صحيفة لوموند الفرنسية تنعي السوداني حسن الترابي

في عددها الصادر يوم الثلاثاء، الموافق للثامن من الشهر الحالي، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في الصفحة المخصصة للوفيات، مقالا لكريستوف اياد عن السوادني حسن الترابي، الذي توفي في الخرطوم يوم السبت الماضي عن سن تناهز 84 عاما. وحمل المقال عنوان: “حسن الترابي، المنظر الاسلامي السوداني”.
 
وفي مقدمتة اشار كريستوف اياد الى ان حسن الترابي كان في فترة “تالقه واشعاعه”، الممتدة من عام 1989 الى عام 1996، الاسود في قلب التجاذبات الحركات الاسلامية، وكان القطب الذي يتجمع حوله الجهادي اسامة بن لادن، والاخوان المسلمون المصريون، مرورا بالتونسي راشد الغنوشي، وحتى حزب الله الشيعي اللبناني. وجميع هؤلاء كانوا يأتون الى الخرطوم للمشاركة في التجمعات التي تنظمها حركته الاسلامية العالمية المعادية لاميركا، والتي كان منظرا لها.
 
واضاف كرستوف اياد قائلا بإن اراء حسن الترابي، الذي كان رجلا “لطيفا ومثقفا”، كانت تثير الاعجاب وتصدم في نفس الوقت، رغم انه اختار ان يمارس الديكتاتورية الاصولية في الفترة التي حكم فيها السودان من عام 1990 الى عام 1996.
 
واستعرض كرستوف اياد المراحل الاساسية في حياة حسن الترابي الذي ولد عام 1932 في المنطقة القريبة من الحدود الارتيرية. ولم يكن ينتمي الى من يسمون “ابناء البلاد” الذين ينتمون الى وادي النيل، شمال الخرطوم، والذين كان لهم تأثير كبير على الحياة السياسية في البلاد. وبعد تخرجه من جامعة الخرطوم عام1955، وكان ذلك قبل عام واحد من حصول السودان على استقلاله، انطلق الى لندن لمواصلة دراسته وفيها مكث حتى عام 1959. بعدها انتقل الى باريس لينتسب الى جامعة السربون ومنها حصل على شهادة في الحقوق.
 
وفي عام 1964 عاد الى بلاده ليتزوج من امراة من عائلة المهدي المشهورة بعراقتها الدينية والسياسية. وبسبب نشاطاته ضمن حركة الاخوان المسلمين، قام نظام جعفر النميري بسجن حسن الترابي وذلك عام 1969. وفي نهاية السبعينات تمت المصالحة بين الجنرال والزعيم الاصولي الذي سمح له بتطبيق الشريعة الإسلامية 
 
 
وبموجبها اصبح المخالفون لها يعاقبون في الساحة الساحات العامة كل يوم جمعة بحضور جمهور غفير. وفي هذه الفترة، استعرت الحرب الاهلية من جديد، وتمرد اهالي الجنوب المسيحيون على الحكم المركزي بزعامة ضابط شاب يدعى جون قرنق. وفي عام 1985 انهار نظام النميري تحت ضغط الانتفاضات الشعبية، غير ان حسن الترابي تمكن من الافلات من غضب الجماهير ليظهر من جديد في المشهد السياسي، حيث عينه صهره الصادق المهدي وزيرا للعدل، ثم وزيرا للشؤون الخارجية.
 
وفي عام 1989 سقطت حكومة المهدي اثر انقلاب عسكري دبرته مجموعة من الضباط الشبان بقيادة عمر البشير. ومرة اخرى، عاد حسن الترابي الى الحياة السياسية ليكون فاعلا ومؤثرا فيها من خلال رئاسته للبرلمان السوداني. غير ان عمر البشير سرعان من انقلب عليه ليرمي به في السجن بتهمة التآمر على امن الدولة. وهكذا امضى حسن الترابي السنوات الاخيرة من حياته معارضًا لنظام كان من الداعمين الاساسيين له، ومن المنظرين الفعليين لسياسته الداخلية والخارجية.

 

 

شاهد أيضاً

فتح باب التبادلات أمام المدرسين الراغبين في ذلك

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي صباح اليوم الثلاثاء عن فتح باب التبادلات أمام المدرسين …