فعندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعاتها لتضيئ للآخرين و عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة
لكن آن يرحلو لنعيش فتلك العظمة في تجلياتها تجسدت في شخص الأمير صباح الأحمد
لا نتحدث اليوم عن رجل عادي أو شخصية عابرة أو حتى أحد رموز الأمة العربية فحسب بل عن رجل بحجم أمة
قاد مسيرة حافلة بالعطاء، منذ توليه أول مسؤولية “عمل عام” فى 1954 وهو فى الـ 25 من عمره، مرورًا بتوليه منصب أول وزير للإعلام بالكويت، ثم منصب وزير الخارجية على مدار 40 عامًا، فرئيس للوزراء خلال الفترة من 2003 إلى 2006، ثم أميرًا للكويت منذ عام 2006، وما تخلل ذلك من مناصب ومهام ومسؤوليات عديدة تولاها، لم يتوان خلالها فى خدمة وطنه وأمته والإنسانية بشكل عام، فحققت الكويت فى عهده قفزات تنموية واقتصادية فى مختلف المجالات، وأسهمت وساطاته فى حل العديد من أزمات المنطقة.والعالم
محوّلا دولة الكويت إلى مركز عالمي للعمل الإنساني وقبلة للعديد من المؤتمرات الإنسانية الإقليمية والدولية، حيث اتسمت سيرة سموه بتاريخ حافل بالعطاء، وشهد العمل الإنساني والخيري قفزة مؤسسية هائلة وانتشاراً واسعاً في مختلف أنحاء العالم، وسطرت الكويت صفحات ناصعة من الدعم المتواصل لعدة مشاريع إنسانية في كثير من بلدان العالم، وأصبحت أحد العناوين البارزة لأيادي الخير في العالم، حتى كرمته الأمم المتحدة ومنحته لقب “قائد العمل الإنساني”
رحل تاركا فراغ كبير ومحسدا واقعيا إنسان لا يستطيع أن يرى إنساناً مثله يتألم إلا ويقدم له يد المساعدة، وقائد بات يعرف بكونه أميراً حكيماً يحمل السلام للعالم، إنه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي لا يدخر جهداً لأجل نجدة طالبها على امتداد الدول العربية والإسلامية والعالم كافة، ليضرب بذلك أروع الأمثلة في البذل والعطاء، والتي أكسبت دولة الكويت السمعة الطيبة والمكانة المرموقة.
ليس هذا فحسب بل يعتبر أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم، وصاحب المكانة المرموقة ذات التقدير الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك لما يتمتع به من رؤية سياسية عميقة وحنكة جعلته رجل المصالحة، فكان الأكثر حضوراً في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، كما أنه رجل المبادرات الأول، لا يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل حل القضايا العربية، حيث يعد طرازاً فريداً من قادة العالم المتميزين الذين خلدوا أسماءهم باقتدار من خلال جهوده السياسية التي ساهمت في تحقيق السلام والاستقرار في العالم وأعماله الإنسانية التي أفادت بالخير كثيراً من الدول والشعوب المنكوبة
يتواصل ……….