. أطاحت بالرئيس البوركينابي بليز كامباوري ثورة شعبية وهو الوسيط في عدة نزاعات إفريقية والذي كنا نتصور الإطاحة به مستحيلة.
غادر السلطة بعد 27 سنة وعلى غرار غيره من المتشبثين بكراسيهم؛ كان أصم وأخرس، لأنه لا يريد أن يسمع شيئا؛ فلم يستمع لنصائح نظراءه ولم تؤثر فيه مقاومة المعارضة والمجتمع المدني الشرسة لمشروعه بالبقاء في السلطة.
ومع ذلك؛ فإن هذا الرجل البراجماتي كان على جانب كبير من الذكاء؛ لكن السلطة -كما يقال- تذهب بعقول الرجال.
فعلى غرار نظراءه الآخرين؛ استمر كامباوري في مساعيه لتعديل الدستور حتى يوافق رغبته في الترشح لولاية جديدة على رأس الدولة، رافضا كل عروض المعارضة واقتراحات المجتمع الدولي الذي عرض عليه تقاعدا مريحا من السلطة؛ لقد كانت ولاية مغرية جدا على ما يبدو ولذا لم يتوقف عن مسعاه من أجلها.
لكن ما يثير الحيرة فيه –وفي زعماء آخرين في القارة- هو استمرارهم في المقاومة حتى يصلوا إلى مرحلة اللاعودة.
لقد انتهي الوقت وصفر الحكم إيذانا بنهاية هذه المرحلة، وبذلك خسر كل شيء؛ فقد فقد السلطة وفقد معها المصداقية؛ ووضع بلده ضمن منطقة اضطرابات حقيقية ستحتاج بعض الوقت للخروج منها.
لقد شدت أزمة بوركينافاسو انتباه الموريتانيين بقوة إليها؛ واحتفل البعض بسقوط كامباوري الذي كان أحد أعداء “حركة التصحيح” بسبب علاقاته القوية مع بعض المعارضين الموريتانيين. آخرون يقولون إن بلدنا لا يمكن أن يشهد ثورة كهذه؛ لأنها ببساطة سبق أن شهدت ثورتها الخاصة سنة 2008، في إشارة إلى الانقلاب الذي نفذه الرئيس الحالي ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا.
وتلك مغالطة كبرى؛ فما حدث لدينا ليس سوى انقلاب عسكري مبتذل، أدخل البلاد في أزمة عسكرية لم تستطع الخروج منها حتى اللحظة.
لقد اعترف الخارج بولد عبد العزيز لكنه لا زال مناهضا في الداخل حتى وهو يبدأ ولايته الثانية؛ وهو ما تزال لديه الفرصة المناسبة لتصحيح الأخطاء والإعداد للمستقبل، فما الذي يمنعه من ذلك؟؟
Biladi N:°771
ترجمة: مركز الصحراء
شاهد أيضاً
تجريد منت الصادق من مهامها
جرد مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم الخميس المديرة العامة للمركزية لشراء الأدوية “كاميك” أم الفضل …