أدت الأمطار التي تساقطت مساء أمس على العاصمة انواكشوط إلى انتشار كبير لبرك المياه في أحيائها وإغلاق بعض الشوارع والتسبب في زحمة مرور خانقة في الأحياء الوسطى للمدينة.
واشتكى رواد الشبكات الاجتماعية من “تكرر” هذه المشاهد بعد كل أمطار تهطل على العاصمة.
ونشر مغردون صورا تظهر انتشارا كبيرا للمياه في العاصمة، وبدت السيارات غير قادرة أحيانا على عبور الشوارع بسبب البرك، بينما أظهرت عدة صور السيارات وهي تمخر في برك كبيرة في بعض شوارع نواكشوط.
انواكشوط مهددة بالغرق
في سنة 2011 كلفت الحكومة الموريتانية شركة هولندية بإعداد دراسة حول التأثيرات البيئية على العاصمة، وخلصت الدراسة إلى أن عددا من الأحياء ستغرق نهائيا بحلول 2020.
شاهد الفيديو
https://youtu.be/vbbTJlqQTcQ
وحذرت الدراسة من أن العاصمة ستغرق بشكل كامل سنة 2050 إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات للحد من ارتفاع منسوب المياه وتشييد حاجز بينها وبين المحيط الأطلسي.
ويصنف البنك الدولي نواكشوط من بين عشر مدن عالمية ستتضرر بشكل كبير من تأثيرات الاحتباس الحراري.
وكل ما كان يحول بين العاصمة والمحيط الأطلسي الذي بنيت على ضفافه أحزمة رملية استنزفتها أعمال البناء المستمرة منذ حوالي ستة عقود.
وخلصت الدراسة الهولندية إلى أن أي ارتفاع لمستوى مياه الأطلسي قد ينجم عنه غرق جزئي أو كامل للعاصمة.
وحتى الآن، ما زالت المدينة لا تتوفر على شبكة صرف صحي للتخلص من المياه العادمة، وصرف مياه الأمطار.
التحرك الحكومي
بدأت الحكومة الموريتانية في التوسيع الأفقي للعاصمة، وخططت أحياء جديدة بعيدة عن النواحي الجنوبية والغربية المهددة بشكل أكبر بالغرق.
وطرحت الحكومة مشروعا لبناء و إعادة تشكيل الحاجز الرملي الذي يحول بين المدينة والمحيط الأطلسي.
لكن مطالب السكان تلح على شروع الحكومة في بناء شبكة صرف صحي. وسبق أن قال الرئيس محمد ولد عبد العزيز إن الدولة تباحثت في الموضوع مع شركة صينية، لكن المشروع كان باهظ التكلفة، وهو ما حال دون الشروع فيه.