تمنى السيد اعل ولد محمد فال رئيس الدولة الموريتاني السابق أن يسود تقليد التسامح الديني في الإسلام تجاه الديانات الأخرى واحترام القيم الإنسانية الكونية، وأضاف ولد محمد خلال كلمته -بالمؤتمر الذي نظمته اليونيسكو بالتعاون مع مرصد مشروع علاء الدين للتقارب بين الدين الإسلامي واليهودي الذي يعد ولد محمد فال عضوا في مجلسه الفخري- بأن الدين
الإسلامي تميز بالتسامح عبر التاريخ سواء في البلاد الإسلامية، أو خلال مراحل الفتح الإقليمي التي تميزت بالتنمية الثقافية لتلك الحضارة العظيمة (على سبيل المثال الأندلس).
وأضاف أن الحضارة الإسلامية كانت الأساس التقليدي لدعم العلوم والفنون، أعترف العالم بمساهمتها في هذا الصدد، قائلا بأن أولئك الذين يحاولون الآن تبرير أعمالهم من خلال الزعم بأنهم يتصرفون وفاق لضوابط الإسلام، إلا أنهم في الحقيقة يخالفون المبادئ التأسيسية الذي يحظر تلك الأعمال المتطرفة، إلا أن هؤلاء يلجئون عن غير وعي لتفسير النصوص حسب أهوائهم، في تناقض مع فقهاء الدين الإسلامي على مر القرون.
وعموما، فإن الاتجاه واضح: حيثان هدف المتطرفين هو معارضة كل المجتمعات الأخرى والثقافات التي عرفت دائما كيف نعيش معا بسلام ووئام في ظل تسامح الدين الإسلامي.
الحفل نظم برعاية اليونسيكو مع “مشروع علاء الدين” الثقافي، تحت عنوان “مستقبل العيش معاً في مواجهة التطرف العنيف: وجهات نظر من أوروبا والعالم العربي”، وذلك في مقر اليونسكو بباريس.
وقد نظم هذا المؤتمر في سياق دولي تسوده قضايا ملحة تمس القيم الأساسية للمجتمعات الديمقراطية، ويقتضي ذلك القيام بتفكير شامل بشأن كيفية إتاحة فرص جديدة للحوار والفهم المتبادل، وتعلم العيش معاً بسلام في عالم تسوده العولمة، وتزداد فيه مظاهر تعدد الثقافات.
وضم المؤتمر شخصيات مرموقة من الأوساط السياسية والدوائر الأكاديمية، فضلاً عن عدد من الزعماء الدينيين، ومن العاملين في وسائل الإعلام الذين أتوا من أوروبا ومن العالم العربي، وذلك للنظر في التحديات التي فرضتها الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها مؤخراً باريس وكوبنهاغن ومناطق أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقامت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بافتتاح المؤتمر المذكور بحضور إعلي ولد محمد فال، رئيس الدولة الموريتاني السابق، وأندريه أزولاي، مستشار ملك المغرب، والسيد إيريك دي روتشيلد، رئيس موقع محرقة اليهود التذكاري، والسيدة بريزة خياري، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن باريس، ومحمد موسوي، الرئيس الشرفي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وموشيه ليوين، الرئيس التنفيذي لمؤتمر حاخامات أوروبا، وتركي الدخيل، مدير عام قناة “العربية”، ومنصور النقيدان، مدير عام مركز المسبار للدراسات والبحوث، ومحمد الحمادي رئيس تحرير جريدة “الاتحاد” الإماراتية، فضلاً عن جميل الذيابي، مدير عام تحرير جريدة “الحياة” السعودية.
وقالت المديرة العامة لليونسكو “في مواجهة العنف الذي يرمي إلى إحداث الشقاق، ينبغي لنا أن نبين أن الحوار الثقافي ليس هو الإمكانية الوحيدة المتاحة، بل إنه حاصل بالفعل باعتباره جانباً أساسياً من حقوق الإنسان”.
وأضافت “في مواجهة التطرف الذي ينال من العقائد الدينية بما يدعيه عليها من التحريف، يجب علينا أن نبين ثمار استمرار التبادل بين الثقافات عبر التاريخ”، داعية إلى إحداث دراية ثقافية جديدة ومهارات للتبادل فيما بين الثقافات
ترجمة الحرية نت