كانت مدينة تيشيت الموريتانية المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية، على مدى ثمانية عقود محطة رئيسية للقوافل التجارية العابرة للصحراء إلا أنها تشهد راهنا تراجعا كبيرا.
على الطريق الرملي المؤدي إليها بعض الأعمدة الحمراء و البيضاء وثمة أيضا آثار لإطارات آليات تختفي مع هبوب رياح رملية.
لكن لا علامات أو إشارات أخرى على الطريق الممتد على 200 كيلومتر والمؤدي إلى المدينة الواقعة على تلة في صحراء وسط البلاد انطلاقا من تيجيكجة
السيارات قليلة على هذا الطريق. “قد يمر شهر من دون أن تأتي أي سيارة”. حسب السكان
وتقع المدينة على تلة صغيرة في وسط صحراء من الصخور السوداء، وتتألف من منازل حجرية رمادية بهندسة فريدة من نوعها تنتشر في شوارع رملية.
ويبلغ عدد سكان تيشيت مايقارب 3000 إلا أن المدينة تشهد تراجعا كبيرا
بين القرنين الحادي عشر والتاسع عشر كانت المدينة محطة رئيسية في الصحراء. فكانت قوافل الجمال الآتية من المغرب تتوقف فيها لبضعة أيام قبل أن تكمل طريقها باتجاه تمبكتو ونهر النيجر.
فقد انتهت أيام التجارة المزدهرة. فتأتي شاحنة واحدة شهريا إلى المدينة ناقلة الأرز والذرة البيضاء و المعكرونة للتجار المحليين وتعود محملة الملح من سبخة مجاورة لا تزال تعمل.
وانتهى أيضا زمن رالي باريس-دكار الذي أقام محطة في تيشيت حاملا قوافل أخرى مؤلفة من رياضيين وصحافيين وسياح.
حيث نقل الرالي العام 2009 إلى أميركا الجنوبية بسبب تدهور الوضع الأمني وممارسات الجهاديين في الصحراء. وقد اختفى المدرج. الذي كانو يستعملون في المدينة
وولى أيضا زمن الفكر. فقد كانت تيشيت على مدى قرون مركزا للثقافة الإسلامية. وبقي من تلك لفترة أبنية أدرجتها اليونسكو والحكومة على قائمة التراث ومخطوطات قديمة اصفرت صفحاتها.
وهذه المخطوطات موجودة لدى أفراد وهي عرضة للغبار والرياح. وقد أسس ناد لحفظها قبل حوالى عشرين سنة من قبل مدير الثانوية المحلية محمدو احمدو فيما خصص منزل لحفظ الكتب لقديمة. لكن لا تتوافر الوسائل للمحافظة عليها.
وبسبب عزلتها، المعيشة فيها مكلفة فيما يواجه السكان صعوبة في الانتقال إلى تيجيكة عاصمة الولاية للعلاج في حال إصابتهم بمكروه. فالمدينة “نحتاج إلى طريق”.معبد
وفي تيشيت، مستشفى يوفر الاسعافات الأولية وفيها أيضا سيارة إسعاف “وهي من بين ست سيارات موجودة في تيشيت” في المدينة حسب السكان
ولا يزال بعض السياح يمرون لكن أقل بكثير بعدما أصدرت فرنسا منذ العام 2019 نصائح بتجنب السفر في المنطقة.
أما أزقة المدينة فمقفرة في غالب الأحيان باستثناء أطفال يلعبون ويهرولون أو مسنين يشربون الشاي وهم يتبادلون أطراف الحديث.