
سنحت لي فرصة ثمينة خلال مهمة عمل في مدينة النعمة، إلى استكشاف خفايا تلك المدينة العتيقة التي تختزل بين جنباتها إرثاً حضارياً عريقاً.
ولأن استنطاق تاريخ أي أمة لا يكتمل إلا بالغوص في مكونات هويتها، كان لا بد من التوقف عند عناصر تُجسِّد روحها: قبرٌ يحكي سيرة الأجداد، وكتابٌ يخلد حكمة الأسلاف، وبيتٌ يعكس أنماط العيش، وطعامٌ يمزج بين البساطة والأصالة.
وما أدهشني أنني وجدت كل هذه العناصر متجليةً في النعمة، تلك المدينة التي تتربّع على كنزٍ من التراث، كأنها لوحة زمنية رسمتها الأيام بيد الخلود. إنها شاهد حي على رقي الفعل التاريخي لهذه البلاد، حيث يتنفس الماضي بين أحجارها، ويسرد حكايات الأمجاد التي ما زالت تُلهم الحاضر.
محمد غالي إعلانه ولد سيدي عثمان