نظم الشاعر الحساني الشهير محمد يحي ولد امصيدف قصيدة شعر ملحون بعنوان “حد امعارض”، حاول من خلالها أن يضع خارطة طريق للمعارضة الجادة، التي تسعى ـحسب رأيه ـ للمصلحة العليا لوطن.
و قد أكد امصيديف في “طلعته الحسانية” التي أشاد بها النقاد أنه من الضرورة لمن يتخذ قراراً بمعارضة النظام أن يدرك بادىء أمره، السبب الذي من أجله قرر المعارضة، و حقيقة من يعارض، و دوافعه لذلك.
و حض ولد امصيديف في قصيدته القوى المعارضة على ضرورة خلق خطاب سياسي مقنع و مؤثر في الرأي العام. و عرّض الشاعر المعارض ولد امصيديف بمن لا يقوون على المعارضة الجادة لعروهم من مبادئها و تضحياتها، و لماضيهم المخالف لما يدْعون أنهم عليه اليوم، و لافتقارهم للكاريزما و القبول الجماهيري، و عجزهم عن الحصول على شعبية يوجهونها لما فيه مصلحة البلاد، و عدم توفرهم علي امكانيات مادية يمكنها أن تكون عوناً للعمل النضالي، و رغم ذلك فقد التحقوا بالمعارضة فقدّمتهم في طلائعها، فخانوها وطعنوها من الخلف و أضمروا لها العداوة.
و انتقد الشاعر ولد امصيديف في قصيدته نظام ولد عبد العزيز الذي وصفه بأنه أتى على الأخضر و اليابس و احتال على خيرات شعبه ، وصال و جال في الفساد الاقتصادي و السياسي و الإداري، و جافى القيم و الأخلاق، و اعتبره مجرد قائد عصابة تحتل الدولة و تتقاسم بينها امتيازات غير مستحقة، و قد جعلت منها دولة فقيرة رغم غناها الطبيعي. و اعتبر ولد امصيدف أن من يريد طريق معارضة من هذه مواصفاته فإنه الآن يتحدد وقتها و مكانها.
و اعتبر ولد امصيديف أن طريق المعارضة الصحيحة في فتح المجال للشباب للثورة على الظلم و الاستبداد.. و اعتبر أن من مواصفات المعارضة الجادة تبني خطاب سياسي صريح، يشرح حال البلاد و واقعها، و أن لا يتسم الخطاب بالرمز و التلويح و الإيحاء و المواربة.
و أضاف ولد امصيديف أن الطريق السالكة للمعارضة الصحيحة لا تتبنى مصالحة و محاورة نظام هذه مواصفاته، معتبرا أنه لا مجال للحوار مع عصابة لصوص. حيث أن قطاع الطرق لا يعاملون بغير استئصال شافتهم و إخضاعهم بالقانون.
و يعتبر الشاعر محمد يحي ولد امصيديف من أبرز الشعراء الموريتانيين اللهجيين، و تتوجه قصائده في الآونة الأخيرة لمعارضة نظام ولد عبد العزيز و تعريته، وله في ذلك مجموعة قصائد مشهورة
شاهد الفيديو
تقدم