دوافع الإلحاد عند ولد لمخيطير وبرام! / صفية بنت أنتهاه

10422295_10204983390802436_8969068064569069925_n

لقد حاول العلماء والمفكرون والفلاسفة والمؤرخون من الموحدين والملحدين ان يأخذوا علي محمد صَلِى الله عليه وسلم في أخلاقه او في الشريعة التي أتي بها فلم يجدوا ما يسمح لهم بوصف النبي الكريم بالعنصرية أوغير ذالك لا بل العكس شهدوا جميعا بعظمة محمد صَلِى الله عليه وسلم وبتميزه بخلق رفيع كما وصفه رب العزة بذالك { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

ولكنه من الملفت بل مما يستحق وقفة وتفكيرا جديا عن أسبابه والطريقة المناسبة للرد عليه هو ظهور أشخاص او بالأحرى خروجهم عن صمتهم من أمثال ولد لمخيطير وبرام في بلد محافظ كموريتانيا هل هـؤلاء وحدهم ام انهم يمثلون الألاف التي ما زالت في صمتها؟ هل التخلص من شخصين او إعدامهم كما يطلب البعض علي طريقة غاليلوا او تنظيم مظاهرات وندوات للتعريف بأخلاق الرسول صَلِى الله عليه وسلم وكأننا في أدغال المكسيك او صحاري استراليا هو حل لهذه الظاهرة وما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا ؟
هنا سأحاول التجرد من الذات قدر الإمكان والنظر الي الماضي القريب بنظرة ليست ناقدة وإنما موضوعية في التحليل كما يقول المفكر الإسلامي خالد عدنان النقد الذاتي هو أنجع وسيلة لتصحيح الأخطاء نحن وككل البشر نرى في أجدادنا قدوة حسنة وسلفا صالحا ومبشرين وحملة رسالة عظيمة ولكن لم نحاول يوما ان نفكر في هذاالنظام الطبقي العنصري الذي ورثناه عنهم وهل نحن راضين عنه كما هو؟ والصمت علامة الرضى.
ام لأنه موروث فهو مقدس! ام ان هذا هو الإسلام! طبعا لا.
هل أتي الإسلام حقاً لحماية هذه الطبقية واستغلال الناس بعضها البعض! طبعا لا .
وان كان كذلك فلمذا لا نجد العبيد و لمعلمين وغيرهم في المغرب وتونس ومصر والخليج وغيرها من البلدان الاسلامية! فهذه البلدان سبقتنا للإسلام. ام انها ترجمة للإسلام علي مقاسنا! قمنا بنشرها في غرب افريقيا ام اننا وجدنا هذا النظام قائم عند الأفارقة فباركناه وحميناه بإسم لله والشريعة! لا اريد ان ادخل في ذالك الجدل الآن الذي يهمني هو الإعتراف بالخطأ التاريخي في حق الإسلام اولا ثم في حق هذه الطبقات! التي تم استغلالها عبر عصور من الزمن حتي أدمنت علي الدونية. وسيقول البعض انه لم يكن هناك استغلال! وفعلا ان أجدادنا لم يدونوا من التاريخ الا امجادهم! ولكن نجد في حكايات العامة وأشعارهم ما يوضح النظرة الدونية لتلك الطبقات والعنصرية البغيضة. فأين كان علماؤنا عند ما كان لمعلم احمر العينين سلالا او مصاصا! والعبد يأتي بالماء ليتوضأ شيخه وهو غير معني بالصلاة! اين كانوا من تجهيل الرعاة ازناك والعبيد واكاون؟. لم نجد التاريخ مدونا ولكن كل المؤشرات والأدلة التي عايشناها توحي انه كان هنالك مجتمعا غريبا جداً مستبد جداً ومتناقضا كثيرا. من الأدلة التي عاصرناها هو انتشار الفاحشة في هذه الطبقات والأبناء غير الشرعيين دون ان يلفت هذا انتباه علمائنا وكأن الاسلام نزل للبيظان او الزوايا علي الأصح. وقد قمنا بطريقة مدروسة او عن طريق الصدفة بنقل هذه الطبقية الي نظام الدولة الحديثة فقد قام ابو الأمة المختار داداه باستدعاء وتعيين مشايخ القبائل وحماة هذا النظام وزراء وأطر الدولة الحديثة وهو ما ظل سائدا حتي اليوم مع استثناءات بسيطة فرضتها في الغالب الأعم ظروفا دولية خارجة عن إرادتنا. وكان هنالك دائماً طاقم من العلماء يفتون لهم بجواز ما يريدون وبوجوب طاعة الامام مالم يثبت كفره وهي فتوي تشريع الفساد المشهورة في تسعينات القرن الماضي لا اريد ان أطيل فالموضوع يتسع لتأليف كتب والذي اريد ان اخلص له هو ان هذه الطبقات التي تم استغلالها وتعبيدها واهانتها وسلب كرامتها وتسخيرها لمتعة طبقات اخري وكله باسم هذا الدين باسم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقال لهم انه يقول لا خير في الحداد ولو كان عالما وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يقول ذالك ! هل يمكنك ان تصدقهم اذا قالوا انهم يحبون هذا الاسلام ويحبون هذا الرسول؟ ابله لو صدقتهم. سيقول البعض انني أتكلم بلغة العامة ولكن أرد عليهم أيضاً اين كانت الخاصة عندما كانت هذه المقولات تردد بين العامة. هنا تكمن علة الإلحاد وهنا نكون قد حددنا الخطأ. فما هو الحل ؟
الحل كما ذكرت سابقا هو ان نعتذر اولا للإسلام والمسلمين عن الترجمة الخاطئة للإسلام والتي مارسها أجدادنا عبر عصور من الزمن في هذه المنطقة .
ثانيا الإعتذار رسميا من الطبقات المتضررة من هذا النظام الاستبدادي تماماً كما اعتذرت الدولة الموريتانية للزنوج المتضررين من احداث 1989 يجب علي المجتمع المدني ان يعتذر بجميع هيئاته علمائه ومثقفيه وأحزابه وزواياه وعربه لهذه الطبقات التي تم سلب كرامتها علي مر الزمن ورفع اللبس وتبرئة الاسلام ورسوله الكريم من الشبهات ونحمل المسؤولية لاجدادنا ونسأل الله لهم المغفرة ونطلب من الضحايا المسامحة والمصالحة وبهذا نكون قد نصرنا وانتصرنا لخير البرية صَلِى الله عليه وسلم اما المظاهرات وتوزيع الفتاوي والمحاضرات التي تغرد خارج السرب فهذا لا يزيد الطين الا بلة فان قتلتم ولد لمخيطير فسيأتي اخرون وان قتلتم برام فهو كذالك. لان العلة ستظل قائمة ونحن كقريش علي درب أجدادنا نسأل الله لكم التوفيق والمصارحة مع الذات وللأمة المورتانية السلامة و العافية.

شاهد أيضاً

صورة اليوم عبد المومن صاحب عبارة (كوناكري)

‏ لم يكن عبد المومن يظن أن عبارة قالها في رسالة خاصة لأحد اصدقائه ستصبح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *