أعلنت شركة فيسبوك، التي تشرف على الموقع الاجتماعي الشهير، أنها ستسمح للمزيد من مواقع الإنترنت والخدمات الإلكترونية بالانضمام إلى مشروعها لنطاق “البيانات المجانية للهواتف المحمولة” بعنوان إنترنت دوت أورغ.
وجاء هذا الإعلان بعد ردة فعل معارضة لهذه المبادرة.
وأشار معارضون إلى أن هذه الخطوة تقوض مبادئ حيادية الإنترنت، لأنها تمنح أفضلية للدخول إلى بعض المواقع والتطبيقات على حساب أخرى.
لكن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ قال إنه “ليس من الممكن توفير الإنترنت بالكامل مجانا”.
وأوضح في مقطع مصور بث على منصة إنترنت دوت أورغ أن “الأمر يتكلف عشرات المليارات من الدولارات سنويا لإدارة الإنترنت، ولا يمكن لشركة مشغلة تحمل هذه التكلفة إذا كان كل شيء مجانيا”.
وأضاف: “لكنه من الممكن تأسيس خدمات أساسية مجانية أكثر بساطة، واستخدام بيانات أقل والعمل على جميع الهواتف الرخيصة الثمن”.
وأشار أحد المتطوعين في حملة حالية معنية بالدفاع عن حيادية الإنترنت ويقيم في العاصمة الهندية نيودلهي إلى أن الاحتجاجات ستتواصل على هذا المشروع من فيسبوك.
وتسمح منصة إنترنت دوت أورغ للمشتركين من شبكات الهواتف الشريكة استخدام عدد محدود من خدمات الإنترنت دون مصاريف إضافية.
وتشترك شركات تشغيل الشبكات في هذه المنصة لأنها تعتقد أن المستخدمين سيدفعون مقابلا مادياغ نظير توسيع الدخول إلى الإنترنت بمجرد أن تتاح لهم الفرصة لتجربة المحتوى المجاني المعروض.
ومنذ عام 2014، أطلق المشروع في كل من زامبيا والهند وكولومبيا وغواتيمالا وتنزانيا وكينيا وغانا والفلبين وإندونيسيا.
وللدخول إلى هذه الخدمة، يجب على المستخدمين استخدام تطبيقات اندرويد محددة، وموقع إنترنت دوت أورغ وتطبيق اندرويد الخاص بفيسبوك أو متصفح اوبرا ميني.
وحتى الآن، يقتصر هذا المشروع بالفعل على بضع عشرات من الخدمات في كل بلد.
وتضم هذه الخدمات موسوعة ويكيبيديا وموقع “حقائق من أجل الحياة” المعني بالصحة والذي يديره صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، وموقع بي بي سي الإخباري وفيسبوك وموقع “اكيو ويثر” لأحوال الطقس ومجموعة مختارة من شبكات تقديم الأخبار المحلية ونتائج الألعاب الرياضية.
لكن هذا المشروع سيوسع للسماح لمطورين آخرين بالانضمام لما يطلق عليه منصة إنترنت دوت أورغ.
ومن أجل الاشتراك في هذا المنصة، يجب تلبية ثلاثة معايير:
- لا ينبغي أن تكون المحتويات مليئة بالبيانات، ويحظر تداول ملفات الفيديو والصور العالية الوضوح وملفات الصوت المسجلة عبر الإنترنت، والأحاديث المسجلة بالفيديو
- يجب أن يتاح تشغيل المحتوى على هواتف أرخص ثمنا، وكذلك الهواتف الذكية التي تتمتع بإمكانات قوية، ولضمان تحقيق ذلك، فإنه لا يسمح باستخدام لغة جافا سكريبت أو بروتوكول اتصالات “اتش تي تي بي اس” الآمنة وغيرها من المنتجات عبر الإنترنت.
- يجب على المطورين تشجيع اكتشاف الإنترنت على النطاق الأوسع إن أمكن لتشجيع المستخدمين على الدفع في نهاية المطاف من أجل الدخول إلى هذه المنصة.
وقال زوكربيرغ إنه بالرغم من أن هذه البنود ستقيد الاشتراك في المنصة، فإنه لا ينبغي على الناس منع الآخرين من استخدام الإنترنت من أجل الدفاع عن “فكرة متطرفة للحيادية”.
وتساءل: “هل نحن مجتمع يقدر الناس ويعمل على تحسين حياة الناس أكثر من أي شيء آخر، أم أننا مجتمع يضع النقاء الفكري للتكنولوجيا فوق احتياجات الناس؟”
لكن نيخيل باهوا أحد المتطوعين من حملة “أنقذوا الإنترنت” أكد أن الحملة لا تزال تعارض هذه المنصة.
وقال باهوا:”بسبب الجانب التنافسي (لمنصة) إنترنت دوت أورغ، فإنني سأشعر – إذا كان منافسي موجودا على هذه المنصة – بأنه مجبر على أن أكون عليها أيضا”.
وأضاف: “وجميع هذه البيانات ستكون متاحة لفيسبوك، وبسبب غياب (أنظمة بروتوكول الإنترنت) اتش تي تي بي اس، فإن هذه البيانات يمكن أن تتجسس عليها شركات الاتصالات والحكومات”.
وأكدت فيسبوك أنه سيكون بإمكانها تتبع نشاط المستخدمين عبر الإنترنت.
وقال كريس دانيلز، نائب رئيس قسم المنتجات في فيسبوك في تصريح لصحيفة “هندوستان تايمز”: “نعم، نعلم بالفعل المحتويات التي يدخل عليها المستخدمون، لدينا بالفعل بعض من هذه المعلومات، لكنها جميعا تخضع للسياسات النموذجية لفيسبوك المتعلقة بالبيانات”