صوت الحق أقوى

IMG_201607184_025209

ما تعرضت له حنين زعبي، في الكنيست الإسرائيلي، يوم الأربعاء، من شتائم ومحاولة اعتداء، ليس جديداً ولا هو مستبعد في سياق المشهد الإسرائيلي الفاشي السائد اليوم. قبل الهجوم على زعبي بيوم، كانت الأخيرة قد وقفت بالمرصاد لقيام الكنيست بتخصيص يوم لعصابات الإيتسيل الإجرامية التي نفذت عشرات المجازر بحق الفلسطينيين وكان أبشعها مذبحة دير ياسين. زعبي طالبت بإلغاء هذا اليوم لأنه تشجيع للإرهاب، فيما أسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قناعه مجدداً عندما تفاخر بأن أعمال الإيتسيل كان لها دور مؤسس في إقامة إسرائيل، وسيكون لها موقع مميز في التاريخ.
صوت حنين زعبي في الكنيست يبقى صوت الحق ويبقى الصوت الأقوى. ولأنه صوت الحق، فقد كانت زعبي دون غيرها من قال الحقيقة في وجه الإسرائيليين ومن على منبر برلمانهم، الجنود الذين كانوا على سفينة مافي مرمرة هم قتلة، والشهداء ومن كان معهم هم ناشطون سياسيون، وجريمة مافي مرمرة تبقى الجريمة الصغيرة إذا ما قورنت بالجريمة الأكبر وهي حصار قطاع غزة.
زعبي تمثل الصوت الفلسطيني القوي بقوة الحق، والبوصلة الوطنية والقومية الصحيحة التي لا تخدعها ذبذبات الاتفاقيات الدولية ولا تعمي بصيرتها عن رؤية الواقع المعاش على الأرض. والواقع الذي رأته حنين زعبي وعبرت عنه هو استمرار جريمة الحصار والتجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تدرك زعبي، ببوصلتها القومية والوطنية، التي يعبر عنها في الداخل الفلسطيني اليوم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي قاده لسنوات قبل الخروج للمنفى القسري المفكر العربي عزمي بشارة، حجم معاناة شعبها في الأراضي المحتلة ككل، ولكن حجم المعاناة الأكبر تحت حصار قاتل يفرضه الاحتلال وتشارك في إحكامه سلطة الانقلاب في مصر، فيما تشارك السلطة في رام الله بتنسيقها الأمني مع الاحتلال في كبت أنفاس الشعب الفلسطيني وعرقلة سبل انتفاضه على الاحتلال.
الحق أقوى من الباطل، وإن طال زمن الباطل، ومثل الحق فإن صوت الحق يبقى أقوى، وهذا الصوت تمثله اليوم حنين زعبي، فيما تتعالى أصوات النشاز عندنا (في الداخل الفلسطيني)، ضدها لإسقاط صوت الحق، طمعاً في ما يلقى لها من فتات مائدة السلطة والسلطان. 

 
 

شاهد أيضاً

فعاليات وصول رئيس الجمهورية غزواني إلى كينيا

فعاليات وصول رئيس الجمهورية غزواني إلى كينيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *