كل شيء بموريتانيا به من ديم بنت آبه حميمية!/ عبد الله ولد حرمة الله

hhhgfr

لا يكاد يستكمل اليوم غيابه، حتى تنطفئ شمعة مشرقة من رسل الموريتانيين نحو ذواتهم، وللعالم!

أعلن للتو رحيل المغفور لها ديمي بنت آبه في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، في عمر الزهور تغادر بستانا جميلا غرست به؛ وأينع ورودا جميلة وفياحة من حياة الموريتاني، العاشق، المتهج، العابد، الزاهد، الحساس.. المتعلق بتلك الفكرة الجميلة التي أعلنها يوما “أمة موريتانية” بوجدان رهيف وجائد!

بدأت المبدعة ديمي امتهانها” الفني في فيء الرفرفة الأولى لعلم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حين لحن وعزف وغنى والدها الموسوعة سيداتي ولد آبه أول نشيد وطني لجمهوريتنا!

كانت من آخر “الموضات” الفنية، أيام كان الفن يشيج ما بنفس من تذوق للجمال والتميز.. صالحت أجيال عدة كانت منبهرة أمام عواصف “الروك” و”البوب” وحتى “الرب” أن “هول البيظان” لايقبل الهزيمة، وأنه قادر على استدرار السماء بمكارمه اللصيقة لروح أبية لا تقبل الضيم.. هكذا كنا، على الأقل!

كانت أول صوت موريتاني يخالج نفوس إخوتنا بالعالم العربي، وبأفريقيا، والعالم بأسره، تنقل صورة مرهفة وجميلة عن موريتانيا كما يحلم بها راعي إينشيري وناظم إكيدي وفارس “تنيبة” و “سدار نواكشوط“.. ديمي بنت آبه احتلت حيزا وافرا من ثقافة وصورة موريتانيا عبر العالم.. مع سدوم أطال الله في عمره دونا “ربيع العشاق” في موريتانيا عبر بث الشعر العربي الحديث في أبهى حلله..

به تسامر الموريتانيون على احتضان بلقيس” نزار و “نطق حجر” درويش.. وغير بعيد بطولات شخصية الشاعر ولد أدبه الأسطورية، جمال “تكانت” وعذوبة الحياة بأوديتها تحت رحمة الرطب وعلى وثيرة من ماء رقراق.. و لد أحمد يوره و “زراكه” اللذيذ كعيش بني ديمان.. أسطورة تنيبه” وملاحمها الخالدة.. كل شيء بموريتانيا به من ديم بنت آبه حميمية.. غذتنا في التلفزيون والمذياع، تحت الخيام في الشوارع.. على شاشات التلفزيون رافعة علم موريتانيا خفاقا في محافل باتت مستعصية على دبلوماسيتنا، التي أعزي من كل قلبي لأنها فقدت عمل وفعالية عشرات السفراء في انطافئ ديم بنت آبه صباح اليوم.. ليحمل كل موريتاني في قلبه وهامته لهذا الكوكب دعاء خاشعا واحتراما دائما لديم التي أعطت ولم تستقبل منا الشيء الكثير!
نقلت في أحلك فترات “الشنق الإعلامي” لموريتانيا عبر العالم، صورة شعب أبي وثقافة تتزين بالتسامح والانفتاح، أطلقت من أعماق غرب افريقيا صوتا عربيا يصدع عبر العالم “الآبر تايد: الاستعمار!”..

غنت “معجزات الجماهير” في ديرا ياسينا و”ثورة الفتح” في فلسطين “يحميها الأباة”.. غنت للمغرب الكبير، لجمال الصحراء ونبل الحياة فيها!

لكل الموريتانيين أتقدم بالتعازي القلبية، وأهل آبه، وأحمد ولد سيداتي ولد آبه الذي أحس بحجم وقع المصاب عليه.. ليطمئن، كل الموريتانيين يحبون ديم بنت آبه ويدعون لها بالرحمة ومتعة الجنة التي كثيرا ما أبكاها “الحنين” إليها في مدحها السرمدي لخير البشرية، محمد صلى الله عليه وسلم!

ديم ملك لنا ولا لغيرنا.. وردة جميلة من قلعة “الأمة الموريتانية” المهابة والمطمئنة.. ليرحمها ربنا الذي في السماء وتحفظها قلوبنا مادام لها على هذا الأديم متسع!

اللهم ارحمها واغفر لها واعفوا عنها وعافيها..

إنا لله وإنا إليه راجعون

عبدالله ولد حرمة الله

أكادير، 04 يونيو 2011

 

شاهد أيضاً

تجريد منت الصادق من مهامها

جرد مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم الخميس المديرة العامة للمركزية لشراء الأدوية “كاميك” أم الفضل …