جرت انتخابات 21/06/2014 وانتهت كحدث غير ذي بال بالنسبة للأغلبية الساحقة من الناخبين، عكسا لما قدمت السلطاتُ من تأكيدات غير مجدية، وما رافقها من ترضيـة مجامِــلة من قبل “اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات” التي ظلت خارج اللعبة، عاجزة بشكل مخجل، وعبثية إلى حـَــد السخافة، وبالرغم من شهادات الزور التي أدلى بها مراقبون يفتقرون، في ما يبدو، إلى فرص عمل.
وعلى الرغم من أنها جرت في غياب “منظم بإتقان” لغالبية أحزاب المعارضة الديمقراطية، وأنها استفادت بداهة من الدعم اللامشروط للقبائل، والروابط المهنية، والإدارة، والجيش، وخاصة من وسائلهم الاقتصادية والضغوط النفسية، فإن هذه الانتخابات ستبقى للأبد محفورة في ذاكرة الجميع كأقل الانتخابات شعبية وأكثرها كارثية.
ومع أنها أبعد ما يكون من المساهمة في سد العجز الديمقراطي الحقيقي والخطير لخمسيـّـة كانت بمثابة مأمورية كل المخاطر، جاءت هذه الانتخابات لتفاقم ذلك العجز ولتثير أحلك التساؤلات حول مستقبل البلاد.
إلا أن لنا أن نتساءل: ماذا يمكن أن يخبئ القدرُ لهذه الانتخابات، المزعوم أنها ديمقراطية، إذا ما علمنا أن المرشحين فيها لم يقدموا من برامج تحدد الناخبين وتــتــوزعهم ، غير الإهانات المريرة، والحقائق المزيفة، والشتائم، والتهديدات القائمة على التعصب والكراهية والعنف والعنصرية؟
فـبدلا من أن يباري بعضـُهم البعضَ، في مناظرة بينية، شكلت “الحملة” فرصة للمترشحين لتفريغ أحقادهم على كل من دعوا للمقاطعة (أحزابا وشخصيات) ممن أصبحوا، شأن المجتمع كله، ضحايا مباشرين لعَــرْض مسرحي تم أعِــداده للآخرين.
لكل هذه الأسباب، فإن التحالف الشعبي التقدمي، تمشيا مع مبادئه وخطه:
· يأسف ويدين بشدة التلاعب الماكر باللوائح وبالنتائج و كذلك نسبة المشاركة التي رتبتها “اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات” للتغطية على الفشل الذريع الذي مـُـنيت به هذه الاستحقاقات،
· يتقدم بتهانيه الحارة لكل مناضلي الحزب (التحالف الشعبي التقدمي)، ومناضلي المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، ولكل الناخبين المقاطعين على النجاح الباهر لشعار المقاطعة،
· يحذر النظام من مغبة الخطر الداهم الذي تواجهه البلاد جراء تصرفه جد المـُـشـَـخــْـصَــن في قضايا البلد، بعيدا عن كل تشاور سياسي، في ظل بيئة اقتصادية واجتماعية وأمنية مثيرة للقلق،
· يناشد كل الفاعلين، وخاصة المعارضة الديمقراطية والمجتمع المدني، إلى التحلي بمزيد من وعي المخاطر الوشيكة التي تهدد البلاد والتي يجب أن تكون سببا في المزيد من التوحد والتواضع والواقعية السياسية بغية إنقاذ الوطن الذي تحدق به المخاطر بمختلف أشكالها .
نواكشوط: 30 يونيو 2014
المكتب التنفيذي