دشن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الاثنين بمدينة نواذيبو مركز الاستشفاء للتخصصات الطبية ضمن جهود منطقة نواذيبو الحرة لتشجيع آفاق الاستثمار وإنشاء بنية تحتية تتلاءم مع معايير التطوير والعصرنة التي تتطلبها المنطقة.
وقطع رئيس الجمهورية الشريط الرمزي إيذانا ببدء عمل هذه المعلمة الصحية في مستهل زيارة يقوم بها لمدينة نواذيبو لتدشين وإعطاء إشارة انطلاق عدد من المشاريع التنموية الهامة لصالح السكان.
وتجول رئيس الجمهورية في مختلف اجنحة المركز، كما استمع إلى شروح حول إسهاماته في تقديم خدمة علاجية نوعية للمواطنين والأجانب وأعطى التعليمات بتقريب هذه الخدمة من المستفيدين وتلبية الحاجات المتزايدة لمواجهة التحديات الصحية الراهنة مع التوسع المتزايد لمدينة نواذيبو وإقبال المستثمرين على منطقتها الحرة الفتية.
ويتكون المستشفى الجديد الذي تبلغ كلفته الإجمالية ستة مليارات أوقية مقدمة من خيرية “اسنيم” على مساحة تزيد على ثمانية هكتارات، من تسعة أجنحة هي جناح الجراحة المجهز بتجهيزات كاملة ومتطورة، وجناحا للأمراض الباطنية و الحالات المستعجلة والإنعاش والأمراض النسائية والمعاينات الخارجية والأشعة والمخبر والصيدلية.
واستعرض وزير الصحة البروفسير كان بوبكر المكانة التي تبوأها قطاع الصحة في عهد رئيس الجمهورية حيث بلغت الطاقة الاستيعابية للمستشفيات أكثر من 3200 سرير بعد أن ظلت طيلة عقود من الزمن محصورة على 1400 سرير، كما بلغت التغطية الصحية أكثر من 79 في المائة في شعاع خمسة كيلومترات وتقلص مؤشر وفيات الأطفال بالثلث وتم العمل على تحسين وفيات الأمهات الذي ظل مقلقا طيلة الفترة الماضية إضافة إلى إنجاز عديد البنى التحتية الصحية والعمل على تنمية وتعزيز قدرات المصادر البشرية الطبية.
وأشار إلى أن انطلاق أشغال هذا الصرح العام “سينعكس على تقوية ودعم التوجه الاستراتيجي لهذه المنطقة يتنويع وتطوير منشآتها الصناعية والتجارية والاجتماعية والثقافية التي يتطلبها مشروع بهذا الحجم جاء ثمرة لرؤية واضحة لقائد يخدم وطنه بصدق همه بناء مجتمع متماسك ينعم بالسعادة والرقي”.
واوضح ان هذا المركز يتوفر على أجهزة متطورة هي: الرنين المغناطيسي IRM وجهاز للتصوير المحوري ( إسكانير) وراديو أشعة X وأربعة أجهزة للتصوير فوق الأمواج الصوتية وجهاز لتصوير الثدي وفرع خاص بالخدج (الأطفال الذين يولدون قبل فترة ثمانية أشهر).
وقال إن المركز ياتي ثمرة للشراكة بين موريتانيا وكوبا ويضم طاقمه الصحي خمسين كوبيا موزعين على النحو التالي: خمسة وعشرين أخصائيا في أمراض جراحة الأوعية الدموية لأول مرة والقلب والشرايين والأمراض الصدرية والأطفال والأنف والأذن والحنجرة والجراحة العامة والعصبية والتخدير والنساء والمختبر والحالات المستعجلة والتشريح والأشعة وأمراض المفاصل وجراحة العظام علاوة على 24 ممرضا وأخصائيا في صيانة الأجهزة.
وأكد الوزير ان التجهيزات الطبية لهذا المركز، الأرقى والأحدث في شبه المنطقة والعالم.
حيث يتميز الجهاز المغناطسي (irm) الذي تتوفر عليه هذه المنشأة الصحية، بمواصفات نادرة جدا على المستوى العالمي حيث لا يتوفر الا في ثلاثة أو أربعة بلدان فقط على مستوى المعمورة، نظرا لسعته الكبيرة جدا بحيث أن المدينة كلها لن تحتاج سوى لتشغيل جزء واحد من الجهاز، الذي لا تترتب على تشغيله أي أضرار للمرضى لأنه خالي من الأشعة، بالإضافة إلى أنه آخر صيحة حسب الفنيين في مجال الأجهزة المسؤولة عن هذا النوع من الفحوصات،
وعلاوة على كلفته الباهظة يحتاج هذا الجهاز إلى أعلى درجات الصيانة والمحافظة عليه نظرا لأنه حساس جدا ويتطلب إصلاحه في حالة حدوث خلل تكاليف باهظة وخبرة عالية.
وتبلغ سعة المستشفى الجديد للتخصصات الطبية 250 سريرا في الوقت الراهن وهو ما يمكن من تلبية الطلب بشكل جيد، مع أن العمل جار لتوسعته لمواكبة أي طلب في المستقبل.