
نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية – مبدأ مساء السبت 19 أبريل 2025، بمقره في نواكشوط، طاولة مستديرة حول موضوع: “الهجرة غير النظامية: الأبعاد والانعكاسات”.
وخلال الندوة، قدّم الدكتور الزين ولد سيدي ولد بناهي ورقة علمية تناول فيها الأبعاد الهيكلية والتنموية لهذه الظاهرة المتفاقمة، مشددًا على أن الهجرة غير النظامية ليست مجرد تحرك عشوائي، بل تعكس اختلالًا عميقًا في السياسات التنموية والاجتماعية. ودعا إلى اعتماد مصطلح “الهجرة غير النظامية” بدلًا من “غير الشرعية”، لما يحمله من دقة واعتبار حقوقي وإنساني.
وأشار ولد بناهي إلى أن موريتانيا تحوّلت، بفعل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية في بلدان غرب إفريقيا من جهة، والسياسات الأوروبية من جهة أخرى، إلى دولة عبور واستقبال في آن واحد، وهو ما أدى إلى ضغوط متزايدة على البنية الأمنية والخدماتية، خاصة في ظل تزايد أعداد المهاجرين القادمين من دول الجوار.
وانتقد المحاضر الاكتفاء بالمقاربة الأمنية، معتبرًا أنها فشلت في الحد من الظاهرة، بل ساهمت في دفع المهاجرين إلى سلوك طرق أكثر خطورة، ما أدى إلى كوارث إنسانية كبيرة.
وفي المقابل، دعا إلى تبني مقاربة تنموية شاملة ترتكز على خلق فرص اقتصادية محلية، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد، ودعم الفئات الهشة، مع أهمية إشراك المجتمع المدني والإعلام في جهود التوعية والتحسيس. كما أشاد بالشراكة بين موريتانيا وإسبانيا، معتبرًا إياها نموذجًا يمكن تعميمه، خاصة في مجال دعم وتنمية المناطق المعرضة للهجرة.
وفي ختام مداخلته، شدد الدكتور الزين ولد سيدي ولد بناهي على أن الهجرة غير النظامية تمثل تحديًا وطنيًا وإقليميًا، يتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول الأمنية المؤقتة نحو سياسات تنموية منصفة وشراكات دولية مسؤولة، تعالج الأسباب العميقة وتضمن كرامة الإنسان.



