(فيديو ) في ذكرى رحيله رحل ولد محمد فال بهدوء كما يرحل العظماء بلا ضجيج !

بعد ما أمسك جهاز الأمن قرابة عشرين عاما وهو يدير أهم أجهزة  الدولة تسنى له الإطلاع وبشكل كامل على كل أسرار البلاد ليكون بذالك صندوقها الأسود

إبان إدارته للأمن ساير نشأة  كل الحركات والتحركات التي شهدتها البلاد وتعامل بحكمة المدني العاقل والعسكري الفذ مع حراك البعثيين والناصريين وحركة افلام  والإسلاميين  وكل الحركات الأخرى  برزانة تامة جعلت الجميع يحترمه رغم الخلاف معه 

وبعد رئاسته للدولة رئيسا للمجلس العسكري وضع خاريطة طريق أخذت البلاد من خلالها مكانها بين مصاف الدول الدمقراطية 

ثم ترك الحكم ورحل بهدوء تاركا للمدنيين تسيير البلاد في خطوة زادت من احترامه داخليا وخارجيا 

عارض بشدة أنقلاب 2008 واعتبر البلاد مختطفة مطالبا بإعادتها

وبعد ما شاء الله أن يرحل عن الدنيا رحل بهدوء في أقصى حدود البلاد شمالا بعيدا عن العاصمة وضجيجها  

 

نبذة عن حياته 

المولد والنشأة:
وُلد اعلي ولد محمد فال عام 1952, وتلقى تعليمه الأولي قرب العاصمة نواكشوط (1960/1966)، قبل أن ينال شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في 1973، واختتم تعليمه الجامعي بالحصول على الإجازة في القانون من إحدى الجامعات المغربية منتصف السبعينيات.
 في الجيش:
التحق في فترة مبكرة من حياته بالمؤسسة العسكرية (نهاية الستينيات)، وشارك في حرب الصحراء التي دارت رحاها في السبعينيات بين الجيش الموريتاني وجبهة البوليساريو، كما ابتعث في عام 1973 إلى الأكاديمية العسكرية بالمغرب للحصول على تكوين في المجال العسكري.
 
وبعد الإطاحة بالمختار ولد داداه أول رئيس للبلاد في نهاية السبعينيات توطدت علاقة ولد محمد فال بعدد من الضباط الممسكين بزمام الأمور في تلك الفترة، وظل يتقلب في المناصب العسكرية بين 1979 و1985.
 
الوظائف والمسؤوليات:
عُيّن عام 1979 قائدا لفرقة الثكنة العامة بأركان الجيش الموريتاني واستمر في هذا المنصب حتى 1981، ثم عُيّن قائدا للمنطقة العسكرية السابعة بمدينة روصو في الجنوب (1982- 1983)، وقائدا للمنطقة العسكرية السادسة قرب مدينة نواكشوط (1983- 1985)، وهو الموقع الذي خول له مشاركة نسبية في الانقلاب الذي قاده ولد الطايع على الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة.
 
بعد قدوم ولد الطايع عين ولد محمد فال (1985) مديرا عاما للأمن الوطني، وهو المنصب الذي شغله عشرين سنة، وظل يحتفظ به رغم الهزات الأمنية الكثيرة.
 
انقلاب من الداخل:
قاد انقلابا على معاوية ولد الطايع في 03/08/2005 تولى إثره رئاسة البلاد إلى حين تسليمها لأول رئيس مدني منتخب هو سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في 19/04/2007.
 
بعد تسليمه للسلطة اعتزل ولد محمد فال الحياة السياسية ولم ينقل عنه أي تصريح أو موقف سياسي علني حتى بعد الانقلاب الذي قاده رفيقه السابق وغريمه اللاحق ابن عمه الجنرال محمد ولد عبد العزيز في 2008, لكن ولد محمد فال ظل مع ذلك يحتفظ بعلاقاته السياسية داخليا وخارجيا.
 
ترشحه للرئاسة 
أعلن ولد محمد فال ترشحه للرئاسة، إثر اتفاق وقع بين الفرقاء الموريتانيين بدكار في 04/06/2009، وانتقد الانقلاب، وأكد أنه عائد لمواصلة إصلاحاته التي بدأها عام 2005. 
انتقد الإنتخابات مؤكدا أنها تم تزويرها ثم قرر التحالف مع المعارضة ضد نظام ولد عبد العزي. وكان من  أكثر معارضيه تشبثا بعدم شرعيته 
شارك مع المنتدى الوطني للدمقراطية في كل تظاهراته ضد النظام مطالبا بتغييره 
قاطع الحوار الأخير الذي شهدته البلاد بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة وعارض بشدة التعديلات الدستورية المنبثقة عن الحوار  مؤكدا على عدم شرعيتها 
أجرى قبل أسابيع مقابلة تلفزيونية أكد خلالها أنه غير مسؤول عن أخطاء نظام الرئيس معاوية ولد سيدا أحمد الطايع 
يحظى بإحترام الجميع ويعتبر أحد صناديق أسرار الدولة الموريتانية 
اعلن اليوم الجمعة 05/05 /2017 عن وفاته بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة ألمت به في ضواحي تيرس الزمور وبرحيله تطوى صفحة من تاريخ الدولة الموريتانية 

شاهد أيضاً

الحكومة_القادمة

نذكر الجميع بأن منصب الوزير الأول طيلة الخمسية القادمة سيكون من نصيب معالي الوزير سيد …