لقد اجتمعت اللجنة التنفيذية لائتلاف العيش المشترك في دورة استثنائية يوم 31 مايو 2020 تحت رئاسة رئيسها الدكتور كان هاميدو بابا.
وبهذه المناسبة فإن اللجنة التنفيذية قد تطرقت أساس للنقطتين التاليتين:
– تقييم جائحة كوفيد-19 في موريتانيا والإجراءات المتبعة المصاحبة التي اتخذتها الدولة ومختلف النتائج الناجمة عن تطبيقها.
– مشروع تنظيم أيام تشاورية حول الوحدة الوطنية والتظاهرة ضد التهميش اللتين كانتا مقررتين في شهري مارس وإبريل المنصرمين والتي أجلت بسبب كوفيد-19.
بعد نقاش مستفيض حول النقطة الأولى المتعلقة بالوحدة الوطنية فإن اللجنة التنفيذية قد لاحظت باندهاش خرجة السلطات العمومية لتي أعلنت فيها بأنها تغلبت على كوفيد-19 على الأراضي موريتانيا بحيث بعثت الأمل في النفوس وتلقت التهاني من مختلف أنحاء العالم على نجاعة إستراتيجيتها التي لم تكن سوى كذبة كبيرة وخطاب متسرع وتأكيدات جوفاء.
ومع مرور الأيام أظهرت الحالة الصحية بأن الجائحة تتفاقم من حيث الانتشار على التراب الوطني ومن حيث عدد الفحوصات الإيجابية وعدد المخالطين وعدد الوفيات، ويبين التقرير السيئ وعبر النقطة الصحفية اليومية للمسؤولين عن محاربة الجائحة بأن الوضعية لم تعد كارثية فحسب بل أصبحت خارج السيطرة ومثيرة الرعب في صفوف الأسر وداخل المؤسسات وكذا على مستوى كافة القطاعات الاقتصادية.
إن التسيير الكارثي والمتذبذب من قبل السلطات العمومية إضافة إلى الغموض الكلي في توزيع المواد الغذائية على السكان الذي يستحقونها وهو ما يؤكد عدم وجود إستراتيجية واضحة وفعالة ومعروفة لمحاربة هذا المرض.
ولقد أظهرت الإجراءات المزعومة والمتخذة لفرض احترام غلق المنافذ في المناطق ذات الانتشار المجتمعي الكبير للفيروس محدودية فاعليتها، سواء تعلق الأمر بالأسواق أو النقل العمومي أو بعض الأماكن العامة، وقد لاحظ ائتلاف العيش المشترك كذلك وبكل أسف عدم التحمس للبحث عن الحالات المعلن عنها وضعف مستوى الفحوصات التي ييتم القايم بها يوميا والتكلف الرديء بالمرضى الموجودين تحت المعالجة، وفي نفس الوقت فإن مساعدة السكان المعوزين عبر توزيع المواد الغذائية – والتي تحدثنا سابقا عن عدم شفافيتها إن لم نقل محاباتها – قد تم التراجع عنها بسرعة بينما ما زالت آلاف الأسر تئن تحت وطأة الفقر والحاجة، حتى أننا لم نصل إلى الهدف المعن عنه الذي هو 30.000 أسرة والذي صاحبه صخب كبير والتي باءت بالفشل بدليل الاحتجاجات التي تبعت هذه العملية، إذ أن الكميات كانت قليلة وقد تم توزيعها بناء على معيار الزبونية.
وعلى المستوى التربوي فإن مشروع التدريس عن بعد عبر الإذاعة والتلفزة قد برهن على محدوديته يضاف إلى ذلك النقص الكبير في وضع رؤية للبرنامج المحتمل للعودة الدراسة أو لتنظيم مختلف الامتحانات (دخول السنة الأولى وشهادة الإعدادية والباكلوريا ).
