ونقطة ربط بين شمال موريتانيا وجنوبها ومركزا من المراكز العلمية الهامة، فهي تزخر بالعديد من المكتبات المشهورة مثل مكتبة سيد محمد ولد بدِّي الفقيه العالم والشاعر ومكتبة سيدي ولد خليل ومكتبة محمد بدر الدين بن عمار ومكتبة عبد الودود ولد انتهاه (الملقب بـ”أب”) ومكتبة محمد لحبيب ولد هيين.

كما تضم “أطار” في تاريخها العديد من جامعات العلوم الأصلية (علوم الفقه والقرآن الكريم والحديث والسيرة النبوية والمنطق والأدب العربي)، ومن أشهر تلك المحاظر محاظر أهل برٌّو وأهل عٌمَار وأهل خليل وأهل أحمدناه وأهل الطويلب وأهل أحمد ولدالبشير القلاوي.

وقد كان للمدينة تأثير بالغ في أغلب مراحل التاريخ الموريتاني، ففي حرب “شرببه” كان الإمام المجذوب أحد أكبر المتحمسين والداعمين لحركة الإمام ناصر الدين، ومع دخول الاستعمار كانت المدينة منطلق أغلب حركات المقاومة، وقد مر بها الشيخ ماء العينين ومنها انطلقت حركته الجهادية شمالا، وفيها قاد الأمير سيد أحمد وغيره من رجالات المدينة معارك المقاومة.

شاهد أيضاً

بشرى سارة لساكنة كيفه

بشرى سارة لساكنة كيفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *