
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلنت مجموعة “فاغنر” الروسية اليوم الجمعة انسحابها الكامل من مالي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمليات العسكرية التي زعمت أنها “قضت خلالها على آلاف الإرهابيين” واستعادت مدنًا استراتيجية مثل غاو وتمبكتو وكيدال.
وفي بيان بثته على قناتها في “تليغرام”، أكدت “فاغنر” انتهاء مهمتها، دون تقديم أي تبرير واضح لهذا القرار، في وقت تعيش فيه مالي وضعًا أمنيًا بالغ التوتر، مع وصول هجمات جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” إلى مشارف العاصمة باماكو.
وقالت المجموعة إنها قاتلت “جنبا إلى جنب مع الشعب المالي”، وساهمت في بناء “جيش قوي”، فيما أكدت تقارير سابقة أن مالي كانت تدفع لفاغنر نحو 10 ملايين يورو شهريًا مقابل خدماتها.
لكن الواقع الميداني بدا أكثر تعقيدًا، حيث كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز عن خسائر فادحة تكبدتها “فاغنر” في معركة ضد مقاتلي أزواد قرب الحدود الجزائرية في يوليو 2024، مما أضر بـ”مكانتها ومصداقيتها” داخل البلاد.
ورغم أن الحكومة المالية لم تُعلّق حتى الآن على هذا الانسحاب المفاجئ، إلا أن التوقيت يطرح علامات استفهام كبرى حول مستقبل الأمن في البلاد، وسط فراغ محتمل في مشهد القوة والمواجهة.
الانسحاب يُعد أول إعلان رسمي عن مغادرة فاغنر لإحدى ساحاتها الإفريقية منذ مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين العام الماضي، ما يفتح الباب أمام تحولات جيوسياسية وأمنية غير مسبوقة في المنطقة.
منصة القافلة