باحث موريتاني يحصد جائزة البحث في الدراسات الإفريقية بواشنطن

570

أعلن في واشنطن عن حصول الباحث الموريتانـي الدكتور سيدي أحمد الأمير على جائزة الدراسات الإفريقية التي تقدمها “الجمعية الإفريقية للدراسات” بواشنطن مناصفةٌ مع الباحث الآمريكي البروفيسور تشارلز جيم ستيوارت من جامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة الأمريكية.

و تُعطى جائزة الدراسات الإفريقية كل سنتين لأجود كتاب بحثي في مجال الفهارس والتآليف، وهـو ما أهـل الباحثان للحصول عليها في دورتها الحالية عن النسخة الإنجليزية من كتابهما المشترك: “المؤلفات في موريتانيا والصحراء الغربية/The Writings of Mauritania and the Western Sahara “، والتي صدرت في مجلدين سنة 2015 عن مطبعة بريل بهولندا.

يجمـع كتاب “المؤلفات في موريتانيا والصحراء الغربية” ما يزيـد على 10 آلاف كتاب لأكثــر من 1800 مؤلف وهــو يتوغل عبر الزمــن لدراسة ما يفوق الــ3 قرون من حياة المجتمعات البدوية التي لـم تخضــع لسلطة الدولة المركزية و إنما كانت سلطـة الكلمـة هي التي تنظـم الحياة داخلها.

ويقدم كتاب “المؤلفات في موريتانيا والصحراء الغربية” نظــرة ثاقبـة للعلاقات المعقـدة والتقاليد العلمية في مجتمعات الصحراء، وهــو يرصــد الروافد والملامح الفكرية للمحظرة الشنقيطية باعتبارها المرجــع الأساس للتآليف التي درس الكتاب فهارسها، فبفضل تميز المنهج التربوي للمحاظر وحيوية نظامها التعليمي وانتشارها الأفقي والعمودي في منطقة الدراسـة فقــد تركت كما غزيرا في الإنتاج التأليفي.

الياحث الدكتور سيدي أحمد الأمير

الياحث الدكتور سيدي أحمد الأمير

وقد وجد الباحث تشارلز جيم ستيوارت، الأستاذ الفخري، بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين والباحث الزائر في معهد دراسات الفكر الإسلامي في أفريقيا، بجامعة نورث وسترن، نفسه مندهشا أمام الثقافــة العالمية العالية التي عرفتها المجموعة الموريتانية وشعوب الصحراء فعمل على تطويــر أول نظام لفهرسة المخطوطات العربية ثنائية اللغة في غرب أفريقيا، وشاركــه في هذا الاهتمام والجهــد البحثي الباحث والمؤرخ الموريتاني الدكتور سيد أحمد ولد أحمد سالم الأميـر، الأستاذ بجامعـة انواكشوط ورئيس قســم وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الجزيرة للدراسات بالدوحة.

وقد عمل الباحثان على دراسة الإنتاج الثقافي المكتوب خارج البيئات الحضرية؛ حيث ظلت الفكرة المسيطرة على أذهان الدارسين تربط بين صناعة التأليف وبين التحضر، قبــل أن تأتي هذه الدراسة لتبين أن المحظرة الموريتانية وضعت حدا لهذا الافتراض حيث أكدت أن البداوة ليست نقيض التأليف. ومن ضمن التصانيف الواردة في هذا العمل البيبلوغرافي تم ذكـر أكثر من 1800 عمل أدبي مكتوب اللغـة العربية الفصيحة أو باللهجة الحسانية المحكية في المنطقة.

وعلى العموم فإن المادة التأليفية الغزيرة التي رجع إليها الباحثان أكدت على ضرورة وضع خرائط ثقافة وفكرية في المنطقة بحيث توثق لظهور ثقافة أدبية إسلامية مستقلة في هذا الجزء من إفريقيا

شاهد أيضاً

تساقطات مطرية تنبئ بموسم خريف سابق لأوانه

تساقطات مطرية تنبئ بموسم خريف سابق لأوانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *