بحثت شبكة “سي إن إن” فى تقرير لها، فى طبيعة العلاقة بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ومتمردي جبهة البوليساريو، ومدى تأثريها على العلاقات بين نواكشوط والرباط.
واستعرضت الشبكة في تقرير لها بعنوان ” موريتانيا وجبهة البوليساريو.. علاقات مستمرة تترجم اعترافًا رسميًا خجولا”، جذور العلاقة بين الجانبين حيث تعترف موريتانيا رسميًا منذ عام 1984 بالجمهورية التي تعلنها البوليساريو، أي بعد خمس سنوات بعد توقيعها اتفاق سلام مع الجبهة ينهي حالة القتال بينهما وتنسحب بموجبه موريتانيا من جزء كانت تسيطر عليه في الصحراء المغربية.
وتناولت أهم ملامح تصاعد العلاقة بين الرئيس الموريتاني والبوليساريو، والتى تتمثل اللقاء الذي جمع ولد عبد العزيز بقصره الرئاسي، مع مبعوثًا خاصًا من البوليساريو، البشير مصطفى السيد، والذي يحمل منصب وزير دولة لدى الجبهة، في لقاء قال عنه هذا الأخير إنه يعكس “الروابط الأخوية الحميمية التي تجمع بين الشعبين”. كما استقبل الرئيس الموريتاني العام الماضي وزير خارجية جبهة البوليساريو، واستقبل مبعوثًا خاصا عام 2013.
ويقول الكاتب الصحفي حبيب الله ولد أحمد إن موريتانيا حاولت تبني خيار الحياد، وحاولت أن تبقي على علاقتها مع المغرب كما تبقيها مع الصحراويين”، مشيرا إلى أن جبهة البوليساريو “تتفهم تمامًا العوائق التي تحول دون فتح سفارة لها في نواكشوط، وتغلّب مصلحة العلاقة بين الشعبي على مظاهر بروتوكولية، خاصة أن افتتاح هذه السفارة سيسبّب حرجًا للسلطات الموريتانية مع المغرب، وهو فخ لا تريد البوليساريو أن تُوقع فيه موريتانيا.
من جانبه يرى محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش ان هناك أطرافًا موريتانية ترفض ما تراها محاولة مغربية لفرض أبوّة على بلادها، وأن هذه الأطراف “تحاول اللعب بورقة الصحراء وقوة العلاقات مع البوليساريو لأجل التخلّص من هذا الإرث التاريخي، ممّا قد يساهم في تباعد وجهات النظر بين موريتانيا والمغرب، لا سيما لمحورية قضية الصحراء عند المملكة المغربية