كشف شهود عيان في قرية “أكني السلطان” (15 كلم من مدينة الطينطان)، وفي مدينة الطنيطان، عن روايتهم للحادث الذي أودى بحياة ولد عبد العزيز، والشيخ عمر انجاي، وأصاب الثلاثة الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأكد أحد سكان أكني السلطان لوكالة الأخبار المستقلة، وكان من أول من وصل مكان الحادث، أنهم فوجؤوا بصوت مرتفع، يشبه انفجار إطار السيارة، حيث هرعوا إلى المكان، ليجدوا السيارة وقد ارتطمت بحجارة كانت على الجانب الأيسر للطريق، وهي من بقايا صيانة وتجديد طريق الطينطان كيفة.
وقال إن ارتطامها بالأحجار التي جمعتها جرافة في وقت سابق أدى لإسقاط إحدى عجلاتها بكل متعلقاتها، مشيرا إلى أنهم بعد وصولهم مكان الحديث وجدوا ركابها الخمسة على قيد الحياة، وإن كانت درجات إصابتهم متفاوتة.
وأضاف أنهم بدؤوا بأخذ المصابين – حسب درجة إصابتهم الظاهرة – إلى ظل الأشجار القريبة، قبل أن ينقلوهم إلى مستشفى مدينة الطينطان.
وقال أحد شهود العيان إن أحمد ولد عبد العزيز كان أول من تم نقله إلى مستشفى الطينطان عبر سيارة من نوع “مرسديس 200″، مملوكة لأحد سكان القرية، وتبعه الشيخ عمر انجاي في سيارة من نفس النوع.
فيما تم نقل اثين من المصابين من باص من نوع “رينو”، ونقل الخامس عبر سيارة من نوع “مرسديس 190″، مردفا أن عملية نقلهم استغرقت حوالي نصف ساعة.
وأشار شهود العيان الذين تحدثوا لوكالة الأخبار إلى أن أفرادا من الدرك وصلوا مكان الحادث بعد اكتمال عملية نقل المصابين، وكانوا عبر سيارات نقل، قبل أن تصل سيارة للدرك من نوع “تويوتا هيلكس” تحمل ثلاثة أفراد، حيث حملت أفراد الدرك، وعادت إلى الطينطان.
استقبال فاتر
شهود عيان في مدينة الطينطان، قالوا لوكالة الأخبار إن لحظة وصول ضحايا الحادث إلى مستشفى الطينطان تصادفت مع وجود ممرض وحيد في المستشفى، حيث سيطر الارتباك عليه، وبدأ في التساؤل عن طبيعة المرضى، وما إذا كانوا “من الوفد الرئاسي”.
وقال شهود العيان إن الممرض من فرط ارتباكه ترك المصابين ينزفون، وخرج إلى المحال القريبة من المستشفى من حوانيت وصيدليات لاستجلاء حقيقة الوفد الذي ينتمي إليه الأشخاص المصابون، مؤكدين أن وقع الإصابات أدى لفقده التركيز لحوالي نصف ساعة.
وأردف أنه بعد حوالي 45 دقيقة من وصول الجرحى إلى المستشفى، وصل طبيبان لإجراء الإسعافات للجرحى، حيث فارق اثنان منهما الحياة وهما؛ أحمد ولد عبد العزيز رئيس هيئة الرحمة الخيرية، والشيخ عمر انجاي الصحفي في صحيفة “لوتانتيك”.
وأضاف شهود العيان أنه وصل لاحقا (بعد حوالي ساعتين) مدير مستشفى العيون رفقة جراح مصري يعمل في مستشفى العيون، حيث بدأت إجراءات نقل الجثامين، والجرحى عبر السيارات إلى كيفة، ومنها إلى العاصمة انواكشوط عبر طائرة تابعة للأركان الجوية بالجيش الموريتاني.
وتزامنت مغادرة الطاقم الطبي للعيون، مع وصول قائد الأركان الجوية بالجيش الموريتاني العقيد محمد ولد الحريطاني، قبل أن يتقرر نقل الجثامين والجرحى إلى كيفة، وليس إلى العيون، لتتوجه الطائرة من كيفة إلى انواكشوط.
وأقيمت صلاة الجنازة ليلة البارحة في جامع ابن عباس على أحمد ولد عبد العزيز نجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والصحفي الشيخ عمر انجاي، فيما أجريت عملية ناجحة للصحفي أحمد ولد الطالب في المستشفى العسكري، ويتم علاج السائق – وهو عسكري سابق – في مستشفى كيفة عاصمة ولاية العصابة وسط البلاد.
الاخبار