أول شاحن بأنامل فلسطينية يصل إلى العالمية

12

الشاحن الجريء ليس شاحنا عاديا فهو الأسرع على الإطلاق من بين شواحن الأجهزة المحمولة، ويأتي بألوان مختلفة، فنجد الأحمر والأخضر والأزرق. ألوان مميزة تضفي على السلسلة التي تحمله مظهرا جذابا يرضي كل الأذواق. الشاحن الجريء يغري بصغر حجمه كثيرا ممن يتذمرون من كبر حجم الشواحن العادية، فيجد لنفسه مكانا صغيرا في الجيب أو في حقيبة اليد.
“بولد” استطاعت أن تفرض نفسها على السوق الإلكترونية، في أقل من اثنين وسبعين ساعة على إطلاق حملتها الترويجية تمكنت الشركة من تحقيق أرباح قياسية فاجأت حتى القائمين على المشروع. إلا أن طريق النجاح لم يكن دائما معبدا بالورود، فصعوبة الحركة بسبب انتشار الحواجز العسكرية بين مدن الضفة الغربية وانعدام الحد الأدنى من البنية التحتية اللازمة لتأسيس شركة إلكترونية دفع بالشابين إلى طرق أبواب التمويل الأجنبي.
لمى منصور تستذكر الصعوبات التي مر بها المشروع: “اصطدمنا بجدار في فلسطين لعدم وجود مواد تصنيعية أساسية كما أن استيراد هذه المواد تطلب أشهرا طويلة من الانتظار لأنها تمر عبر الحدود الإسرائيلية.” بحثا عن حلول بديلة اتصلت لمى وعصمت بعدة برامج استثمارية لدعم المخترعين الشباب، من بينها برنامج في إستونيا تحمس للمشروع وقدم لهما الدعم المالي والتقني لتطوير المنتج في إستونيا نفسها، مقر الشركة الحالي. ساعات قليلة بعد إطلاق الحملة الترويجية على الإنترنت فوجئت الشركة بتلقي طلبات شرائية من كل أنحاء المعمورة: “المجيء إلى إستونيا فتح لنا الباب على السوق الدولية، لدينا طلبات من الولايات المتحدة وأستراليا” بحسب لمى منصور.
حلم التوصل إلى اختراع شاحن صغير بدأ منذ سنوات عدة عندما كانت لمى وعصمت طالبان في جامعة النجاح الوطنية. “الفكرة أتت بالتدريج، أردنا تطوير الشاحن العادي حتى وصلنا إلى صناعة واحد يمكن وضعه في الجيب… كنا نريد عمل شاحن صديق للبيئة وعصري، بعيد عن الشواحن الكبيرة والثقيلة التي لا تتناسب مع نمط حياة الشباب.” وفقا لمنصور.
تناغم التصميم مع تطلعات السوق الإلكترونية جعل الشاحن الجريء يحتل المركز الأول في مسابقة إبداع المنظمة من قبل USAID والمركز الثاني في مسابقة Entrepreneurship Week عام 2014. شاحن (بولد) يتحدى غيره من الشواحن فهو يتناسب مع كل أنواع الأجهزة المحمولة ويصل سعره الى تسعة وعشرين دولارا فقط، سعر منافس جعل حجم المبيعات يصل إلى خمسة عشر ألف دولار في أقل من ثلاثة أيام.
ويأمل القائمون على المشروع أن يصل الشاحن الجريء وغيره من الابتكارات المقبلة إلى السوق الأوروبية والعربية وأن يسهم اختراعهم في تسليط الضوء على إبداعات الشباب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

شاهد أيضاً

فتح باب التبادلات أمام المدرسين الراغبين في ذلك

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي صباح اليوم الثلاثاء عن فتح باب التبادلات أمام المدرسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *