هل تضع حادثة مقتل ولد بوگرن حدا “لمجموعة أعطيني” أعطيني المثيرة

واحدة من اغرب قصص القتل و”جرائم الشرف” تفتح ملف جماعات الابتزاز والفضائح في موريتانيا، وعلاقة هذه الجماعات بالشخصيات العامة والقادة السياسيين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدى التنافس بين مجموعة إثارة شعبية، وفنانين إلى خلاف عميق تمخض عن مقتل رجل في حادثة صدمت سكان العاصمة نواكشوط.

وفارق مالك ولد بوكرن -احد اشهر الناشطين في مجموعات الإثارة والابتزاز- الحياة متأثرا بطعنات قاتلة في الصدر بسلاح ابيض وجهها له أحد موظفي شركة سلطة تنظيم النقل يدعى فاضل ولد احمد زيدان وهو من اسرة فنية تقليدية ووالدته الفنانة الشهيرة عيشه بنت شيغالي رئيسة مهرجان “آردين” الذي تنظمه جمعية النساء الفنانات.

“بوكرن” بحسب مصادر متطابقة وجه كلمات قوية للموظف بعد خلاف حول تسيير المهرجان الذي تشرف والدته على تنظيمه، ليسحبه الأخير خارج مبني السلطة ويوجه له طعنات قاتلة.

وكان الضحية “مالك ولد بوكرن” مرافقا للرئيس محمد ولد عبد العزيز فى أغلب رحلاته الداخلية رفقة بعض زملائه وأبرزهم زيدان ولد أوداعه فيما عرف بـ “مجموعة أعطيني”.

و”مجموعة اعطيني” عرفت بأنها مجموعة إثارة تستعمل الشتائم من جهة، والمديح من جهة أخرى، للحصول على المال من الأشخاص وابتزازهم، وتم مرارا انتقاد اعملهم المنافية للاخلاق والقانون وطريقة ظهورهم في دائرة المقربين من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حتى عرفوا بأنهم من أكثر المدافعين عنه والمنتقدين لمعارضيه، ويعتقد أنهم حصلوا على تشجيع وتحفيزات مالية من الرئيس محمد ولد عبد العزيز وزوجته.

وتقوم المجموعة بمهاجمة الفعاليات والحفلات وتفرض بالقوة حضورها وتقوم بمعاقبة الشخصيات العامة على عدم الدفع لها بالمقابل تمتدح الاشخاص الذين يدفعون لها المال وتشيد بخصالهم مستفيدة من خبرة في حفلات الزواج والتواجد في المناسبات الاجتماعية.

الجريمة التي رصد المدونون الموريتانيون على وسائط التفاعل الاجتماعي خصوصا فيسبوك أخبارها أولا بأول، سرعان ما جذبت الانتباه وأصبحت قضية النقاش الأساسية طيلة اليوم، وسرعان ما فتحت الجريمة ابواب الجحيم على جماعات الابتزاز وعملها واساليبها غير الاخلاقية في ايتزاز الناس والوقوع في الاعراض.

وقال الإعلامي الموريتاني محمد الامين خطاري المقيم بالعاصمة الاسبانية مدريد معلقا: “أنا ضد القتل مهما كانت الدوافع لكن أعتقد أنه وفي غياب ضوابط قانونية رادعه تحمي أعراض الناس من مجموعة “زيدان أعطيني” وبعض المواقع الصفراء ستتكرر حوادث مشابهة لحادثة مقتل المرحوم ول بوكرن”.

فيما علق الصحفي الموريتاني المقيم بكندا سيد احمد ولد الطفيل قائلا: “فاضل ولد احمد زيدان خسر حياته بسبب الدفاع عن شرف أمه، و زين الدين زيدان خسر كأس العالم بنفس السبب، الدفاع عن شرف أمه”.

فيما قال المدون الاستقصائي اسحاق الفاروق: “مالك ولد بوكرن صديق زيدان ولدأوداعه الذي يرافق الرئيس في زياراته للداخل، وحسب الأنباء الأولية فإن الجاني أحد عمال سلطة التنظيم القريبة من مصحة ابن سيناء، والسبب أن المرحوم قال للجاني بأن مهرجان والتده لم يكن على المستوى وأنها ليست سخية، فما كان من عامل سلطة التنظيم إلا أن أخذ سكينا وطعنه عدة مرات حتى فارق الحياة رحمه الله”.

ونقل شهود عيان لـ آفاق ان حرم الرئيس الموريتاني كانت حاضرة في المشادة الكلامية بين القاتل والقتيل حيث اعتبر القتيل ان تقرب والدة القاتل منها يضايق مجموعته، خصوصا بعد ان قدمت إدارة مهرجان آردين هدية تتمثل في آلة “آردين” إلى حرم الرئيس الموريتاني مريم بنت أحمد الملقبة “تكبر” وذلك خلال فعاليات اختتام المهرجان الذي استمر لمدة يومين.

وطالبت مديرة المهرجان الفنانة عيشة بنت شغالي حرم الرئيس الموريتاني برعاية النسخة القادمة من هذا النشاط الموسيقي الثقافي، متحدثة عن صعوبة إقامة هذا النوع من الأنشطة دون وجود جهة راعية له، لكن ذلك على ما يبدو اثار حفيظة المجموعة التي ينتمي اليها “بوغرن” حيث اعتبرته نوعا من التقرب من الاسرة الحاكمة خصوصا انها (المجموعة) لم تشرك بشكل كبير في عائدات المهرجان”.

“بوغرن” الذي تم غسل جنازته والصلاة عليه في مسجد طلحة بن عبد الله في منطقة 24 وسط نواكشوط وورى جثمانه الثرى في مقبرة الرياض ليفتح مقتله اسئلة كبيرة في الحياة العامة الموريتانية، حول مجموعات الاثارة والشتائم والابتزاز وعلاقة هؤلاء بكواليس السلطة الحاكمة وحتى بجرائم الشرف. 

وكالات

شاهد أيضاً

سيد أحمد ولد محمد معلقا على تعيينه وزيرا

عبّر وزير التنمية الحيوانية، السيد سيد أحمد محمد، عن شكره وامتنانه لفخامة رئيس الجمهورية، السيد …