لقد برهن كل هذا بما يكفي على أن السلطات العمومية بعيدة كل البعد عن رسم إستراتيجية فعالة ولا تعدو كونها تسير منفردة في تسيير يومي مخجل وسياسة محاربة محدودة النظر خاصة بالنسبة لمن لا يعرفون تفادي الصعاب.
والأسوأ من هذا كله أن الأمن الذي كان من المفروض أن يوفره الجيش على الحدود وخاصة الجنوبية منها بدأ يثير القلق حيث أن الحادث المأساوي الذي راح ضحيته عباس جالو ليلة 28 مايو 2020 في ويندين بمقاطعة امباني والذي قتل على يد جندي يشكل مثالا حزينا على ذلك وتجدر الإشارة هنا على أن ائتلاف العيش المشترك ليدين وبشدة هذه الجريمة وتطالب بالتوقيف المباشر للمسؤول عنها والقيام بتحقيق موضوعي يعيد لكل ذي حق حقه وبهذه المناسبة فإن ائتلاف العيش المشترك سيقوم بكل ما بوسعه لدعم أسرة المرحوم ماديا ومعنويا من أجل خلق مجموعة دفاع ولجنة دعم وذلك لكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث متقبلا.
إن ائتلاف العيش المشترك قلق أكثر فأكثر من للنقص الكبير في النتائج المزعومة للإستراتيجية المتبعة من قبل السلطات العمومية التي اندفعت وبسرعة في محاربة هذه الجائحة فإن الائتلاف ومساهمة منه في المجهود الوطني قد قام بحملة مساعدة للمحتاجين في انواكشوط وفي الداخل عبر نشاطات تحسيسية وتوزيع سلات غذائية كما أنه وفر مخزونا كبي من السلات الغذائية التي كان سيسلمها للدولة ولكن ومع تأخر هذه الأخيرة في استلامها فإن لجنة مكافحة كوفيد-19 التابعة لائتلاف العيش المشترك قد قامت بتوزيعها عبر فرقها الخاصة بهذه المهمة.
إن ائتلاف العيش المشترك ليهنئ هذه الفرق التي قامت بالمهمة بكل شجاعة وتفان كما تهنئ وتشكر كافة المناضلين والمناصرين في الداخل وفي الخارج على مساهماتهم القيمة.
إن ائتلاف العيش المشترك ونظرا للتفاقم المتزايد للجائحة يأخذ على نفسه العهد بتكثيف حملة جمع الأموال والمواد وبأن يقف إلى جانب المحتاجين حسب وسائله المتاحة وبأن يتابع بإذن الله هذا الجهد إلى غاية القضاء النهائي على هذا المرض.
إن ائتلاف العيش المشترك يلاحظ وكما هو الحال لكل الموريتانيين الفشل الذريع للإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية لمحاربة كوفيد-19 يطلب من الدولة استخلاص العبر من هذا الفشل ووضع إستراتيجية واضحة وفعالة ومتشاور عليها تأخذ في الحسبان ومن بين أمور أخرى ما يلي:
– الاحترام التام لإجراءات العزل
– تعميم توزيع السلات الغذائية والصحية وبدون مجاملة على المحتاجين في انواكشوط وفي داخل البلد
– عودة المواطنين الموريتانيين الراغبين في العودة عبر الرحلات الجوية مع الاحترام التام للإجراءات الصحية المطلوبة.
– الفتح المؤقت للجدود البرية مع تحديد نقاط العبور الإجبارية
– تذكير قوات الأمن بواجبهم في حماية الحدود دون تجاوزات.
وأخيرا وفيما يتعلق بالنقطة الثانية فإن اللجنة التنفيذية لائتلاف العيش المشترك تؤكد رغبتها في تنظيم أيام تشاورية حول الوحدة الوطنية وتظاهر ضد التهميش في الداخل وفي في البلدان التي توجد بها جالية موريتانية وسيعلن عن تواريخ الأيام التشاورية والتظاهر للرأي العام عندما تسمح الوضعية بذلك.
انواكشوط بتاريخ فاتح يونيو 2020
اللجنة التنفيذية