شهادة في حق الرئيس الراحل المختار ولد داداه من مرافقه العسكري

«مصاريف المهمة»
—————–
من نافلة القول إن الرئيس المختار سافر كثيراً حول العالم خلال سني رئاسته، لكني وأنا مرافقه العسكري كنت في موضع يخولني أن أشهد أنه كان دائماً في أقصى درجات التقشف لنفسه وللذين تشرفوا بمرافقته خلال هذه الرحلات، حيث ما فتئ يرفع صورة موريتانيا عاليةً ويخدم القضايا العربية والأفريقية الكبرى (القضية الفلسطينية، تصفية الاستعمار في أفريقيا)، لاسيما أثناء رئاسة بلادنا لمنظمة الوحدة الأفريقية سنتي 1971 و1972.
وسواء أكانت أسفاره زيارات دولة أو زيارات عمل أو صداقة، أو حتى الرحلات الطويلة عبر العديد من البلدان للدفاع عن القضايا الرئيسية المتعلقة بتصفية الاستعمار، والتي استمرت إحداها أكثر من ثلاثين يوماً متتالية.. كان الرئيس المختار يسافر دون أي حارس أمني ودون خادم، فارضاً على نفسه دائماً، وعلى جميع الوفود التي ترافقه، نظاماً صارماً من حيث ما يسمى «مصاريف المهمة». كان هناك فقط مبلغ مالي زهيد يُعهد به إلى شخص من حاشيته المباشرة يجعل من الممكن، إذا لزم الأمر، دفع تكاليف الإقامة والتموين لأعضاء الوفد عندما لم يكن يتكفل به البلد المضيف، بالإضافة إلى الإكراميات المتواضعة التي تُقدَّم لموظفي خدمة الفنادق. وقد يتم استخدام هذا المبلغ أيضاً، من وقت لآخر، لمساعدة مواطنين مغتربين، طلاباً كانوا أم غيرهم، يواجهون مشاكل في البلدان المزورة.
وعلى أي حال كان الرئيس المختار يتأكد أن أي مبلغ أُنفق يتم تدوينه وتبريره بشكل منهجي في بيان النفقات، والذي يصدق على مطابقته بنفسه بتوقيعه الخاص، قبل إرساله إلى الخزينة العامة، مصحوباً، عند الاقتضاء، بما تبقَّى من هذه المبالغ، مقابل إبراء الذمة.
وإذا وقع أبسط تجاوز في تسيير هذه المبالغ تتم معاقبة مرتكبه بشكل منهجي من خلال رسالة إشعار رسمي موقّعة من طرف الرئيس شخصياً وموجهة إلى مرتكب هذا التصرف للمطالبة بتسديد النفقات غير المبرَّرة.
(في الصورة المختار ولد داداه والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال زايرة المختار لدولة الإمارات عام 1974.. كما يظهر فيها ولد باب أمين بزيه العسكري)

من مقال للضابط والوزير السابق الشيخ سيدي أحمد ولد باب أمين حول تجربته كمرافق عسكري للرئيس المختار

شاهد أيضاً

الحكومة_القادمة

نذكر الجميع بأن منصب الوزير الأول طيلة الخمسية القادمة سيكون من نصيب معالي الوزير سيد …