
في زمن عزّت فيه النماذج التي تجمع بين التواضع والمروءة والإخلاص، يبرز اسم النائب حدمين ولد الغزواني بوصفه واحدًا من أولئك الذين يمشون بين الناس بقلب مفتوح وضمير نقي، فيجمعون القلوب قبل الأصوات، ويغرسون الاحترام في النفوس من دون ضجيج.
عند الحديث عن شخصية بحجمه، فإن المساحة تضيق مهما اتسعت، أمام سعة خصاله النبيلة: صدقه الذي لا يعتريه زيف، وتواضعه الجم، وتدينه الصادق، وقربه من الناس جميعاً، دون تمييز أو تكلف. تلك – لعمري – شمائل لا يُخشى على من اجتمعت فيه، بل تزكيه وترفع قدره بين الناس.
لقد جمعتنا به الطفولة، ورافقنا في دروب المراهقة، وشاركنا محطات متعددة من مسيرة الحياة، كان خلالها جسرًا تنساب عبره القيم النبيلة لمجتمعه، فيتلقفها الآخرون بنعومة فعله وصدق قوله.
وحين قرر ولوج عالم السياسة، وانتُخب نائباً عن مقاطعة بومديد، لم يكن ممثلاً لها فحسب، بل كان ذراع خير امتدت لتصل إلى خارج حدود المقاطعة، متجاوزة حدود الولاية، نحو كل من يحتاج دعماً أو سنداً.
ولأنه استثناء في كل شيء، لم يسلم من ألسنة بعض مرضى القلوب، الذين ما فتئوا يحاولون تشويه سمعته واتهامه زوراً وبهتاناً. ولكن، ما ضرَّ شمسَ الضحى في الأفق سطوعُها، أن يُنكِر نورَها من حُرِمَ البصر؟!
حدمين ولد الغزواني ليس مجرد نائب، بل هو صورة صادقة من صور المجتمع الأصيل، رجل يحمل همّ الناس، ويجسد في كل خطواته معنى القرب، والالتزام، والصدق.
وفي وقت تعج فيه الساحة بالتشويه المجاني، يبقى الفيصل هو التاريخ، والعمل الصادق، وشهادة من عرفوه عن قرب.
محمد غالي اعلان ولد سيدي عثمان