منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تتداول مواقع مشاركة الملفات والمنتديات ومنصات التورنت ما يبلغ مجموعه 90 ألف صورة و 9 آلاف فيديو مقرصنة من على تطبيق “سناب شات”، عشرة بالمئة منها على الأقل صور شخصية حميمية وجنسية. ووعد القراصنة بنشر المزيد منها تتضمن أيضا معلومات عن أصحابها. المدهش في الأمر أن هذا التطبيق طرح نفسه لمستخدميه بوصفه الحل الأكيد لعدم قرصنة الصور لأن سياسته تعتمد على محوها بعد عرضها ونقلها بعدة ثوان.
وكانت الشركة صاحبة التطبيق قد نفت في وقت لاحق تعرضها للاختراق، وألقت باللوم على المستخدمين الذين وقعوا ضحية تطبيقات خارجية تقوم بحفظ الصور والفيديوهات. فما هو هذا التطبيق وكيف حصل القراصنة على هذه الصور؟
سناب شات تطبيق منتشر على الهواتف الذكية (آيفون وأندرويد) وشهرته مبنية على خاصية التبادل “قصير العمر” للصور والفيديوهات بمعنى أن ما يتم تبادله لا يبقى له أثر في أي مكان بعد عرضه لأنه بكل بساطة لا يخزن في أي مكان، لا على الهاتف ولا على الشبكة ولا في أي خادم من الخوادم على حد زعم الشركة.
وعند إطلاقه كان أحد أهم الأسباب التي ارتكزت عليها الشركة في تسويق التطبيق أنه مناسب تماما لما يسمى “سيكستينغ” (sexting) أي تبادل الصور ذات المحتوى الجنسي بكل أمان.
ويبلغ عدد مستخدمي التطبيق 100 مليون شخص يتداولون 700 مليون صورة وفيديو ورسالة قصيرة يوميا كما أن 70 بالمئة من هؤلاء المستخدمين من الجنس اللطيف. وقيمة التطبيق السوقية وصلت إلى 10 مليارات دولار.
هل يعتبر قرصنة هذه الصور مخالفا للقانون؟
نعم فهي صور شخصية مسروقة. وتعتبر قوانين معظم الدول أن نشر أي صور وخاصة الجنسية منها دون رضاء وموافقة أصحابها أو من يظهرون على الصورة جنحة. وهناك مشاريع لقوانين في عدد من الولايات الأمريكية والمملكة المتحدة لتشديد عقوبات نشر الصور الجنسية التي تهدف للتشهير والإساءة والانتقام.
الأمر الآخر الذي قد يعقد الأمور للقراصنة أن عددا كبيرا من الصور هو لمراهقين وأطفال وهو ما يدخل قانونا في إطار عقوبات الاستغلال الجنسي للأطفال.
كيف حصل القراصنة على هذه الصور؟
هناك افتراضان يتعلقان بهذا الأمر، الأول: يلقي باللائمة على موقع تبادل الصور “فورتشان” وهو نفس الموقع الذي نشر أيضا صور المشاهير المقرصنة من حسابات “آبل” (iCloud). بيد أن معظم مستخدمي هذا الموقع ذكروا في طي تعليقاتهم اسم تطبيق آخر “سناب سيف” (SnapSave) المستخدم على هواتف أندرويد والذي يقوم بتخزين نسخ من الرسائل المتداولة على “سناب شات” دون إعلام الطرف الآخر من الرسالة. وهي نفس العملية التي يقوم بها “سناب شات” غير أن الفرق بينهما يتمثل في أن الأخير يعلم الطرف الآخر بأن نسخة من الرسالة قد تم حفظها.
الثاني: يتهم صراحة موقعا لم يظهر على الشبكة العنكبوتية إلا بضعة أشهر العام 2013. وهو موقع يستخدم نفس منهج (snapsave) في حفظ المراسلات والصور على “سناب شات” ثم عرضها بعد ذلك في ألبومات خاصة بالمستخدمين. وكان شعار هذا الموقع “لا أحد سيعرف أنك حفظت الرسالة ولا حتى سناب شات”.
من هم ضحايا هذه القرصنة؟
ملايين من مستخدمي “سناب شات” (4,6 ملايين حساب) وقعوا ضحية هذه القرصنة، فإن كنت أحد مستخدمي هذه الخدمة فربما ستكون صورك ضمن ما تم قرصنته. لكن ما لوحظ هو أن أغلبية الضحايا هم من السويديين والنرويجيين والأمريكيين. لكن من الصعوبة بمكان معرفة ما إذا كنت أحد الضحايا لأنك ستكون مضطرا لتصفح كافة المحتويات المقرصنة للتوصل إلى إجابة عن هذا السؤال.
فرانس24