قال الله تعالى: «يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم
كان نبأ رحيل المصطفى ولد محمد محمود ولد بناهي الملقب (صدفي) مدويا جللا لم يكن وقعه هينا، فكأنما انطفأ نور الشمس، وأفل نجم عظيم ملأ نوره الدنيا،
فبرحيله فقدت ولاية لعصابة والوطن عموما أحد الرجالات المخلصين الذين جاهدوا وقدموا الكثير وأجزلوا العطاء، كان كريما ابن كرماء
أسر القلوب بدماثة خلقة ولين جانبه، وشهامته وشجاعته
وأثبت أنه من طينة الكبار بتركه لبصماته عبر العمل الدؤوب الجاد، في قطاع حساس هو قطاع الشرطة الذي خدم من خلاله المحاكم وأشرف علي حل الصعاب وقضايا المجتمع بابتسامة دائمة وروح طيبة وبشاشة يشهد بها الجميع تجسيدا لمقولة الشرطة في خدمة الشعب
اختاره الله تعالى لجواره قبل ثلاث سنوات من الآن 09/04/2018 فغاب برحيله نبراس الحياة وبقي نور آثاره ساطعا يملأ اﻷفق والوجدان.
رحل عنا والقلوب معلقة بحبه ملأى شوقا للقائه، رحل رحيل العظماء تاركا إرثا من الشجاعة والنبل ، رحل وخلف وراءه جروح لن تندمل ، فوالله إن 49 عاما كانت هي عمره مضت كلمح البصر، ملؤها المحبة والصفاء والصدق ، إلى جانب ما هو عليه من بهاء وهيبة وسكينة، وحسن خلق ونقاء سريرة وصدق . كان – رحمه الله – كريما سمحا جميل العبارة طيب المعشر، أمينا مخلصا، ولئن غاب نجمه فلن يغيب ذكره وسيرته الحسنة في الناس،
رحلت… ولكن ستبقى صورتك وذكراك ملازمتين لنا للأبد… فإن غبت عن الأعين فلن تنساك الأنفس فمهما طال الزمان أو قصر فلن ننساك للأبد، فقد غمرتنا في بحر تسامحك وأخلاقك النبيلة
ففقدك أوجد جرح في الفؤاد لن يندمل فالقلب يعتصره الألم والعين على الفراق تدمع لكننا نهتدي بالقرآن الكريم الذي يربي النفس على الصبر والتأسي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ويرشدنا للرجوع إلى الله على كل حال: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
اسأل الله أن يجمعنا في الجنة ،
يوم ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
اللهم اخلف له عمره بالجنة و اجعل في قبره الضياء والنور والفسحة والسرور والكرامة والحبور والمسك والكافور والولدان والحور ،
وانقله اللهم من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلح منضود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة
مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
اللهم ارحمه برحمتك الواسعة التي وسعت كل شيئ وحشره مع النبيين والصديقين
وارحم اهله الفاقدين له وامسح على قلوبهم بالصبر والسلون
{وإِنا لِلهِ وإِنا إِليهِ راجِعون}
بقلم / محمد غالي ولد اعلانه