موقع القافلة الإخباري موقع اخباري موريتاني
لطالما تسأل العلماء هل الذكاء مكتسب أم وراثي؟ وهو ما تجيب عليه دراسة حديثة اعدها خبراء في علم الاجتماع والنفس، مؤكدين أن النجاح والتفوق في التعليم يعتمدان على عنصر الوراثة.
ومنذ سنوات، تنتشر النظريات التي ترجع النمو الاقتصادي في بلد ما لذكاء أهله وربما إلى تميّز جيني معين في سكان هذا البلد.
علماء في مؤسسات علمية اميركية وبريطانية حللوا 1.1 مليون حمض نووي لأشخاص تلقوا تعليمهم في كليات ومعاهد الدراسات الجامعية، فتبين أن 10% فقط من الطلاب الذين كان آباؤهم يحملون درجات تعليمية سيئة في المدارس تخرجوا من الجامعات بنجاح، أما الأطفال لآباء “أذكياء”، فكانت فرصهم في النجاح أعلى بكثير، وحقق واحد من اثنين منهم تفوقا بالتخرج في معاهد وكليات التعليم العالي.
وقال أحد المشاركين في الدراسة، إيريك توركامر، من جامعة فرجينيا: “هذا البحث سيفتح صفحة جديدة في علم الاجتماع”.
يعدُّ الذكاء أحدَ الصفّات التي تميّزُ الفردَ عن الآخرين من أقرانه، وهو يعني قدرة الإنسان على الفَهم والابتكار، أو التفكير المجرّد، أو التعلّم والتحصيل.
ويعتقد العلماء وفق دراسة نشر نتائجها موقع “روسيا اليوم” أن اكتشافهم هذا سيسمح للآباء ولإدارات المدارس باختيار أنسب الاختصاصات لدراسة الطلاب المستقبلية بحسب إنجازاتهم المدرسية.
ولم يتمكن الخبراء من تحديد علاقة نمطية في علم الوراثة، على الرغم من العلاقة الوثيقة بين الوراثة الجينية ومستوى التعليم، تفسر مستوى الذكاء العالي. ولا تعكس اختبارات الجينات الوراثية (الحمض النووي)، بحسب العلماء، أية معلومات دقيقة دون دمجها بالسياق الاجتماعي.
وكان الخبير، أندرياس هاينز مدير عيادة الطب النفسي بمستشفى شاريته المعروفة في برلين، قال في تصريحات سابقة إن الجينات تلعب دورا كبيرا في التأثير على مستوى الذكاء، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى دراسات عديدة أجريت في هذا المجال وتؤكد أن عناصر عديدة من البيئة المحيطة تؤثر أيضا على درجة ذكاء الأفراد.
وأجريت دراسات في الولايات المتحدة خلال سبعينات القرن الماضي وخلصت إلى أن الأطفال المنحدرين من أصول أفريقية، والذين قامت أسر أمريكية بيضاء بتبنيهم، حققوا نتائج أفضل في اختبارات الذكاء مقارنة بأطفال آخرين ينحدرون من نفس الأصول.
