المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية: صرح علمي في خدمة الوطن..

arton6724

أسست الدولة الموريتانية المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في وسط مدينة نواكشوط سنة 1399هـ 1979م ، وورد ضمن أهدافه أنه يسعى في حدود إمكانياته إلى الدعوة إلى الله تعالى وتعليم العقيدة من الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح وتشجيع التعليم المحضري بما يتلاءم ومقتضيات العصر وإعادة الاعتبار إلى المحاضر الموريتانية وإعطاء تلاميذها فرصا لتركيز معلوماتهم في مجالات علمية تخصصية تجعلهم جديرين بممارسة العمل في الوظائف وتحمل المسؤوليات وإبلاغ كلمة الله تعالى مع التركيز على تكوينهم تكوينا يجمع بين الاصالة والحداثة..

وفي الواقع أن هذا المعهد يعتبر في موريتانيا بمثابة الجامع الأزهر في مصر حيث ظل صرحا علميا في جميع العلوم والمعارف الإسلامية ينهل من معين ثقافته الإسلامية الوسطية جميع طبقات طلاب المحاظر الموريتانية الشنقيطية التي كان تأسيسه في الأصل لصالحهم وتطوير معارفهم، كما تضلع من علومه حملة الشهادات الثانوية على مختلف معارفهم العلمية التي تلقوها، كما أنه ظل يستقبل الطلاب الوافدين من العالم الإسلامي على اختلاف جنسياتهم ومعارفهم العلمية ، وتدرس في المعهد جميع العلوم والمعارف الإسلامية بطريقة تحافظ على العلوم الإسلامية الأصيلة وتأخذ ما ينفع من مستجدات العصر، ويتم التركيز على مذهب الإمام مالك والسير على منهاجه في العقيدة والفقه والسلوك والمنهج والتدريس…

وتتكون هيئة التدريس فيه من قسمين: قسم من علماء الشناقطة الذين يعتبرون بمثابة موسوعة علمية تخرجوا بها من المحاظر الشنقيطية بمستويات عالية واشتهروا بين الناس بالعلم والمعرفة وتصدروا الساحة في مجال العلوم الإسلامية وليس بالضرورة أن يكونوا حملة شهادات .

أما القسم الثاني: فهم الأكاديميون حملة الشهادات العليا الدكتوراه ،أو ماجستير، أو الماستر ، ولقد تخرجت من هذا المعهد أفواج متلاحقة من العلماء وطلبة العلم البارزين الذين يحملون العلم معهم في الحل والترحال صدورهم خزائن لكل ما طالعوه أو درسوه، وشغلوا مناصب عالية في داخل البلاد وخارجها سواء على المستوى العلمي أو القضائي أو الإداري ، وكان طلبته ومازالوا كلما أعلن عن مسابقة في داخل البلاد أو خارجها يأتون في مقدمة المتفوقين، وقد ظل ذلك ولله الحمد متواصلا طيلة تاريخ هذا الصرح العلمي.

وفي العقد الأخير تطورت التجربة العلمية وازدهرت الحياة الفكرية والثقافية في موريتانيا بوجه عام ، وفي المعهد العالي بوجه خاص حيث عم الإصلاح جميع مفاصل هيكل الدولة وكان لمجال العلوم والمعارف الإسلامية والثقافية والفكرية والإعلام الحظ الأوفر من ذلك .

وبوصفي مدرسا في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية فإنني سآخذه مثالا ونموذجا في هذا المجال فقد كنت أدرس فيه وهو كله بمثابة شعبة واحدة ,و ليس فيه تخصصات متعددة , أما الآن ففيه سبع شعب وهي كالآتي:
1- الشعبة العامة
2- شعبة أصول الدين
ج – شعبة الفقه والأصول
8- شعبة الاقتصاد الإسلامي
هـ – شعبة الإمامة والخطابة
27- شعبة اللغة العربية وعلومها
11- شعبة الحضارة والإعلام
ويتطلع القائمون على المعهد العالي لفتح شعبة للدراسات العليا.

ونلاحظ الآن مؤشرات إيجابية تدل عى أن المعهد يتجه نحو الإصلاح والتطور بما يتناسب والمستوى المطلوب منه في خدمة العلم والأمة والوطن فنشاهد الآن الرفع من مستواه المكاني والمعنوي فالمباني الآن ترمم وتضاف إليها مدرجات للتدريس ، كان المعهد بحاجة ماسة لها، كما أن هناك فيما يبدو نية صادقة لإصلاح المناهج فيه وترميم المكتبة وشراء المصادر التي تحتاجها أضف إلى ذلك أن هيئة التدريس أصبحت عاقدة العزم على أن ترفع من شأن المعهد وتخدمه بجميع الإمكانيات والوسائل المتاحة …

ونحن القائمين على المعهد جميعا قد أخذنا على عاتقنا ألا نألو جهدا في حمل رسالة المعهد على الوجه الذي يخدم ديننا ووطننا وأمتنا الإسلامية بوجه عام ، كما أن هذه العزيمة التي تعمنا جميعا في الرفع من مستوى المعهد نستمدها من توجيهات رئيس الجمهورية في حمل راية الإسلام ودعم مؤسساته ونصرة قضاياه ، وهو ما تنفذه حكومته الرشيدة بإشراف من معالي الوزير الأول وتنفيذ وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي والتطبيق السديد لإدارة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، الامر الذي يجعلنا نحن المعنيين بعميلة التدريس مرتاحون ومطمئنون للنجاح في مسيرة مؤسستنا العلمية المظفرة.
والله ولي التوفيق …..

بقلم: د/ الطيب بن عمر

شاهد أيضاً

تعرض الصحفي الشاب ولد احمد لطعانات على يد عصابة لصوص

تعرض الصحفي الشاب ولد احمد لطعانات على يد عصابة لصوص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *