
في ظلّ حركة تنموية غير مسبوقة، تشق نواكشوط طريقها نحو التحوّل الحضاري عبر مشروع العصرنة الشامل الذي يلامس كل تفاصيل الحياة في العاصمة. هذا الحلم الوطني الكبير الذي انتظره المواطنون طويلاً، بدأ يتحوّل إلى واقع ملموس يغير وجه المدينة ويرسم ملامح مستقبلها.
على أرض الواقع، تتناثر مواقع البناء والعمران في كل حي وشارع، كأنها فرشاة فنان تعيد رسم لوحة العاصمة بألوان الحداثة والتطور. شبكة الطرقات تكتسي حلّة جديدة، بينما تختفي تدريجياً مشاكل الصرف الصحي التي عانت منها الأحياء لسنوات. المساحات الخضراء تزحف على الرمادية، والإنارة تضيء الشوارع ليلاً، في مشهد ينبئ بولادة جديدة للعاصمة.
الأحياء التي كانت تعاني من الإهمال تتحول اليوم إلى ورش مفتوحة، حيث تصلها لأول مرة خدمات كانت حكراً على المناطق الراقية. شبكات الطرق الحديثة تمتد كشرايين حيوية، فيما تتحول الفضاءات العامة إلى لوحات جمالية تبهج النظر وتريح النفس.
لكن هذا الحلم الكبير ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل هو أمانة في أعناقنا جميعاً. كل مواطن مدعو لأن يكون لبنة في هذا الصرح التنموي، من خلال الالتزام بحماية المرافق العامة والمحافظة على المنجزات. إنها فرصة تاريخية لنسج ذاكرة جميلة لأبنائنا وأحفادنا عن عاصمتهم التي أحبّوها.
رغم كل التحديات التي تواجه المشروع، إلا أن الإرادة الوطنية تبدو أقوى. وتيرة العمل المتسارعة، وتحسّن التنسيق بين الجهات المعنية، وتزايد وعي المواطنين بأهمية المشروع، كلها مؤشرات تبشر بولادة نواكشوط الجديدة.
في الختام، نقول إن عاصمتنا تستحق هذا الجهد وهذا الحلم. فلنكن جميعاً شركاء في كتابة هذه الصفحة المشرقة من تاريخنا الحضاري، ولنعمل معاً لجعل نواكشوط نموذجاً للعاصمة العربية الإفريقية العصرية التي تحترم هويتها وتتطلع لمستقبل زاهر.
محمد.غالي اعلان ولد سيدي عثمان